شهدت محافظة السويداء تراجعاً ملحوظاً في معدل الجرائم وحالات العنف والانتهاكات، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة التي عاشتها المحافظة في ظل الاحتجاجات والتظاهرات المنددة بنظام الأسد.
وأوردت شبكة "السويداء 24" الإخبارية المحلية تقريراً، وثقت من خلاله مختلف حوادث العنف والانتهاكات التي وقعت في المحافظة في غضون الأشهر الثلاثة (آب وأيلول وتشرين الأول) للحراك الشعبي غير المسبوق في السويداء.
ورصدت الشبكة مقتل 16 شخصاً وإصابة 8 آخرين، خلال تلك الأشهر، في حوادث متفرقة شهدتها السويداء وسط انخفاض ملحوظ في معدل العنف، وخاصة في شهري آب وأيلول، قياساً بالأشهر السابقة من العام الحالي.
واشتملت حصيلة القتلى على 13 مدنياً من الذكور البالغين، و3 عناصر من قوات النظام السوري. في حين شملت حصيلة المصابين 6 من المدنيين، وعنصرين من قوات النظام.
"بدوافع جنائية ونزاعات شخصية وعشائرية وانتحار"
وفي توثيقها لظروف تلك الحوادث، سجّلت الشبكة مقتل 7 مدنيين في جرائم دوافعها جنائية /خلافات شخصية، نزاعات عشائرية/، إضافة إلى مقتل 4 مدنيين في ظروف غامضة، على أيدي جهات لم تتمكن من تحديد هوياتها.
كما وثق التقرير مقتل مدني واحد بانفجار لغم أرضي في بادية السويداء، إضافة إلى تسجيل حالة انتحار واحدة طوال الأشهر الثلاثة الماضية.
وكان شهر تشرين الأول الأعلى في معدل الجرائم وحوادث العنف قياساً بالشهرين اللذين سبقاه، إذ رصدت الشبكة حينذاك مقتل 9 أشخاص بينهم 4 أشخاص قضوا في جرائم دوافعها جنائية. ولفت المصدر إلى أن المتهمين بارتكاب جرائم القتل في شهر تشرين الأول، ما زالوا متوارين عن الأنظار، ما ينذر بمزيد من التراجع في دور الضابطة العدلية عن ملاحقة المجرمين.
جرائم وانتهاكات أخرى
وفي الأشهر الثلاثة الماضية أيضاً، تعرّض 14 مدنياً لانتهاكات مختلفة توزعت بين الخطف والاحتجاز القسري والاعتقال التعسفي؛ بمعدل 6 انتهاكات في تشرين الأول و8 انتهاكات مناصفة بين شهري آب وأيلول.
وأشار المصدر إلى أن جميع ضحايا تلك الانتهاكات كانوا من المدنيين الذكور، 7 منهم تم اختطافهم على يد عصابات منظّمة. كما تعرّض 6 مدنيين للاحتجاز القسري من فصائل محلية مسلحة، فضلاً عن تسجيل حال اعتقال تعسفي واحدة من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
وأوضح أن العصابات المنظمة في السويداء اختطفت 6 من المذكورين، بغرض الحصول على الفدية المالية. وجميع أولئك المدنيين جرى إطلاق سراحهم في نفس الفترة. أما السابع، فقد اختطفته عصابات منظمة في محافظة حمص، بدافع الحصول على فدية مالية، وما يزال ذلك المدني مجهول المصير حتى اليوم، وسط مخاوف على حياته.
وتعرّض 6 مدنيين للاحتجاز القسري من قبل فصائل محلية مسلحة في السويداء، وإخضاعهم للتحقيق بظروف غامضة، في قضية خطف مدني. وأطلقت الفصائل سراح المدنيين الـ6 بعد أيام معدودة من احتجازهم، وقال ذووهم إنهم تعرضوا للتعذيب خلال فترة احتجازهم. وعادة ما تلعب الفصائل في هذه العمليات (دور الجلاد والمحقق والقاضي) وفق المصدر.
حالة اعتقال تعسفي واحدة كانت أجهزة أمن النظام مسؤولة عنها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتحديداً في مطلع شهر آب. ولم توثق الشبكة طوال تلك الفترة أي حالة اعتقال مرتبطة بالحراك السلمي المتواصل للشهر الثالث على التوالي في محافظة السويداء.