دافعت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج في ولاية بافاريا، جودرون بريندل فيشر، عن موقفها بعد الانتقادات الحادة التي تعرضت لها، بسبب تصريحاتها حول تحضّر اللاجئين الأوكرانيين أكثر من نظرائهم المنحدرين من بلدان الشرق الأوسط.
وفي 19 نيسان الجاري، قالت بريندل فيشر من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) في بيان صحفي: "لا يحتاج اللاجئون الأوكرانيون إلى إخبارهم بكيفية عمل الغسالة، أو أن الطهي غير مسموح على أرضية الغرفة"، مضيفة أنه بدلاً من تلقيهم معلومات حول هذه السلوكيات، يجب منحهم حق الوصول لدورات اللغة في أقرب وقت ممكن.
وانتقد مجلس اللاجئين البافاري تصريح بريندل فيشر، معتبراً أنه "تشجيع على التفكير العنصري، كما لو كان اللاجئون الأوروبيون متحضرين والآخرون ليسوا كذلك".
وأضاف المجلس أنه يجب على حكومة الولاية، البحث عن شخص جديد لشغل منصب مفوض الاندماج في أقرب وقت ممكن.
وعلّق ستيفان دونوالد المتحدث باسم مجلس اللاجئين في بافاريا على تصريحات بريندل فيشر قائلاً: "لم تعد السيدة بريندل فيشر مقبولة بعد هذا البيان".
وردت بريندل فيشر على الانتقادات في بيان أكدت فيه، أن تصريحاتها قد تكون تسببت في تداعيات خاطئة، مضيفة: "اسمحوا لي أن أبلغكم أنه لم يكن في نيتي تشويه سمعة لاجئين آخرين".
وأوضحت مسؤولة الاندماج، أن اللاجئين الأوكرانيين تلقوا مؤخراً دورات توجيهية، لم يضبط محتواها وفقاً لاحتياجاتهم، وأن "هذا يهدر الوقت والطاقة ويقلل من دوافع التعلم والإنجاز".
لكن الانتقادات حيال تصريحات مسؤولة الاندماج لم تهدأ، وقالت ديميترينا لانغ رئيسة المجلس الاستشاري للهجرة في ميونيخ، يوم أمس الإثنين، "لم يعد من المقبول لمفوضة الاندماج، التي تظهر هذه الخصائص العنصرية بشكل علني، أن تكون شخصاً على علاقة بموضوع الاندماج"، وفقاً لموقع "RND".
واعتبرت لانغ أن بيان بريندل فيشر غير كافٍ "لأنه لم يتضمن اعترافاً بالخطأ، كما أنها لم تعترف بأنها أدلت بتصريحات عنصرية".
من جهته، دعا رئيس مجلس فورتسبورغ الاستشاري للأجانب، أنتونينو بيكورارو، إلى "إعادة توجيه سياسة الاندماج التي يدعمها البرلمان البافاري بشكل كلي"، مضيفاً: "إذا كان هذا البيان يعكس رأي حكومة الولاية، فإنه يظهر الموقف التمييزي لحكومة الولاية تجاه الأشخاص الذين فروا من سوريا وأفغانستان، على سبيل المثال".
وتعرّض الاتحاد الأوروبي لاتهامات بأنه رحّب باللاجئين الأوكرانيين بانفتاح أكبر، مقارنة بما كان الحال عليه مع أولئك الذين فرّوا من الحروب في الشرق الأوسط.
وفي مطلع الشهر الجاري، انتقدت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شابيا مانتو، ما وصفته "ازدواجية معايير بعض الدول الغربية تجاه اللاجئين"، كما وجّه تقرير لـ هيئة الإذاعة الكندية (CBC)، انتقادات لأوروبا بسبب تمييزها بين اللاجئين الأوكرانيين والسوريين.