كشفت صحيفة يني شفق التركية في تقرير لها، عن خطة حكومية تركية لنقل المصانع والمنشآت الصناعية، من منطقة مرمرة إلى وسط الأناضول، التي يكون فيها خطر الزلازل منخفضاً، وسط تحذيرات من اقتراب زلزال إسطنبول المحتمل، مما سيخفف أي خسائر محتملة في الإنتاج أو العمالة.
وقالت الصحيفة، الخميس، إن القرار تم اتخاذه في اجتماع مجلس التنسيق لتحسين بيئة الاستثمار، الذي عقد في المجمع الرئاسي في 15 من الشهر الجاري، برئاسة نائب الرئيس "جودت يلماز"، وبمشاركة عدد كبير من الوزراء ورؤساء غرف الصناعة والتجارة والمستثمرين.
محاولة لمنع الضرر
وأشار يلماز في الاجتماع إلى أن أهمية تطوير إدارة المخاطر والاستعداد لجميع أنواع الكوارث، وبشكل عاجل خاصة في إسطنبول، ليس فقط من حيث الإسكان، بل من حيث البيئة التجارية والصناعية والاستثمارية.
وجاء في التقرير أنه "سيتم تخصيص الأراضي للمنشآت الصناعية في كل من أنقرة - نيغدة - قونيا - نيفشهير - أكسراي، على أرض صلبة وسط الأناضول، حيث تكون أخطار الزلازل منخفضة، وتتأثر بالكوارث الطبيعية على أقل تقدير، مع مراعاة الحساسيات الزراعية والبيئية".
وأفاد التقرير أن ذلك من شأنه أن يحقق بشكل كبير أهداف التنمية من حيث منع الضرر في زلزال محتمل من جهة، وتقليل عدم المساواة الإقليمية، وستصبح منطقة وسط الأناضول مركزًا للإنتاج والاستثمار، مما سيوفر "لإسطنبول مساحات أكبر للسياحة والأنشطة الأخرى".
وصرح أحمد كوشاش رئيس غرفة التجارة والصناعة في ولاية أكسراي أنه "مستعد للاستثمارات المتعلقة بنقل مرافق الإنتاج إلى منطقة وسط الأناضول".
وأضاف "لقد نقلنا العديد من الاستثمارات في صناعة السيارات والصب من منطقة مرمرة، بينما قدمت نحو 70 شركة طلباً إلينا واتخذت 15 شركة أماكنها في أكسراي وستبدأ أنشطتها في الفترة المقبلة".
وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة في ولاية نيغدة، شوكت قاطرجي أوغلو، "بعد زلزال 6 شباط، طالب أكثر من 100 منتج وصاحب منشأة صناعية من منطقة مرمرة بمكان له في نيغدة، نحن بصدد إطلاق منطقة جديدة تبلغ مساحتها 500 هكتار للاستجابة للطلبات حيث تبعد ساعتين عن ميناءي إسكندرون ومرسين".
ووفقاً لتقرير "ISO 500" للمنظمات الصناعية، فإن 42 من أكبر المنشآت الصناعية من أصل 100 مؤسسة تقع في إسطنبول، مع قوة عاملة تزيد على 5 ملايين.
زلزال إسطنبول المحتمل
وتزايدت المخاوف من كارثة أكبر لزلزال إسطنبول المحتمل، بعد وقوع زلزال 6 شباط الأكثر دماراً في تاريخ تركيا، بعد أن أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، وأعاد إلى الأذهان ذكريات زلزال 1999 الذي أسفر عن مقتل 17 ألف شخص في المنطقة.
ووفقاً لبيانات رسمية فإن نحو خمسة ملايين من أصل 16 مليون شخص في أكبر مدينة تركية “إسطنبول" يعيشون في منازل معرضة للخطر، لوقوع المدينة في شمال خط صدع يعبر بحر مرمرة في شمال غربي البلاد.
وتتوالى التحذيرات من خبراء الزلازل بشكل دائم من مخاطر وقوع زلزال مدمر تتجاوز شدته 7.5 درجات في منطقة مرمرة، مشددين على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل التحضير لهذه الكارثة.