أثار باحثون لدى معهد فيرواي-جونكر الهولندي مخاوف بشأن ظهور طبقة دنيا في الأحياء الفقيرة، إذ يعيش السوريون الهولنديون الذين أتوا إلى هولندا كطالبي لجوء في فقر يفوق الفقر الذي تشهده تجمعات سكانية أخرى، وذلك في المناطق الأكثر فقراً، بحسب ما توصل إليه الباحثون في مرصد الأحياء التابع لجمعية منصة إنكلوسف.
فقد أجرى معهد فيرواي-جونكر بحثاً لصالح مرصد الأحياء، حيث ربط هذا البحث بين بيانات الدخل بأصول مجموعات معينة من السكان لأول مرة خلال هذا العام، وعن ذلك يحدثنا الباحث هانز بيلارت فيقول: "لوحظت على الفور الفروقات الأساسية بين التجمعات السكانية المختلفة ضمن الأحياء الضعيفة بالأصل الموجودة في المدن الكبرى".
ويرى الباحث أن السكان الذين كانوا لاجئين كانت أرقامهم "تعبر عن حالات سلبية جداً" في مجال العمل والتعليم، ولهذا يعلق بالقول: "صدمني الفقر المنتشر بين صفوف السوريين".
إذ وسطياً يعيش 7.7 في المئة من الأسر في هولندا في حالة فقر، حيث تعتمد تلك الأسر على دخل يصل إلى 110 في المئة من المساعدات الاجتماعية. إلا أن هذا المرصد ركز على الأحياء، وسلط الضوء على متوسط الأرقام، ويشرح لنا الباحث هانز ذلك بقوله: "إذا نظرنا إلى أوتريخت، فسنجد بأن هذا الرقم يعادل 9.6 في المئة، وفي مقاطعة أوفرفيخت يصل الرقم إلى 20.2 في المئة، كما يصبح 30.7 في المئة من بين الأسر التي تعود أصولها للمغرب في أوفرفيخت، وكذلك يرتفع ليصبح 63.4 في المئة بين السوريين الذين يعيشون في ذلك الحي"، ويخبرنا الباحث بأن الوضع مشابه في المدن الأخرى.
يذكر أن معظم السوريين الهولنديين وصلوا إلى هولندا كطالبي لجوء هرباً من الحرب التي عصفت ببلادهم والتي بدأت في عام 2011، وخلال العقد الماضي، ارتفع عدد السوريين الذين يعيشون في هولندا من 11 ألف نسمة إلى 113 ألف نسمة. إلا أن الوضع المالي السيئ الذي تشهده تلك الأسر يرتبط بشكل وثيق بموقعهم المتدني في سوق العمل، إذ بحسب ما توصل إليه الباحثون، فإن غالبية السوريين ليس لديهم عمل مأجور، ومن لديه عمل منهم يتقاضى أجر اً ضعيفاً أو يكون عمله مؤقتاً في الغالب الأعم.
إلا أن الباحثة مارجان غرويتار تقول: "من المستغرب في الوقت ذاته عدم وجود أي سوري يعيش على مساعدات قائمة على الديون"، وترى بأن لذلك تفسيرات عدة محتملة، وذلك لأن غالبية السوريين الهولنديين ترتبت عليهم "ديون غير رسمية" لصالح مهربي البشر الذين ساعدوهم في الوصول مع أفراد عائلاتهم إلى بر الأمان. كما قد يرتبط طلب المساعدة لحل المشكلات المالية بوصمة عار لديهم، أو أنهم بكل بساطة ليسوا على دراية كافية بالنظام الهولندي الذي يقدم لهم تلك المساعدات بحسب وصف تلك الباحثة.
المصدر: هولندا تايمز