لم يعد الوضع يطاق في مناطق سيطرة النظام السوري، ارتفاع جنوني بالأسعار وتراجع في المدخول إلى مستويات غير منطقية، بعد نحو شهر ونصف من رفع النظام السوري لرواتب الموظفين بنسبة 100 في المئة وزيادة أسعار المحروقات بنسبة تتجاوز الـ 300 في المئة.
وتشهد المؤسسات الحكومية نزيفاً كبيراً بالموظفين بسبب الرواتب المتدنية واضطرار جميع العاملين فيها للعمل بعد الدوام بوظائف أخرى تساعد على تأمين لقمة العيش والحصول على أدنى ما يمكن في بلد كل ما فيها صعب وغير متوفر إلا بشق الأنفس.
ويخوض السوريون حرباً مع الجوع، بسبب فشل النظام السوري في تأمين أدنى الأساسيات، وفي ظل ذلك يعيش نحو 12.1 مليون شخصاً في سوريا - أي أكثر من نصف عدد السكان - في انعدام شبه تام للأمن الغذائي، لتصنف ضمن أعلى ستة بلدان من حيث انعدام الأمن الغذائي في العالم، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
كيف أصبحت الأسعار بعد شهر ونصف من رفع الرواتب؟
وأصبح متوسط راتب الموظف الحكومي في سوريا 200 ألف ليرة سورية (16 دولاراً) بالشهر الواحد، وهو لا يكفي لطبخة واحدة لعائلة مكونة من أربعة أشخاص (أب وأم وطفلين).
ورصد موقع "تلفزيون سوريا" تأثير رفع الرواتب وزيادة أسعار المحروقات بعد أكثر من شهر على أسواق دمشق وريفها، في محاولة للوقوف على وضع الناس المعيشي في مناطق سيطرة النظام السوري.
وفي سوق باب سريجة المشهور في دمشق حيث تعد الأسعار متوسطة، وتعج بالناس الذين يمرون ولكنهم لا يشترون بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار بشكل يومي.
وفي سياق ذلك، قال أبو الهدى، أحد التجار بسوق الهال، إن أسعار السلع الغذائية في دمشق ترتفع بشكل يومي لا أسبوعي ولا شهري، لا يمكن تثبيت سعر أي شيء.
وأضاف أبو الهدى في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أن الدولار ثبت منذ فترة عند 13 ألف ليرة سورية تقريباً لكل دولار، إلا أن تجار الجملة يسعرون عند 16 ألفاً وأحياناً 20 ألف ليرة خوفاً من أي انهيار.
وأوضح أبو الهدى الذي يبيع غذائيات وبقوليات أنه "لم يكن يتوقع أن يشتري الناس يوماً في سوريا بيضة واحدة أو أوقية أرز فقط، هذا زمن عار تمر به دمشق".
وبعيون دامعة قال التاجر السوري الذي يبلغ من العمر 76 عاماً، "أنا في السوق منذ أكثر من 50 سنة، لم يمر على سوريا ظروف مثل هذه البتة، يعني ما حدا بيتوقع الناس تعيش بحرب مع الجوع وتعارك كلشي لتأمن لقمة أولادها".
واستعرض أبو الهدى بعضاً من أسعار بضاعته: "هذه أسعار يوم الخميس 5 تشرين الأول 2023، لكل واحد كيلو غرام"
أرز مصري 17 ألف ليرة سورية
أرز بسمتي 30 ألفاً
سكر 14 ألفاً
معكرونة 12 ألفاً
شعيرية 13 ألفاً
برغل خشن 10 آلاف
عدس مجروش 20 ألفاً
سميد 9 آلاف
عدس أسود 16 ألفاً
حبة البركة 8 آلاف
ذرة بوشار 25 ألفاً
ذرة حلوة للطبخ علبة (200 غرام) 12 ألفاً
علبة فطر (350 غراماً) 25 ألفاً
علبة فول مدمس (200 غرام) 10 آلاف ليرة
علبة حمص (200 غرام) 10 آلاف ليرة
علبة سمك تونة 17 ألفاً
طحينة (400 غرام) 35 ألفاً
حلاوة (400 غرام) 43 ألفاً
كاتشب 12 ألفاً
مايونيز 14 ألفاً
خردل 18 ألفاً
رب البندورة (1 كيلو غرام) 25 ألفاً
باربكيو 20 ألفاً
خل 14 ألفاً
صحن البيض 65 ألفاً
زيت الزيتون (1 لتر) 95 ألف ليرة
زيت دوار الشمس (1 لتر) 30 ألف ليرة
مرقة فليفلة 15 ألفاً
سمن نباتي (1 كغ) 35 ألفاً
قهوة (نصف كيلو) 65 ألف ليرة
نسكافيه 24 ظرف 46 ألف ليرة
علبة شاي (100 ظرف) 40 ألفاً
ربطة خبز سياحي 10 آلاف
وبيّن أن "هذه الأسعار متوسطة وليست مرتفعة جداً ولا منخفضة اليوم بالسوق، يعني أنت بسوق باب السريجة الناس هون معترة مو متل الشعلان أو كفرسوسة أو المولات".
