icon
التغطية الحية

حلف شمال الأطلسي يحتفل باليوبيل الماسي ولكن ما هي إنجازاته؟

2024.07.03 | 15:10 دمشق

قمة لحلف شمال الأطلسي - المصدر: الإنترنت
قمة لحلف شمال الأطلسي - المصدر: الإنترنت
Foreign Policy- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أصبح عمر حلف شمال الأطلسي 75 عاماً، وعندما سيلتقي قادته في واشنطن خلال شهر تموز، سيحتفلون ببقائه حياً يرزق لمدة طويلة فعلاً، لكن هذا الحلف يحتاج لفعل كثير من الأمور التي تتجاوز حدود بقائه على قيد الحياة حتى ينجح كتحالف، كما عليه خدمة مصالح الدول الأعضاء فيه، إذ إن تاريخه يجسد قصة السعي والنضال لتحقيق ذلك، على الرغم من الفروقات الشاسعة بين القوة العسكرية الأميركية والأوروبية، وزيادة عدد الدول الأعضاء فيه، وتضارب المصالح، وتوسع مجاله الجغرافي.

لقد توحدت الدول الأعضاء في هذا الحلف اليوم في وجه الغزو الروسي لأوكرانيا، ولكن إن لم تجر تعديلات تعمل على تكيف الحلف الذي صار أوسع مع بيئة جيوسياسية أشد تعقيداً، فإن هذا التوحد سيكون عابراً والتاريخ سيثبت ذلك.

المرحلة الأولى: تحقيق الأهداف

مر حلف شمال الأطلسي بأربع مراحل في حياته، بدأت أولها بعد الحرب العالمية الثانية عندما وقعت 12 دولة على معاهدة شمال الأطلسي، وكان لذلك التحالف في بداياته أهداف ثلاثة وهي كسر شوكة ألمانيا عبر احتضانها، وتمكين تلك الدول من الدفاع عن نفسها في وجه التهديد السوفييتي الصاعد، وربط الولايات المتحدة بأوروبا خلال مرحلة رجح الجميع خلالها الانسحاب الأميركي من هذا المشهد.

وبحلول ستينيات القرن الماضي، استقرت المواجهة العسكرية مع الاتحاد السوفييتي، وخلال العقدين التاليين، واصل الحلف خدمة الأهداف الثلاثة للدول المؤسسة، بيد أن التوتر داخل الحلف اتسم بالخطورة.

إذ في عام 1966 انسحب الرئيس الفرنسي شارل ديغول من التشكيلات العسكرية لحلف شمال الأطلسي بعد أن اغتاظ من الدور الأميركي المهيمن على الحلف، في حين سعى الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون إلى تحقيق انفراج لدولته العظمى مع السوفييت على حساب بقية الدول الأعضاء في الحلف. أما الرئيس رونالد ريغان فقد نشر صواريخ متوسطة المدى في أوروبا خلال ثمانينيات القرن الماضي ما أثار موجة احتجاجات عارمة عمت الشوارع.

ولكن في نهاية المطاف انتصرت القوة الأهم لاقتصاد السوق الحر الغربي وذلك عند انهيار جدار برلين عام 1989 محققة بذلك انتصاراً سلمياً استثنائياً في تاريخ تنافس القوى العظمى.

ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، توقع كثير من الباحثين للتحالف أن ينحل الآن بعد أن أتم مهمته، بيد أن الحلف أوجد مبرراً جديداً لوجوده عبر التحول من تحالف عسكري دفاعي إلى قوة تسعى لتحقيق تغيير سياسي واسع في أوروبا، ومع ذلك بدأ المرحلة الثانية في تاريخه.

