نفى رئيس لجنة الحج السورية العليا، ما يتم تداوله وتروج حكومة النظام السوري له من شائعات، حول تسلمها لإدارة ملف الحج السوري، وسحبه من يد لجنة الحج العليا التابعة للمعارضة.
وصرح رئيس لجنة الحج السورية العليا "سامر بيرقدار" لتلفزيون سوريا، أنه لا صحة لما يتم تداوله، قائلاً "النظام اعتدنا عليه وحفظناه سابقا ولاحقا، قاعدته المشهورة اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس وتصدق نفسك، لم نسمع منه صدقا وحقا منذ سنوات طويل".
وأضاف بيرقدار "القاعدة الفقهية بقاء الأصل على ما كان عليه، وهذا هو الذي يتم التعامل به بين وزارة الحج في المملكة العربية السعودية ولجنة الحج العليا السورية".
وأوضح في حديثه أن التعامل مع الجهات المسؤولة في السعودية لم تختلف في تعاملها عن الأصل الذي عهدوه في سنواتهم السابقة، مؤكداً انهم لم يلحظوا أي تعديل او تغيير او تبديل في الخطابات واللقاءات والمواقف من كل الجهات الرسمية.
وأكد بيرقدار أن لجنة الحج السورية العليا تستمر بمهامها ومتابعة ملفات الحج للعام القادم، مشيراً إلى أنه خلال شهر من الآن سيتم صدور التقييمات لمجموعات الحج السوري وبعدها مباشرة سيتم الإعلان عن استقبال طلبات الإداريين ومتابعة الخطة التشغيلية لهذا العام بنفس التواريخ ولا تعديل عليها.
وتابع إن أنباء تسليم ملف الحج للنظام السوري، ما هي إلا مجرد شائعات أطلقها النظام لرفع معنويات حاضنته المنهارة بالمخدرات وانهياراته الاقتصادية.
يأتي هذا التصريح عقب اجتماع "لجنة الحج العليا" السورية الأربعاء 30 آب، مع ممثلي منظمات المجتمع المدني العاملة في الحج (رابطة حملات الحج السورية - نقابة العاملين في الحج السوري - رابطة مرشدي الحج السوري) بهدف البدء في تنظيم أعمال موسم الحج 1445 هـ - 2024 م، ومرور أيام على إعلان وزارة الأوقاف التابعة للنظام السوري بالتجهيز لموسم الحج، مع غياب أي تصريح رسمي سعودي عن الموضوع.
وأعلنت وزارة أوقاف النظام في 28 من آب الشهر الجاري، عن ورشة عمل بالتعاون بين كل من "وزارة السياحة" والأوقاف والصحة ومصرف سورية المركزي، وحضور أكثر من 80 مكتباً للحج والعمرة، "عقدت مع عودة خدمات الحج والعمرة بعد غياب طويل جدا، بهدف وضع الضوابط والاشتراطات والآليات الإجرائية لتأطير نشاط الحج والعمرة".
"ملف الحج" بين المعارضة السورية والنظام السوري
تسلمت لجنة الحج العليا التابعة للائتلاف الوطني المعارض تسيير حملات للحجاج السوريين منذ عام 2013، وذلك بعد أن سحبت السعودية الملف من النظام السوري في إطار الإجراءات العقابية التي اتخذتها بحقه، ومن باب عدم الاعتراف بشرعيته بعد القمع الذي استخدمه ضد شعبه.
وفي 24 من أيار من العام الجاري، أعلنت وزارة الأوقاف لدى النظام السوري أنها ستبدأ بتنظيم حج السوريين بالتنسيق مع الجانب السعودي اعتباراً من العام المقبل.
وفي 24 من حزيران من العام الجاري أرسلت وزارة الأوقاف التابعة للنظام "بعثة الحج السورية الرسمية" إلى السعودية، بعد إعلان النظام عن اتفاقه مع الرياض على إعادة فتح سفارتيهما بعد مرور أكثر من عقد على قطع العلاقات بين الجانبين.
وفي آذار الماضي، ذكرت وسائل إعلام سعودية أن المملكة تجري محادثات مع النظام السوري لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية بين البلدين، وتبع ذلك زيارات متبادلة لوزراء خارجية الجانبين، وتوّجت بعد ذلك بمشاركة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للقمة العربية في مدينة جدة السعودية، في 19 من حزيران الماضي.
وفي 2 من آب الشهر الجاري، عينت المملكة العربية السعودية سفراء عدد من الدول حول العالم، باستثناء سوريا، في إشارة إلى تريث السعودية في تطبيع علاقاتها على المستويات السياسية والاقتصادية، في حين أبقت على خطوط التواصل الأمني والاستخباري.
وبعد ترويج النظام لعودة الملف له، صرح نائب رئيس نقابة العاملين في لجنة الحج العليا التابعة للائتلاف، لتلفزيون سوريا المهندس عبيدة القاطع، "أن ملف الحج لم ينتقل رسمياً للنظام وإنما ما زال بيد لجنة الحج العليا التابعة للائتلاف السوري".