قبل يومين، وتحديداً في الـ19 من تشرين الأول الجاري، أجرى وفد من "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) برئاسة القيادي في الحركة خليل الحية زيارة إلى سوريا التقى فيها رئيس النظام السوري بشار الأسد بهدف إعادة العلاقات مع النظام.
وبحسب تقرير أعدته الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الجمعة، فإن النظام السوري بمختلف قياداته وفي مقدمتهم بشار الأسد متورط بارتكاب انتهاكات بحق الشعب السوري يصل بعضها إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وذلك حسب تقارير عدة للجنة التحقيق الأممية المستقلة بشأن سوريا، وكذلك حسب تقارير منظمات دولية مثل هيومان رايتس ووتش، والعفو الدولية، وهذا ما تؤكده بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أما بحسب تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فهو متورط باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري.
وما يزال النظام السوري مستمراً في ارتكاب الانتهاكات الفظيعة بحق السوريين، فما زال هناك قرابة 96 ألف مواطنٍ سوري مختفٍ قسرياً في مراكز الاحتجاز التابعة له، يتعرضون لأساليب وحشية من التعذيب، كما أنه لم يُحاسِب أحداً ولم يُحاسَب عن آلاف الانتهاكات التي مارسها طوال الاثني عشر عاماً الماضية، وإنَّ إعادة أي شكل من العلاقات مع النظام السوري يعتبر بمثابة دعم له، وعفو عن الانتهاكات التي مارسها، وتشجيع على الاستمرار وارتكاب المزيد منها، وبالتالي فهو بحسب القانون الدولي شكل من أشكال التورط والمساهمة فيها.
انتهاكات النظام السوري بحق الفلسطينيين
ويبدو أن حركة "حماس" لا تكترث للقانون الدولي، ولا بما أصاب الشعب السوري من انتهاكات فظيعة يصل بعضها إلى جرائم ضد الإنسانية، ولكن بإمكاننا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان استغلال هذه المناسبة
لتذكير حماس بما أصاب الفلسطينيين في سوريا، وكانت أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً في 29/ تموز/ 2020 حول أبرز الانتهاكات بحق الفلسطينيين في سوريا على يد النظام السوري وحلفائه.
وفيما يلي أبرز انتهاكات النظام السوري بحق الفلسطينيين في سوريا حسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
- القتل خارج نطاق القانون: منذ آذار/2011 حتى تشرين الأول/2022 قتل النظام السوري 3207 فلسطينيين، بينهم 352 طفلاً و312 سيدة و497 شخصاً ماتوا بسبب التعذيب.
- الاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري: منذ آذار/2011 حتى تشرين الأول/2022 وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 2721 شخصاً من اللاجئين الفلسطينيين بينهم 28 سيدة و21 طفلاً، لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى قوات النظام السوري، ويتوزعون حسب المحافظات السورية على النحو التالي: دمشق: 868، ريف دمشق: 438، اللاذقية: 326، حلب: 315، حمص: 293، درعا: 289، حماة: 189، طرطوس:3
- ساهمت عمليات الحصار والقصف التي مارستها قوات النظام السوري على مخيم اليرموك في تشريد سكان الحي، وغالبيتهم العظمى من الفلسطينيين، كما مارست قوات النظام السوري عمليات نهب واسعة لممتلكات وأراضي الفلسطينيين في سوريا، فهم ينطبق عليهم كافة "قوانين ومراسيم" السيطرة على الأراضي والممتلكات التي وضعها النظام السوري، والتي تُعدُّ عقبةً أمام أيّ شكلٍ من أشكال العودة الآمنة والطوعية لأهالي المخيم.
وتُشير إحصائيات الأونروا إلى أنَّ الصراع الذي تسبب به النظام السوري ترك 91 بالمئة من لاجئي فلسطين البالغ عددهم 438000 لاجئ من فلسطين يعيشون في فقرٍ مدقع، مما تسبب في نزوحِ 280 ألف لاجئٍ فلسطيني داخل سوريا، فيما لجأ قرابة 120 ألفاً آخرين إلى بلدانٍ مجاورة.
توصيات إلى "حماس" وإلى السلطة الفلسطينية
وأوردت الشبكة السورية في تقريرها توصيات وجهتها لكل من حركة "حماس" وللسلطة الفلسطينية، اشتملت على:
- السعي بمختلف المجالات بما في ذلك المحاكم الجنائية الدولية إلى محاسبة النظام السوري عن الانتهاكات التي مارسها بحق الفلسطينيين في سوريا.
- مطالبة النظام السوري بفتح تحقيقات حول ما أصاب الفلسطينيين من انتهاكات، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات في سوريا، وتعويض الضحايا وذويهم مادياً ومعنوياً.
- مطالبة النظام السوري بإطلاق سراح 2721 فلسطينياً وتعويضهم عن سنوات اعتقالهم التعسفي، والشبكة السورية لحقوق الإنسان على استعداد للمساهمة في مشاركة بيانات هؤلاء الضحايا في سبيل الإسهام في إطلاق سراحهم.
- مطالبة النظام السوري بإيقاف عمليات التعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين والتي أدت إلى مقتل 497 منهم بسبب التعذيب، والذين ظهر منهم 49 في صور قيصر، مما يؤكد حتمية مقتلهم على يد قوات النظام السوري، ولا نعتقد أن التعذيب بحق بقية المعتقلين الفلسطينيين قد توقف حتى الآن