خرج الآلاف من أهالي السويداء، اليوم الجمعة، بمظاهرة حاشدة في ساحة الكرامة وسط المدينة، وذلك لليوم الـ 41 على التوالي، مجددين مطالبهم بإسقاط النظام السوري، وتطبيق القرار 2254 لتحقيق الانتقال السياسي في البلاد.
وردّد المحتجون هتافات تؤكد على وحدة الشعب السوري وتطالب برحيل بشار الأسد ونظامه، وخروج القوات الأجنبية من البلاد.
وتخللت المظاهرات أغاني ثورية عرفها السوريون على مدى 12 عاماً، منها و"طيب إذا بنرجع"، و"ويلا ارحل يا بشار"، و"جنة جنة والله يا وطنا".
كما رفع المتظاهرون لافتات تدعو لتطبيق القرار الأممي 2254، الذي ينص على الانتقال السياسي كمخرج للحل في البلاد، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين والمغيبين قسراً في سجون النظام.
"متظاهرون رومان" يدخلون ساحة الكرامة
وشارك مجموعة من الشبان والشابات في الاحتجاجات بطريقة مبتكرة، حيث دخلوا إلى ساحة الكرامة مرتدين أزياء رومانية، للإضاءة على سرقة الآثار في المحافظة تحت غطاء النظام السوري.
وقالت شبكة "الراصد" المحلية، إن مجموعة من شبان وشابات الحراك السلمي دخلوا ساحة الكرامة بزي روماني يحملون لوحات تتحدث عن الآثار الرومانية المطموسة، والمنهوبة والتي دفنت تحت الشوارع في مدينة السويداء.
وأضافت أن الفكرة كانت بمثابة درس حاول المتظاهرون إبرازه للعالم عما تمتلكه سوريا بشكل عام، والسويداء بشكل خاص من ثروات عظيمة، بعيداً عن تجارة المخدرات.
هدم مواقع أثرية عمرها آلاف السنين في السويداء
وكانت الباحثة في علم الآثار والتاريخ في السويداء، السيدة ربيعة صخر، كشفت عن بيع موقع أثري عمره آلاف السنين من قبل "مجلس المحافظة" التابع للنظام السوري لأحد "المستثمرين" لبناء برج تجاري.
ونشرت تدوينة على صفحتها في (فيس بوك)، أكدت فيها استمرار "التعديات الجسيمة" وما سمتها "جريمة الشارع المحوري التي قطعت النسيج التاريخي للمدينة".
وأشارت إلى بيع موقع أثري آخر خلال الفترة الماضية، في المنطقة نفسها لأحد المستثمرين، حيث ستبدأ أعمال الهدم قريباً لبناء برج جديد.
نداء عاجل إلى اليونيسكو لحماية آثار سوريا
وأطلقت شخصيات سياسية ومؤسسات سورية، في 20 من تموز الماضي، "نداءً عاجلاً" لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو"، لحماية الآثار في منطقة دمشق القديمة بشكل خاص وسوريا بشكل عام من "ممارسات نظام الأسد الممنهجة الساعية إلى تدمير هوية البلاد التراثية"، مطالبين بفرض وصاية على هذا التراث، تمنع النظام من التصرّف فيه والتفريط به، أو تدميره لصالح حلفائه الإيرانيين.
وارتكب النظام السوري على مدار السنوات الماضية، مجازر حتى بحق المواقع الأثرية التي جرى إحراقها وبشكل مبرمج، خدمةً لأغراض عديدة، في مقدمتها تغيير هويّة دمشق التراثية، ومن بينها إخلاء المناطق الأثرية لصالح الفساد الإداري والمالي بغية إقامة مشاريع تحلّ محلّ الأبنية المزالة.