تعيش درعا حالة من الفوضى الأمنية المستمرة، وشهد شهر حزيران/يونيو المنصرم ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات القتل والاعتقالات والخطف التي طالت المدنيين والعسكريين على حد سواء.
وقال مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران" إنه أحصى مقتل 58 شخصاً بينهم 3 سيدات وطفلان، واعتقال 16 شخصاً، واختطاف 17 آخرين، قُتل منهم 13 بعد اختطافهم.
عمليات القتل في درعا
وثّق المكتب مقتل طفلة متأثرة بجراحها إثر قيام مسلحين بإلقاء قنبلة يدوية أمام منزلها، وطفل آخر برصاص مسلحين حاولوا اغتيال والده داخل منزلهم.
وعثر الأهالي في حزيران على جثث 11 شخصاً بينهم سيدة و6 مدنيين، أحدهم عنصر سابق في اللجان الشعبية وآخر عمل ضمن تنظيم "داعش"، أما الـ5 البقية فمنهم من يعملون في تجارة المخدرات وآخرون ضمن مجموعات محلية والفرقة الرابعة بالنظام.
كذلك لقي 3 أشخاص ينتمون إلى مجموعات محلية معارضة للنظام السوري حتفهم من جراء انفجار عبوة ناسفة في أثناء محاولة نقلهم من مكان لآخر.
32 عملية ومحاولة اغتيال
وأحصى المكتب 32 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 35 شخصاً، وإصابة 20 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة شخص واحد.
وتوزع قتلى الاغتيالات كالتالي: 19 قتيلاً مدنياً، منهم 18 لم يسبق لهم الانتماء إلى أي جهة عسكرية بينهم سيدتان، واثنان متهمان بالعمل لصالح أجهزة النظام الأمنية، وواحد متهم بالعمل في مجال السحر والشعوذة، بالإضافة إلى عنصر سابق في فصائل المعارضة لم ينضم عقب التسوية لأي جهة عسكرية.
في حين قُتل 9 أشخاص (تصنيفهم من غير المدنيين) موزعين على النحو الآتي: عنصران سابقان في الجيش الحر عملوا عقب اتفاق التسوية في مجموعات تابعة لـ"فرع الأمن العسكري" في درعا، و3 عناصر متهمين بالعمل في تجارة المخدرات، وقيادي في ميليشيا "الفرقة الرابعة"، وعنصران لم تُعرف الجهة التي يرتبطان بها، وقائد مجموعة في اللجان المركزية.
وضمن ملف الاغتيالات، سجل المكتب مقتل 7 من قوات النظام، بينهم 3 ضباط برتبة “ملازم” وصف ضابط برتبة “مساعد أول”، نتيجة عمليات استهداف متفرّقة في محافظة درعا.
وبحسب المكتب فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر حزيران جرت بوساطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”، باستثناء عمليتين بوساطة “عبوة ناسفة” واثنتين بوساطة “قنبلة يدوية”.
وفي قسم الجنايات، وثق المكتب مقتل 7 أشخاص بوساطة إطلاق نار، إثر خلافات عائلية متفرّقة في محافظة درعا.
الاعتقالات وعمليات الخطف
قال المكتب إنه وثّق اعتقال 16 شخصاً في محافظة درعا، من بينهم 11 اعتقلوا من قبل قوات النظام أُفرج عن 2 منهم خلال الشهر ذاته، و5 اعتقلوا من قبل "اللواء الثامن" أفرج عن 3 منهم.
وشهدت المحافظة تسجيل 17 عملية خطف، قُتل من بينهم 13 شخصاً بعد اختطافهم بعمليات متفرقة، ولا يزال 4 شبان قيد الاختطاف حتى ساعة إعداد التقرير، في حين أفرج مسلّحون عن شاب خلال شهر حزيران بعد نحو 3 أشهر من تعرضه للاختطاف في درعا.
مقتل 43 شخصاً في درعا خلال أيار بينهم طفل و3 سيدات
أحصى المكتب 29 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 22 شخصاً، وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 7 أشخاص من محاولات الاغتيال، ووثق اعتقال 22 شخصاً في محافظة درعا، من بينهم 15 اعتقلوا من قبل قوات النظام أُفرج عن 10 منهم خلال الشهر ذاته، و7 اعتقلوا من قبل اللواء الثامن أُفرج عن شخص واحد منهم.
ويتهم أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية -من خلال تجنيدها لميليشيات محليّة- بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال التي تطول في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.