ملخص:
- منذ سيطرة النظام على درعا عام 2018، شهدت المحافظة 456 حالة اختطاف وسط فلتان أمني متصاعد.
- العصابات تستهدف الشبان اليافعين وتعمل بدعم مالي وأمني من النظام لتحقيق مكاسب.
- النظام يستغل الفلتان الأمني كسلاح لزعزعة الاستقرار وإضعاف المجتمع المحلي.
- مجموعات الخطف تتلقى أوامرها من الأمن العسكري والمخابرات الجوية.
- عمليات الخطف والفدية الثقيلة تزيد من معاناة أهالي الجنوب في ظل تواطؤ أمني عميق.
شهدت محافظة درعا منذ سيطرة النظام السوري عليها منتصف عام 2018 وحتى نهاية شهر أيلول الماضي، 456 حالة اختطاف، وذلك في إطار الفلتان الأمني المستمر الذي يعصف بالمنطقة الجنوبية.
وتشمل هذه الإحصائية أبناء المحافظة الذين تم اختطافهم داخل وخارج المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على الشبان اليافعين، وفقاً لمكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران".
وأوضح المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب التوثيق، أن النظام يواصل دعمه لمجموعات الخطف المحلية لتحقيق مكاسب مالية عبر ابتزاز ذوي المخطوفين، مؤكداً أن هذه العصابات تتلقى دعماً مالياً وعسكرياً وتسهيلات أمنية تعزز من حصانتها ضد أي محاسبة.
من جانب آخر، يُستغل الفلتان الأمني كسلاح إضافي لإضعاف المجتمع المحلي وضرب الاستقرار في المحافظة، بحسب مصدر من وجهاء درعا.
مجموعات الخطف في درعا
تبرز عدة مجموعات كأدوات رئيسية للنظام في تأجيج الفوضى، وتنفيذ عمليات الخطف والاغتيالات والسلب والنهب. من بينها مجموعة محمد علي الرفاعي، الملقب بـ "أبو علي اللحام" في بلدة أم ولد، والتي تتعاون مع مجموعات من عشائر البدو في درعا والسويداء.
كما تنشط في منطقة اللجاة عدة عصابات، أبرزها مجموعة عطا السبتي المرتبطة بتنظيم "داعش"، ومجموعة عبد الله وفهد العلي المرتبطة بالمخابرات الجوية، ومجموعة هاشم البيدر التي تعمل بتوجيهات من الأمن العسكري، ومجموعة محمد علوان المسؤولة عن خطف السائقين الأردنيين في آب الماضي.
أما في الريفين الغربي والشمالي، فتبرز مجموعة عبدالناصر كيوان، المعروف بـ "عبود الشلبك"، في طفس والتي تتلقى أوامرها من رئيس فرع الأمن العسكري، لؤي العلي، ومجموعة محسن الهيمد في مدينة الصنمين، المرتبطة بالأمن العسكري وتنظيم "داعش" ومتورطة في عدة اغتيالات.
وفي مدينة درعا، تنشط مجموعة محمد المسالمة، الملقب بـ "هفو"، التي تنفذ عمليات الخطف لصالح تنظيم "داعش" وتتعاون بشكل وثيق مع عماد أبو زريق المرتبط بفرع الأمن العسكري. تجمع هذه العصابة بين تهريب المخدرات والابتزاز المالي لتحقيق أهدافها.
وتسلط عمليات الخطف المتكررة والفدية الباهظة الضوء على معاناة أهالي الجنوب السوري، الذين يعيشون تحت ظل تواطؤ أمني يعمق من جراح المنطقة ويدفع بأهلها نحو صراعات داخلية لا تنتهي.