ما زال لبنان مقصد الكثير من السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري لغايات السفر والعلاج ولقاء المغتربين وغيرها، لكن مسافة الـ 45 بين دمشق وبيروت يتخللها كثير من العقبات والمنغصات كطرق تفتيش الحقائب وانتشار دوريات الجمارك و"تشليح" المسافرين عبر الحواجز العسكرية التابعة للنظام.
مرام وهي فتاة في العقد الثالث من عمرها، وتعمل في بنك خاص بدمشق، تقول لموقع تلفزيون سوريا "كل مرة أسافر فيها وعلى أكثر من حاجز عسكري، يفتش العناصر حقيبتي بطريقة عشوائية وينثرون أغراضي ما يدفعني للوقوف طويلاً كي أعيد ترتيبها".
وتوضح في حديثها للموقع أن أغراضها عبارة عن ملابس فقط مرتبة داخل الحقيبة ويكفي فتحها لمعرفة محتوياتها ولا تحتاج إلى "كل هذا التفتيش وكأن بداخلها ممنوعات".
وأكدت أن عناصر الحواجز يتقصدون فعل ذلك كي يحصلوا على رشوة مقابل عدم تفتيش الحقائب بطريقة عشوائية.
ويواجه عشرات المسافرين يومياً مصيراً مشابهاً لمرام التي لا تستطيع وغيرها من المسافرين فعل أي شيء ولا حتى الاعتراض، وسط انتشار الحواجز ودوريات الجمارك على طول الطريق من دمشق إلى الحدود السورية اللبنانية عند معبر جديدة يابوس السوري.
سرقة بحجة التصريف
كما يعاني مسافرو دمشق - بيروت، من مشكلة تصريف 100 دولار عند العودة إلى البلاد، إذ أصدر النظام السوري في تموز من العام 2020 قراراً يلزم السوريين ومن في حكمهم بتصريف مبلغ 100 دولار إلى الليرة السورية وفقاً لنشرة أسعار صرف الجمارك والطيران، عند دخول البلاد.
وفي العام 2021 عدل النظام القرار وأعفى بعض السوريين من تصريف الـ 100 دولار ضمن فئات تشمل "المهجّرين"، والطلاب الذين يدرسون في الخارج، والمواطنين ممن لم يتموا الثامنة عشرة من عمرهم، و"الركب الطائر" وسائقي الشاحنات والسيارات العاملة على خطوط النقل مع دول الجوار من تصريف مبلغ 100 دولار عند دخولهم البلاد.
لكن، ورغم إبراز ياسمين وهي طالبة حقوق سنة رابعة تعليم مفتوح بطاقتها الجامعية كي تعفى من تصريف الـ 100 دولار، فإن العامل في كوة التصريف رفض الأخذ بالبطاقة وأرغمها على تصريف المبلغ بحجة أنها قد تكون متخرجة وليس لديها ما يثبت أنها ما زالت في السنة الرابعة، كما قالت لموقع تلفزيون سوريا.
ويخسر أغلب السوريين العائدين إلى البلاد ما يقارب الـ 115 ألف ليرة سورية نحو (30 دولاراً أميركياً) وفقاً لقرار النظام السوري القاضي بتصريف مبلغ 100 دولار للسوريين عند دخول البلاد، وفقاً لسعر الصرف الرسمي المحدد بـ 2814 ليرة، في حين يتجاوز السعر في السوق السوداء الـ 3950 ليرة لكل دولار أميركي.
ابتزاز السائقين والمسافرين
ليس فقط المسافرون من يتعرضون للابتزاز على طول الطريق الدولي دمشق - بيروت، بل سائقو سيارات نقل الركاب من دمشق إلى بيروت والذين يضطرون إلى دفع رشا للحواجز التي أضحت تتقاضى مبالغ كبيرة من السائقين، إضافة إلى الدخان.
ويقول أبو شادي وهو سائق سيارة نقل ركاب بين دمشق وبيروت لموقع تلفزيون سوريا: "الله يرحم أيام كنا نوزع 200 ليرة لكل حاجز، وباكيت مالبورو لحاجز الفرقة الرابعة". مضيفاً اليوم لم يعد يقبل بعض عناصر الحواجز حتى الألف ليرة سورية.
ويوضح السائق أن أغلب سائقي سيارات نقل الركاب يدفعون للحواجز تجنباً لتفييش كل الركاب وتفتيش حقائبهم وتأخير رحلتهم، ويعرقل العناصر سيارة السائق الذي يرفض الدفع من خلال التدقيق الزائد في هويات الركاب وتفتيش حتى حقائب النساء اليدوية.
ومنذ 2011 نشر النظام السوري حواجز عسكرية وأمنية على طريق دمشق - بيروت، والتي أصبحت فيما بعد مصدراً للاسترزاق من المسافرين وحتى سائقي سيارات النقل.