التقى وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، مع نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، على هامش الاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني على مستوى وزراء الخارجية، في العاصمة المصرية القاهرة.
ووفق ما نقلت معرفات وزارة الخارجية السعودية، فإنه جرى خلال اللقاء "بحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والمنطقة، وتبادل وجهات النظر حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
#القاهرة | معالي نائب وزير الخارجية #وليد_الخريجي @W_Elkhereiji معالي وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية الدكتور فيصل المقداد، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي اليابانى على مستوى وزراء الخارجية. pic.twitter.com/CeeH3BTKcT
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) September 5, 2023
التطبيع السعودي مع النظام السوري
يشار إلى أنه على الرغم من الزيارات واللقاءات المتبادلة بين الرياض والنظام السوري، بما في ذلك زيارة وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، لمقر السفارة السورية في الرياض، وتأكيدات إعلام النظام قيام وفد فني يتبع لوزارة الخارجية بجولة استكشافية لموقع السفارة السورية تمهيداً لإعادة افتتاحها، فإنه حتى الآن لم يتم ذلك، كما لم تستأنف السفارة السعودية عملها في دمشق.
وبعد نحو أربعة أشهر على عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، تراجعت الحماسة العربية للتطبيع مع النظام السوري، مع تأجيل متعمد لتعيين سفير سعودي جديد وإعادة افتتاح سفارة الرياض في دمشق، في حين تؤكد مصادر عدة أن المملكة لن تعين سفيراً لها طالما أن النظام لم يلتزم بما تعهّد به في القمة العربية والاجتماعات التشاورية، إضافة إلى الواقع المتأزم الذي ترسخه سياسات النظام.
وسبق أن كشف مصدر دبلوماسي عربي لموقع "تلفزيون سوريا" أن الدول العربية التي اندفعت باتجاه تطبيع علاقتها مع النظام السوري أوقفت هذه الاندفاعة بشكل تدريجي على المستويات السياسية والاقتصادية، في حين أبقت على خطوط التواصل الأمني والاستخباري.
وأوضح المصدر أن عدة أسباب دفعت الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، لوقف سياسة الانفتاح على النظام، أهمها أن الولايات المتحدة الأميركية قد دخلت على الخط بقوة، للحد من هذا التحرك "المجاني" على النظام السوري، وتحفّظت على تقديم أي مساعدات مالية له.
المقداد مشاركاً في اجتماع الحوار العربي الياباني
وفي كلمته خلال الاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني، قال المقداد إن النظام السوري لديه "تقدير خاص لليابان، لمحافظتها على وجودها الدبلوماسي في سوريا، وإيفائها بالتزاماتها الأخلاقية والإنسانية لمساعدة الشعب السوري على مواجهة محاولات التجويع التي تنتهجها دول معروفة".
وزعم المقداد أن النظام السوري "يثمن التمويل الذي قدمته اليابان لخطط الاستجابة الإنسانية في سوريا، ولا سيما خلال كارثة الزلزال"، معرباً عن "تطلعه إلى توسيع دعمها لمشاريع التعافي المبكر، وإعادة تأهيل البنية التحتية والمؤسسات الخدمية، بما يشكل مدخلاً أساسياً للخروج من الأزمة وتشجيع عودة اللاجئين".
علاقات اليابان مع النظام السوري
وخلافاً لما ذكره وزير خارجية النظام السوري، أغلقت اليابان سفارتها في سوريا في العام 2012 لأسباب أمنية، ونقلت نشاطها الدبلوماسي في سوريا إلى سفارتها في العاصمة اللبنانية بيروت، ومن ثم إلى العاصمة الأردنية عمان، وعادت لاحقاً إلى بيروت.
كما أعلنت في العام نفسه طرد السفير والبعثة الدبلوماسية للنظام السوري الموجودة في طوكيو، احتجاجاً على المجزرة التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين في بلدة الحولة.
إلا أنه على الرغم من قرار الطرد، بقيت العلاقات الدبلوماسية قائمة بين الجانبين، في حين واصلت سفارة النظام في طوكيو أعمالها إلى الوقت الحالي، بينما أكد المسؤولون اليابانيون أكثر من مرة أن سبب إغلاق سفارتهم في دمشق هو الافتقار إلى الأمن، وليس بسبب الموقف السياسي.
وفي المجال الإنساني قدمت اليابان أكثر من 3.5 مليارات دولار كمساعدات إنسانية للسوريين منذ العام 2012، وأكدت الخارجية اليابانية أن هذه المساعدات يتم تسليمها من خلال المنظمات الدولية والجماعات المدنية، في حين لم تقدم اليابان أي مساعدة مباشرة لحكومة النظام منذ بداية الحرب في البلاد.
وفي أيار الماضي، أكد وزير الخارجية الياباني، يوشيماسا هاياشي، أن بلاده ليس لديها خطط في الوقت الحالي لإعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، رغم أنها ستستمر في مراقبة الوضع من كثب، مشيراً إلى أن بلاده ستقدم مساعدات لسوريا بقيمة 1.9 مليار ين ياباني (14.3 مليون دولار)، من خلال المنظمات الدولية والأممية، لمواجهة تداعيات زلزال شباط الماضي.