نفت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، معلومات نشرتها وسائل إعلام مقرّبة من النظام نفسه، تشير إلى ضبط شبكة في مشفى المجتهد بدمشق متهمة بالاتجار في الأعضاء البشرية.
وذكرت الوزارة في بيان نشرته، الأحد، أن "الموضوع المذكور آنفا منفي جملة وتفصيلا وليس سوى اتهامات معيبة تشكك بوطنية المنشآت الصحية التي قدّمت خلال العام المنصرم 24 مليون خدمة طبية مجانية وشبه مجانية وتتابع عملها في ظروف معقدة وصعبة"، بحسب وصفها.
وادعت الوزارة أن "القضية التي تم الحديث عنها عبارة عن تقاضي عدد من متبرعي الأعضاء لمبالغ مالية من المرضى وهذا مخالف للقانون، ومن الطبيعي استدعاء عدد من الأطباء الذين أجروا العمليات لضبط أقوالهم".
ووفق البيان، فإن "الوزارة ومن خلال الأذرع الرقابية التابعة لها ستطال في أي قضية كل من تسول له نفسه المساس بالأمن الصحي للوطن والمواطن كما فعلت نهاية العام السابق عند ضبط شبكة لتزوير بعض الزمر الدوائية وأيضاً بداية هذا العام عند ضبط مشفى خاص في حلب تتم فيه بعض الممارسات غير القانونية".
شبكة تجارة أعضاء بدمشق
وجاء البيان، بعد تأكيد وسائل إعلام مقرّبة من النظام السوري، أن 11 طبيباً وممرضاً ضمن مشفى المجتهد في دمشق أحيلوا إلى القضاء بتهمة الاتجار بالأعضاء البشرية وتزوير تقارير طبيّة وتلقّي رشاوى مالية من المرضى
جاء ذلك بحسب تصريحات نقيب الأطباء التابع للنظام السوري في دمشق عماد سعادة، إذ قال إنّ "الموضوع قيد القضاء ويتم التحقيق مع الموقوفين لاستجلاء الحقيقة كاملة وإن التحقيقات تشمل الأطباء الذين ما زالوا في حالة اتهام، كما يجري التحقيق مع أشخاص باعوا الكلى أو شاركوا بعملية التجارة".
وبحسب موقع "صاحبة الجلالة"، فإنّه تواصل مع مدير مستشفى دمشق (المجتهد)، الذي أشار بدوره إلى أن "الموضوع بيد القضاء، وليس لديه معلومات"، كما تواصل مع مسؤول كبير في وزارة الصحة، والذي قال إنّ "القضاء هو الفصل في هذا الموضوع".
وتنتشر في مناطق سيطرة النظام السوري ظاهرة بيع الأعضاء البشرية، حيث ظهرت "سوق سوداء" تدير عمليات البيع من خلال نشر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي وملصقات على جدران الشوارع، لأشخاص يعرضون أعضاءهم للبيع، وسط محاولة النظام التنصّل من هذه الجريمة، وتبرير انتشارها بأنّها "ذات طابع دولي وعابرة للحدود".
مخالفات طبية في حلب
وتزامن ذلك أيضاً مع ضبط مديرية الصحة في حلب، ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، مجموعة من الأطباء في أحد المشافي الخاصة يستخدمون مستهلكات القسطرة المعاد تعقيمها لعدد من المرضى.
وذكر مدير الصحة في حلب، زياد حاج طه، أنه وخلال جولات الرقابة على المشافي، رُصد في أحد المشافي الخاصة جهة تسوّق مستهلكات قسطرة معاد تعقيمها، كما قال إنّه "لدى التدقيق والمتابعة للموضوع من مديرية الصحة بإشراف ومتابعة وزير الصحة، تبين أن هناك فنيين و6 أطباء يقومون بإعادة استخدام مستهلكات القسطرة لمرضى مختلفين بأمراض خطيرة".
ويرسل الأطباء والمشفى بعد ذلك فواتير وهمية لصرفها لدى الجمعيات الخيرية، مضيفاً: "بالتعاون مع إحدى الجهات التي قامت بالتحقيق في القضية اعترف الجميع بقيامهم بذلك، ولدى سؤال اللجنة الفنية للمخابر أكدت أنه لا يجوز إعادة تعقيم هذه المستهلكات مطلقاً لأنه يمكن أن تنقل أمراضاً خطيرة بين المرضى".