قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن العمليات العسكرية التي نفذتها تركيا شمالي سوريا "منعت الممر الإرهابي الذي كان من المقرر إقامته جنوبي البلاد"، مضيفاً أن أنقرة "ستطهر المنطقة من الإرهابيين وفق الاتفاقيات التي أبرمتها في العام 2019 مع الولايات المتحدة وروسيا".
وفي تصريحات نقلها موقع "خبر ترك"، خلال زيارته لمنطقة أكشهير في ولاية قونيا، أكد أكار على أن "وحدات حماية الشعب لا تختلف عن حزب العمال الكردستاني، ومن المؤسف أن يقدم لهم بعض حلفائنا مساعدات مختلفة".
وأشار وزير الدفاع التركي إلى أنه "من خلال الاتفاقيات التي أبرمناها في العام 2019 مع الولايات المتحدة وروسيا (اتفاق سوتشي)، يجب تطهير المنطقة من الإرهابيين"، مضيفاً أن تركيا "تتوقع بشكل عاجل من موسكو وواشنطن الوفاء بمسؤولياتهم والتزاماتهم".
لا مستقبل للإرهاب في منطقتنا
وأوضح الوزير التركي أنه "خلال الفترة الماضية، تحولت منطقة تل رفعت ومنبج بشكل كامل إلى مستنقع رعب، والمضايقات من هنا تجاوزت الآلاف"، مؤكداً على أنه "مهما كان ما يجب القيام به، سنرد في المستقبل كما فعلنا حتى الآن".
وأضاف أكار أنه "لا مستقبل للإرهاب والإرهابيين في منطقتنا، يجب أن يفهم هذا من قبل الجميع، وتركيا ستواصل عملياتها وسنقوم بتدخلاتنا من دون تردد، عندما يحين المكان والزمان، في نطاق القانون الدولي والدفاع عن النفس"، مشيراً إلى توجيهات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والقرارات التي اتخذها مجلس الأمن القومي التركي، والعمليات التي نفذتها وزارة الدفاع.
استقرار سوريا يؤدي إلى أمن حدود تركيا
من جانب آخر، قال وزير الدفاع التركي إن بلاده "تقدم الدعم قدر الإمكان لتسهيل حياة نحو 9 ملايين من السوريين، في تركيا وسوريا"، مضيفاً أن "المناطق التي نسيطر عليها أصبحت أمنة، ونبذل جهوداً لضمان أن يصبح شمالي سوريا مركز جذب وعدم وجود هجرة منه نحو حدودنا، وأن يعود السوريون المقيمون في تركيا إلى ديارهم طواعية وبأمان واحترام في أسرع وقت ممكن".
وأشار أكار إلى أنه عاد نحو مليون من اللاجئين السوريين في تركيا إلى سوريا، بينهم 500 ألف إلى محافظة إدلب، مؤكداً على أن "المأساة السورية يجب أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، والمشكلات الجدية في تركيا نريدها أن تنتهي".
ولفت إلى أن تركيا "بذلت قصارى جهدها على كل المستويات، داخلياً وخارجياً، وواصلت أنشطة المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وهدفها هو ضمان الاستقرار في سوريا"، مضيفاً أن ذلك "يؤدي إلى أمن حدودنا".
المفاوضات السورية مشروطة وظرفية
وعن أولويات تركيا في المرحلة الراهنة، قال وزير الدفاع التركي إن "أهم قضية نركز عليها هي تقديم كل مساهمة لضمان الاستقرار، ووضع دستور بشكل عاجل من دون تأخير، وانتخابات وحكومة شرعية تعتمد على هذا الدستور".
وأوضح أكار أن المفاوضات بين الأطراف السورية هي "عملية مشروطة وظرفية"، موضحاً أن تركيا "تتابع عن كثب هذه العملية ضمن هذه المبادئ".
اتفاقيات العام 2019
وفي تشرين الأول من العام 2019، أبرمت تركيا وروسيا اتفاقاً، عقب هدنة توسطت فيها الولايات المتحدة، يقضي بنشر قوات للنظام السوري وروسيا في شمال شرقي سوريا، لإبعاد مقاتلي "وحدات حماية الشعب" وأسلحتهم عن الحدود مع تركيا.
وبعد الإعلان عن الاتفاق، قالت وزارة الدفاع التركية إن الولايات المتحدة أبلغت أنقرة أن "انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الآمنة شمالي سوريا قد اكتمل"، مضيفة أنه "لا توجد حاجة لشن عملية عسكرية جديدة".
وبموجب الاتفاق، ستقوم الشرطة العسكرية الروسية مع قوات النظام السوري بمهمة إبعاد "وحدات حماية الشعب" مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية، في حين ستقوم القوات الروسية والتركية بتسيير دوريات مشتركة في نطاق 10 كيلومترات في المنطقة الآمنة التي كانت تسعى أنقرة لإقامتها شمال شرقي سوريا.