قال وزير المهجرين اللبناني، عصام شرف الدين اليوم الإثنين، إنه مرفوض كلياً أن لا يعود اللاجئون السوريون إلى بلادهم بعدما انتهت الحرب فيها وباتت آمنة، في ظل دعوة الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي للتعاون مع بيروت لإعادتهم.
وأضاف الوزير أن النظام السوري يمد يده للتعاون في هذا الملف، كاشفاً أن "خطة الدولة اللبنانية تقوم على إعادة 15 ألف نازح شهرياً"، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
وجاء كلام الوزير شرف الدين بعد زيارته قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون بحضور رئيس مؤسسة "جوستسيا" بول مرقص.
لجنة مشتركة تضم نظام الأسد
وأوضح شرف الدين أن الجهات الأممية الممثلة بمفوض شؤون اللاجئين، عقدت اجتماعات معه وقدم عدة بنود وكان هناك تفاهم وطلب وتمن على النظام السوري من أجل إنشاء لجنة ثلاثية مشتركة من النظام، والدولة اللبنانية ومفوضية شؤون اللاجئين.
وبيّن الوزير اللبناني أنه "إذا أنشئت هذه اللجنة الثلاثية، نكون قد قطعنا شوطاً مهماً إلى حد كبير لنتحدث لاحقاً في التفاصيل الأمنية خلال فترة العودة التي يطلبها المفوض".
وأردف "طرحنا أن يتلقى النازحون المساعدات المادية والعينية في سوريا، ولكن للأسف لم يلق هذا الأمر صدى، وكنت قد توقعت أن يأتي الجواب سلبياً، فكانت لدينا فكرة أخرى تقوم على أنه ستكون العودة مرحلية على قاعدة كل شهر دفعة وفق البرنامج الذي أعدته الوزارة بالتعاون مع لجنة عودة النازحين ووزارة الشؤون الاجتماعية".
ترحيل 15 ألف سوري شهرياً
ولفت إلى أن الوزارة طلبت من المفوضية أنه حين يحين دور الـ 15 ألف لاجئ الذين يجب أن يعودوا كل شهر يتم توقيف المساعدات عنهم، لأن دفع المساعدات لهم في لبنان يشكل، للأسف، حافزاً لهم للبقاء في لبنان.
وتابع: "أما بالنسبة للجهات الأخرى، فلقد عقد لقاء مع السفير التركي الذي كان متفهماً ومتعاوناً إلى حد بعيد، وهو جدي، واتفقنا على أن نضع الجانب الإنساني نصب أعيننا وإبعاد الجانب السياسي عن هذا الموضوع".
وأكّد أن الطريقة اللبنانية في الحل تقوم على العودة التدريجية المجزأة على أساس ضيعة ضيعة أو ضاحية ضاحية، أما هم فلديهم فكرة بإنشاء مكان عازل يتم إعادة النازحين إليه، وهذا موضوع سياسي لا شأن لنا به، ولكننا اتفقنا على تشكيل لجنة رباعية من الدولة التركية التي تستضيف 3.7 ملايين لاجئ، ولبنان الذي يستضيف 1.5 مليون لاجئ والعراق الذي يستضيف 170 ألف لاجئ والأردن الذي يستضيف 670 ألف لاجئ، لتكون هناك مطالبة موحدة مع الجهات الأممية تسهل عودة النازحين ويكون لها الطابع الإنساني.
إجبار اللاجئين على العودة
ورداً على سؤال إذا كانت الدولة اللبنانية تملك آلية أو إمكانية لإجبار بعض النازحين على العودة في حال رفضهم؟ قال إن "الحرب في سوريا انتهت والبلد أصبح آمناً، ومرفوض كلياً ألا يعود اللاجئون.
وبخصوص المعارض، ترى الحكومة اللبنانية أن الأهم هو موضوع اللاجئين، أما الموضوعات الأخرى التي تتعلق بالمعارضين السياسيين فلديهم خياران إما أن يتقدموا بكتاب تعهد إلى النظام السوري بألا يمارسوا أي عمل سلبي في الأراضي السورية، أو أن المسألة تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها في ترحيل هؤلاء إلى دولة ثالثة.