تجاوزت خسائر المزارعين في موسم الحبوب الماضي بمناطق النظام حاجز 1700 مليار ليرة سورية، في ما اعتُبر "كارثة وطنية" ألحقت الضرر بنحو 138 ألف فلاح، بحسب الاتحاد المهني لعمال الصناعات الغذائية والزراعة التابع للنظام.
وكشف رئيس الاتحاد ياسين صهيوني، أن المزارعين تكبدوا خسائر في موسم الحبوب بقيمة 1718 مليار ليرة، منها 532 مليار ليرة في محصول القمح و1186 مليار ليرة في محصول الشعير، وفق ما نقلت عنه صحيفة "الوطن أونلاين" المقربة من النظام، اليوم الأحد.
وقال صهيوني، إن خطة زراعة 1.5 مليون هكتار من القمح، لم ينفذ منها سوى 1.2 مليون هكتار، وبينما كانت تقديرات الإنتاج تصل إلى 3 ملايين طن من القمح، لم يتجاوز الإنتاج الحقيقي 1.7 مليون طن فقط، ولم يتسلم النظام منها سوى 530 ألف طن، وشهد موسم الشعير أرقاما مقاربة، مع إنتاج حقيقي لم يتجاوز 200 ألف طن.
وأدى فشل المحصولين لموسمين متتاليين، إلى انتشار حالات الفقر بين الفلاحين الذين قد تضطرهم الأزمات الاقتصادية الراهنة إلى الهجرة بحثاً عن مصادر دخل، ما سيؤثر بدوره على مستوى الأمن الغذائي في سوريا، بحسب صهيوني.
انعدام الأمن الغذائي
وانخفض إنتاج سوريا من الحبوب من متوسط سنوي بلغ 4.1 ملايين طن قبل العام 2011، وهو ما كان يكفي لتلبية الطلب المحلي، إلى ما يقدر بنحو 1.05 مليون طن في عام 2021، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة.
وفي حزيران الفائت، صرّح سفير النظام السوري لدى روسيا رياض حداد، بأن جميع واردات البلاد من القمح تأتي عبر روسيا، وفقاً لعقود وقعت معها العام الماضي، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وجهت الأخيرة العديد من الاتهامات للنظام السوري بأخذ حبوب مسروقة من الأراضي الأوكرانية عبر حليفته روسيا.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي فإن 12.4 مليون سوري، أو ما يقرب من 70 بالمئة من سكان البلاد اليوم، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.