الملخص:
- القبض على 220 طالب لجوء استعدادًا لترحيلهم إلى رواندا
- رئيس الوزراء البريطاني يعلن أن خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا قد انتهت
- طالب لجوء سوري يفقد كل شيء بعد إطلاق سراحه من الاحتجاز
- الحكومة الرواندية ترد على إلغاء خطة الترحيل وتوضح موقفها
- منظمات خيرية تدين الاعتقالات الجماعية وتدعو لمعالجة طلبات اللجوء
ذكر طالب لجوء سوري من بين 220 شخصاً ألقي القبض عليهم واحتجازهم استعداداً لترحيلهم قسراً إلى رواندا بأنه خسر كل شيء عقب إطلاق سراحه.
وقد وصف منتقدو عمليات الاعتقال الجماعية التي جرت قبل الانتخابات المحلية في أيار المنصرم بأنها "حيلة" لتعطيل حياة كثيرين بلا أي داع.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، خلال الأسبوع الماضي بأن خطة الترحيل إلى رواندا: "ماتت ودفنت".
ولكن خلال هذا الأسبوع، وفي قضية رفعت أمام المحكمة العليا، أعلنت وزيرة الداخلية ييفيت كوبر بأنها ستوضح موقفها بشأن قانون رواندا وتوجيهاته في الأول من شهر تشرين الأول المقبل.
وصل طالب اللجوء السوري واسمه محمد، 27 عاماً، إلى المملكة المتحدة قادماً من سوريا في تموز عام 2022، فجرى احتجازه في أيار من هذا العام بموجب سياسة رواندا، وذلك قبل أن يطلق سراحه في حزيران من العام نفسه، وعن تجربته يقول: "جرى اعتقالي وحبسي ضمن محاولة الحكومة السابقة الفوز في الانتخابات، مع أني لم أرتكب أي جريمة، وعندما جرى إطلاق سراحي من السجن الذي أودعت فيه خسرت مكان سكني وكل متعلقاتي، أي أني خسرت كل شيء".
و ألقي القبض على طالبي اللجوء في أثناء مداهمات نفذتها فرق مكافحة الهجرة، وعلى الرغم من أن بعضهم تمكن من العودة إلى سكنه السابق عقب إطلاق سراحه، انتقل بعضهم إلى مناطق بعيدة عن الأشخاص الذين يقدمون لهم الدعم.
يتابع محمد سرد تجربته فيقول: "كنت أعيش في بيت مشترك بمنطقة هول برفقة طالبي لجوء آخرين يتسمون بلطف شديد، وكنا جميعاً نتناول الأطعمة الحلال، ولم نكن نشرب أو ندخن في البيت، وحافظنا على نظافته، لكني خسرت كل شيء الآن، لأن وزارة الداخلية نقلت شخصاً جديداً ليعيش في غرفتي. ثم نظمت جمعية خيرية أمور إقامتي لدى سيدة إنكليزية في إحدى القرى، والتي أحتاج حتى أصلها لركوب حافلتين، لكنها سيدة لطيفة جداً، ومع ذلك أشتاق لأصدقائي وشبكة علاقاتي التي كانت تدعمني في منطقة هول".
ونقل إلى شيفيلد شاب آخر كان يداوم في الكلية بمنطقة نيوكاسل ومن المفترض أن يقدم امتحاناته هذا العام، فصار يتعين عليه أن يبدأ دراسته من الصفر.
الهجرة مشكلة لبريطانيا لا لرواندا
أصدرت الحكومة الرواندية يوم الاثنين الماضي أول بيان لها اعترفت فيه بعزم رئيس الوزراء على إلغاء خطة رواندا، وذكرت بأن رواندا على علم بنية الحكومة البريطانية فيما يخص بفسخ الشراكة بينهما، وأضافت بأن أزمة الهجرة غير النظامية كانت مشكلة للمملكة المتحدة لا لرواندا.
ولم يعرف ما إذا كانت رواندا ستسدد المبلغ الذي يعادل 270 مليون جنيه إسترليني والذي استلمته من المملكة المتحدة بموجب الاتفاق الذي ينص على عدم التزام تلك الدولة بإعادة ذلك المبلغ.
يذكر أنه حتى تاريخ اليوم من هذا العام، قطع أكثر من 13 ألف شخص بحر المانش في قوارب صغيرة، ليسجلوا بذلك رقماً قياسياً جديداً للمهاجرين. ولم تسجل أي حالة عبور خلال الأيام الأولى من تشكيل الحكومة البريطانية الجديدة وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية، ولكن خلال يوم الاثنين الماضي عبر 65 مهاجراً البحر على متن قارب واحد، وفي يوم الثلاثاء عبر 419 مهاجراً على متن ستة قوارب.
"لا أعيش بلا كرامة"
وعن ذلك يحدثنا جيمس ويلسون وهو مدير منظمة Detention Action الخيرية التي دعمت عشرات المعتقلين من المهاجرين، فيقول: "بعد اعتقال كثير من طالبي اللجوء بشكل مخالف للقانون ثم إطلاق سراحهم ونقلهم إلى مكان آخر، خسر هؤلاء حالة الاستقرار التي سعوا كثيراً حتى يحققوها، لذا من الضروري أن تقوم الحكومة الآن بمعالجة طلبات لجوئهم والسماح لهم في نهاية المطاف ببناء حياة لهم من جديد".
في حين قالت شيرلي هارت من منظمة Welcome House الخيرية: "إن اعتقال مئات من الأشخاص من أجل ترحيلهم إلى رواندا واحتجازهم كان مجرد حيلة لجأت إليها الحكومة السابقة، ونتيجة للاعتقال، فقد كل طالبي اللجوء الثقة التي أمضينا وقتاً طويلاً حتى بنيناها معهم، ثم إن أحد طالبي اللجوء الذين ندعمهم والذي جرى اعتقاله بهدف ترحيله إلى رواندا، عانى من إحباط شديد بسبب ما تعرض له".
وتأكيداً على كلامها يقول محمد: "أشعر بغضب شديد تجاه فكرة اعتقالي، لأني أحس بأني تعرضت لظلم كبير، فقد عشت حرباً في بلدي منذ أن كان عمري 13 عاماً، وصار بوسعي أن أعيش بعيداً عن بيتي وثيابي لكني لا أستطيع العيش بلا كرامة أو إحساس بالأمان، وهذا ما انتزعته الحكومة السابقة مني".
وتعقيباً على ذلك أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية البريطانية بأن: "كل من جرى اعتقالهم في السابق بهدف ترحيلهم إلى رواندا أطلق سراحهم بكفالة في الوقت الحالي".
المصدر: The Guardian