المرحلة الثانية: احتواء الحروب

خلال العقد الذي تلا نهاية الحرب الباردة، حاول الحلف وقف الحروب العرقية الدموية التي اندلعت في يوغوسلافيا السابقة، وقد حقق نجاحاً متواضعاً في هذا السياق، عبر العمل على احتواء تلك النزاعات، لكنه لم يتمكن من حلها على الدوام، ولهذا كانت كلفة ذلك كبيرة في بعض الأحيان، مثلما حدث عندما قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي السفارة الصينية في بلغراد الصربية عام 1999 خلال حرب كوسوفو.

الأميركيون من المريخ والأوروبيون من الزٌهرة

بدأ حلف شمال الأطلسي بعملية توسع أثارت جدلاً كبيراً، وكان هدفها ترسيخ المؤسسات الديمقراطية ومؤسسات السوق الحرة في الدول الأوروبية التي خرجت منها الشيوعية. وفي قمة واشنطن التي انعقدت عام 1999، والتي احتفل فيها الحلف باليوبيل الذهبي، رحب الحلف بانضمام جمهورية التشيك وبولندا وهنغاريا، وبذلك أصبح عدد الدول الأعضاء تسع عشرة.

غير أن فخامة قمة اليوبيل الذهبي وظروفها دفنت النزاعات الحقيقية التي خلقتها الفجوة التي ظهرت بين القوة العسكرية الأميركية والأوروبية، وقد ظهرت تلك الفجوة بوضوح قبل القمة وبعدها، وذلك عندما ألفت الولايات المتحدة نفسها مجبرة على تحمل العبء الأكبر في العمليات العسكرية التي نفذت بكوسوفو، وقد وصف أحد المراقبين اللماحين هذا الوضع بقوله: بدا الأميركيون قادمين من المريخ، في حين أتى الأوروبيون من الزهرة".

المرحلة الثالثة: مكافحة الإرهاب

في تلك الأثناء، ابتعد الحلفاء الأوروبيون عن الحلف، إذ سعت كل من فرنسا وبريطانيا لاندماج أوروبي أكبر وأعمق، ولتكوين جيش أوروبي مستقل، وهذا ما خلق مزيداً من التوتر مع واشنطن التي خشيت من فقدان سيطرتها على الحلف.

ظهرت الانقسامات داخل الحلف بوضوح عندما ضرب تنظيم القاعدة الولايات المتحدة في 11 أيلول، بيد أن تلك الغارات المريعة أحيت الحلف من سباته، إذ خلال المرحلة الثالثة في تاريخه، أصبحت مكافحة الإرهاب الدعوة الجديدة التي تبناها الحلف للمطالبة بالتحرك، وهذا ما بث الروح في الدول الأعضاء وأخفى حدود الشقاق فيما بينهم.

في الحرب العالمية على الإرهاب، ابتعد تركيز الحلف عن أوروبا ليصل إلى مناطق بعيدة، وذلك عندما استعانت الدول الأعضاء بالمادة الخامسة من اتفاقية حلف شمال الأطلسي لتعلن من خلالها بأن هجوم تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة ما هو إلا اعتداء عليها جميعاً، وهكذا انضمت إلى واشنطن في محاربة تنظيم القاعدة وقتال حركة طالبان في أفغانستان، ولكن سرعان ما اختلف الحلف حول حرب العراق، عندما احتجت دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا على الغزو الأميركي للعراق لأن ذلك لا علاقة له بمحاربة الإرهابيين.

خلال هذه المرحلة، حاولت أوروبا إعادة تجهيز جيوشها لتخوض شكلاً جديداً من الحروب وسط شعوب تعيش في أقاصي الأرض، غير أن ذلك لم يتحقق بسبب ضعف الميزانية وغياب الدعم السياسي.