بورصة اللحوم والأسماك
وفي السوق ذاته، لم يعد لدى اللحام عبد الكريم، عدة ذبائح باليوم، خروف واحد بأحسن الأحوال بسبب انقطاع الكهرباء، وأحياناً يتم تقاسم نصف عجل بين لحامين على أمل بيعه كاملاً قبل أن يخرب لليوم الثاني.
وقال عبد الكريم لموقع "تلفزيون سوريا"، "اليوم الناس ما بتسأل حتى سؤال عن أسعار اللحمة، بس المقتدر بيقدر يشتري لحمة وحتى دجاج أو أسماك، يعني الفقر دابح الناس دبح".
وأردف أنا "بس ببيع لحم خاروف، يمكن ما بتصدقي إن قلتلك كنت بيع 4 لخمس خواريف قبل 8 سنين، أحياناً ما بيع أكثر من نص خروف بس".
وتبلغ أسعار اللحوم والدجاج والأسماك في سوق باب السريجة وفق الآتي:
كيلو دجاج صدر شرحات 69 ألف ليرة
كيلو دجاج صدر نظيف 63 ألفاً
كيلو فخاذ دجاج 39 ألفاً
كيلو الدجاج كامل 35 ألفاً
كيلو لحم العجل 135 ألفاً
كيلو لحم الغنم 175 ألفاً
كيلو السمك مشط طبراني 49 ألفاً
كيلو سمك البوري 25 ألفاً
كيلو سمك سلمون 51 ألفاً
كيلو سمك سردين 15 ألفاً
ورغم رخص أسعار الأسماك مقارنة باللحم والدجاج، قال أبو سامر بائع السمك، إن أهل دمشق قلما يأكلون السمك، يعني ليس ضمن المطبخ الشامي إلا أكلة أو أكلتي سمك لذلك الطلب عليه قليل.
وأضاف لموقع "تلفزيون سوريا" أن الناس لا تشتري سمكاً أيضاً بسبب ارتفاع زيت القلي، "يعني بدك تشتري كيلو سمك بـ 25 ألف ليرة وبدك لتر زيت قلي 30 أو 40 ألف ليرة حسب نوعه، لذلك الموضوع مكلف وليس رخيصاً".
المنظفات وحدها تتجاوز الراتب
وفي السوق نفسه رصدنا متوسط أسعار الشامبو والصابون والمنظفات والمناديل الورقية التي تحتاج إليها كل أسرة.
عبوة شامبو (ربع لتر) 25 ألفاً
سائل جلي 12 ألف ليرة
سائل تنظيف متعدد الاستخدام 35 ألفاً
صابون 7 آلاف
ملمع بلور 10 آلاف ليرة
سعر الكلور 7 آلاف
سعر الفلاش 6 آلاف ليرة
مطري للغسيل 35 ألف ليرة
ليف جلي 10 آلاف ليرة
كيس محارم 19 ألفاً
أما ما يخص أسعار الخضراوات والفواكه، فتعتمد معظم العائلات السورية على الخضراوات والبقوليات كأساس لغذائها، أما الفواكه فكثير من الأشخاص لا يشترونها أبداً.
كيلو غرام التفاح 9 آلاف
العنب 12 ألفاً
التين 15 ألفاً
الموز 40 ألفاً
بصل 2500
بطاطا 6 آلاف
الفليفلة 4 آلاف
الخيار 5 آلاف
باذنجان 7500 ليرة
دبس فليفلة 20 ألفاً
ورق العنب 12500
ليمون 3500
الجوز الناشف البلدي 110 آلاف
جوز مستورد 95 ألفاً