أهمية التدخل الأوروبي في الحروب الأميركية الأبدية

أعرب البنتاغون عن سخطه بسبب التعقيدات التي شغلت العشرات من أهم الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي فيما يخص أفغانستان، وذلك لأن كل دولة صارت تعمل بموجب قيود مختلفة، ولذلك أضحت قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان موضع سخرية للقوات الأميركية وذلك مع تكرار تلك القوات لعبارة: "رأيت الأميركيين يقاتلون" بيد أن الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما رغبا بتورط الدول الأعضاء ولو بشكل رمزي في الحروب الطويلة التي تخوضها الولايات المتحدة وذلك لأن دخولها في تلك الحروب سيضفي شرعية سياسية على استعانة الولايات المتحدة بالقوة العسكرية في مختلف أصقاع العالم.

استمر الحلف باستقبال مزيد من الأعضاء خلال مرحلته الثالثة، فأصبح عدد أعضائه 28 دولة عام 2009. وقد حملت دولتان انضمتا حديثاً إليه وهما بولندا وأستونيا وجهات نظر جديدة حول أمن أوروبا لكن تلك الأفكار تضاربت في كثير من الأحيان مع أفكار الدول المؤسسة في أوروبا الغربية، وذلك لأن الدول الأعضاء من وسط أوروبا وشرقيها والتي عانت من النير السوفييتي وجدت في حلف شمال الأطلسي وسيلة لربط أمنها بالولايات المتحدة، ولهذا تحولت تلك الدول إلى دول داعمة قلباً وقالباً للحروب العالمية التي تترأسها الولايات المتحدة بهدف محاربة الإرهاب، على الرغم من عدم تعرض تلك الدول لأي تهديد مباشر من تنظيم القاعدة، لكنها أقامت علاقات مع العمليات الخاصة الأميركية والاستخبارات الأميركية، وبعض تلك الدول صار يأخذ فكرة الحاجة للإنفاق على الجيش بجدية أكبر من دول أوروبا الغربية، ولهذا حظيت تلك الدول بشعبية في واشنطن.

كانت تلك الدول الأعضاء الجديدة تريد مقابل ذلك نشر القوات الأميركية في أراضيها، حتى تراقب التهديد الروسي، مع الحصول على تأييد واشنطن على توسيع أكبر للحلف. وقد وصلت تلك الموجة لأوجها في قمة بوخارست عام 2008 عندما تجاهل بوش توصيات كبار مستشاريه ورؤساء الدول الأوروبية التي تتمتع بتسليح قوي فوعد أوكرانيا وجورجيا بالانضمام أخيراً إلى حلف شمال الأطلسي على الرغم من معارضة الدول الأوروبية لذلك، فما كان من روسيا إلا أن عمدت إلى غزو جورجيا.

وعلى الرغم من الغزو الروسي لجورجيا، جرى كبح المخاوف المتعلقة بشأن المسار الذي انتهجه الحلف خلال الولاية الأولى لأوباما ضمن المساعي لإعادة ضبط العلاقات مع موسكو، ثم عاودت تلك المخاوف الظهور مع رغبة بالانتقام، وذلك عندما هاجمت روسيا أوكرانيا عام 2014 لتبدأ مع ذلك المرحلة الرابعة والحالية من تاريخ الحلف.

المرحلة الرابعة: الخصم الروسي مجدداً

إن عودة روسيا كخصم رئيسي لحلف شمال الأطلسي أعادت إلى الأذهان أيام الحرب الباردة، كونها أصبحت تركز على البون القديم الشاسع في القوى بين الجيش الأميركي والجيوش الأوروبية، وبدت الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى كمن يدفع فاتورة الدفاع عن أوروبا. بيد أن تخفيف الإنفاق الأوروبي على الدفاع في الوقت الذي يحارب الحلف تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية بما أن الهدف الأكبر بالنسبة لهؤلاء الإرهابيين هو الولايات المتحدة، هو شيء والاستثمار الأوروبي في هذا السياق بنسبة قليلة، في الوقت الذي باتت فيه روسيا تهدد أوروبا مباشرة هو شيء آخر تماماً.

بداية الانتقادات الموجهة للحلف

في قمة ويلز عام 2014، تعهد قادة الحلف علناً بإنفاق 2% من الدخل القومي على الدفاع، لكن قادة أغلب الدول الأعضاء ترددوا في ذلك، وقد استغل الرئيس السابق دونالد ترامب ذلك الواقع عندما تولى منصبه عام 2017.

بيد أن ترامب لم يكن الوحيد الذي انتقد حلف شمال الأطلسي خلال تلك السنوات، إذ إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن عن موت الحلف سريرياً في عام 2019 بعد أن انتابه شعور بالإحباط بسبب مشاحنات الدول الأعضاء والتي أدت إلى حدوث تراجع في الديمقراطية لدى بعض تلك الدول، فالحلف يطمح لأن يمثل تحالفاً لدول ديمقراطية تعتمد نظام السوق الحرة، إلا أن جميع الدول الأعضاء لم تحقق هذا المعيار، لأن تركيا مثلاً خضعت لإدارة جيشها في بعض الفترات أيام الحرب الباردة، أما هنغاريا التي كانت دولة ديمقراطية صاعدة في وسط أوروبا، فقد ابتعدت عن القيم الليبرالية تحت حكم رئيس وزرائها فيكتور أوربان.

عودة التوتر إلى الحلف

في هذه الأثناء تغير مركز ثقل استراتيجية الأمن القومي الأميركية بعيداً عن محاربة الإرهاب لينتقل إلى حقبة جديدة من تنافس القوى العظمى، وبالنسبة لغالبية الأميركيين فإن ذلك يعني أنه لابد من التعامل مع مشكلة الصين بشكل جدي، ولكن بالنسبة للأوروبيين يشير ذلك إلى عودة التركيز على روسيا، وهذا ما خلق حالة توتر شديدة وجديدة في قلب الحلف، أظهرها وبكل حدة الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

تمر تلك الحرب بسنتها الثالثة، والخبر المفرح هنا هو أن الدول الأوروبية الأعضاء ومن بينها اقتصادات كبرى مثل ألمانيا، قد بدأت أخيراً بتحقيق وعودها في الإنفاق بجدية أكبر على الدفاع الأوروبي. لكن ذلك احتاج لأكثر من عقد من الضغط الأميركي، وماتزال عوائق كثيرة تراوح مكانها في هذا السياق، فقد قطعت تلك العهود في عام 2014 ولهذا فهي لا تكفي لمواجهة التحدي المستقبلي نظراً إلى أن روسيا أعادت تجهيز كامل اقتصادها ليتمحور حول المجهود الحربي بحسب اعتراف بعض الدول التي تقع على خط الجبهة. والأنكى من ذلك هو أن عملية إعادة بناء السلام المدمر في أوروبا ستبقى عملية غاية في الصعوبة ومكلفة جداً، وخلال تلك المرحلة الانتقالية، سيستمر تراجع الثقل الأوروبي في التفكير الاستراتيجي الأميركي.

في الوقت الذي يحتفل الناتو بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه، نكتشف بأن وضعه بات يشبه حاله أيام الحرب الباردة، ولكن مع غموض أكبر، وذلك لأن روسيا عادت من جديد لتصبح ألد خصوم الحلف، غير أن خطوط الجبهة أصبحت في الشرق، وثمة حرب طاحنة قائمة في أوروبا بحد ذاتها، وحلف شمال الأطلسي يواجه روسيا من خلال قوته الاقتصادية والعسكرية العظيمة، لكن أوروبا لم تعد تحتل مركز السياسة الخارجية أو الأمنية الأميركية، والتي توجهت نحو آسيا منذ فترة من الزمن.

إن كتب لحلف شمال الأطلسي البقاء رغم الشقاقات التي ظهرت خلال المراحل السابقة في تاريخه، عندئذ سيتعين على أوروبا تولي زمام أمور أكبر بكثير من التحدي المتمثل بمواجهة التهديد الروسي، على المستوى الدبلوماسي والعسكري، ويمكن للولايات المتحدة تقديم المساعدة للحلف ولكن ليس بالقدر الذي اعتادت عليه أوروبا، وذلك لأن توقع أوروبا من واشنطن أن تتسامح مع حالات اختلال ميزان القوى العابرة للأطلسي والتي تعود لفترة ما بعد الحرب الباردة لابد أن يخلق انقسامات جديدة من شأنها أن تمزق الحلف وتفككه.

تحالف عالمي.. للديمقراطيات!

تعتبر إدارة بايدن أكثر إدارة موالية لحلف الأطلسي وقد لا تشهد أوروبا مثيلاً لتلك الإدارة مرة أخرى كونها تسعى لتخفيف وطأة التوتر بين أوروبا وآسيا عبر دمج الساحتين معاً بحجة أن الولايات المتحدة تتعرض لتهديد وحيد موحد يتمثل بالصين وروسيا. ولهذا دعا البيت الأبيض دولاً آسيوية مهمة وحليفة له للمشاركة في القمة القادمة، والفكرة من تحويل الحلف إلى تحالف عالمي للدول الديمقراطية ليست جديدة البتة، لكنها ماتزال تحظى بقبول بعض الأطراف.

لكن أي سعي لدمج روسيا والصين ضمن تهديد أوحد لا بد أن يتحول إلى شطط، لأن حلفاء أميركا في أوروبا لا يمكنهم أن يقدموا للولايات المتحدة سوى النزر اليسير على المستوى العسكري في آسيا، في الوقت الذي من المتوقع للولايات المتحدة أن تقدم كثيراً لتدعم أمنها في أوروبا. كما أن روسيا ليست الصين بما أن الأخيرة ماتزال تتمتع بحالة تكافل اقتصادي عميقة مع كل من أوروبا والولايات المتحدة، كما أن التكافل بين حلفاء أميركا الآسيويين والصين أعمق بكثير. والأهم من كل هذا هو أن حلف شمال الأطلسي بات يريد اليوم من الصين أن تبتعد عن حالة الوفاق مع روسيا وعن أي تقارب معها.

في هذه الأثناء مايزال الضغط لتوسيع الحلف غرباً مستمراً في الوقت الذي تضغط فيه أوكرانيا وأصدقاؤها على التحالف ليحقق وعده المتمثل بمنح العضوية لأوكرانيا والذي قطعه على نفسه في عام 2008. إلا أن ذلك الوعد قطع في ظل ظروف جيوسياسية مختلفة تماماً، أي عندما كانت روسيا أضعف بكثير ولم تكن عدائية لهذه الدرجة. ثم إن على أوكرانيا أن تسلك درباً طويلاً قبل أن تحقق المعايير العسكرية والديمقراطية حتى تصبح من أعضاء الحلف، كما أن تقديم العضوية لها الآن يهدد بخفض السقف وإطالة مدى الحرب بشكل خطير، ثم إن الشروط العسكرية للدفاع عن أوكرانيا لم تدرس بجدية.

من المؤكد أن بقاء الحلف حياً طوال تلك العقود كان أمراً مهماً، ولكن البقاء على قيد الحياة ليس معياراً للحكم على مدى نجاحه، لأن النجاح الحقيقي ينبع من تحقيق المصالح الحقيقية للدول الأعضاء في الحلف. وفي ظل بيئة جيوسياسية باتت تشتمل على تهديدات أكبر، تبقى حجة الدول الأعضاء دامغة كما كانت دوماً، ولهذا ترى أنه من الخير لها أن تشارك الولايات المتحدة في قيمها، ولكن مع توسع الحلف بشكل أكبر، وبقاء الهوة في القوة العسكرية، وتضارب المصالح، لا بد أن تصبح إدارة حالات التوتر ضمن حلف شمال الأطلسي أشد صعوبة مما كانت عليه في السابق.

المصدر: Foreign Policy