حمل مصدر في وزارة النفط التابعة لحكومة النظام السوري، تأخر وصول رسائل الغاز لتسلم مخصصات عبر "البطاقة الذكية" في دمشق إلى النقص الحاد في العمالة والموظفين نتيجة التحقيقات بقضية فساد في معمل غاز عدرا.
وقال المصدر لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، أن العمال الموجودين يعملون في وردية واحدة مدة 12 ساعة، حيث يرتاح العامل ساعة ويعمل ساعة، وكل ذلك الجهد بمئة ألف ليرة شهرياً ومطلوب من المعمل الاستغناء عنه بعد ستة أشهر ولا يمكن إعادته بعقد موسمي جديد إلا بعد مضي فترة على فصله.
وزعم المصدر أن معمل عدرا أبرم عدداً من العقود الموسمية أكثر من مرة مع عاملين وبمجرد توجيههم للعمل في المعمل يتخلون عن التعاقد بسبب التحقيقات التي يسمعون عنها.
سرقة واحتيال في معمل غاز عدرا
ووفقاً للمصدر، فإن أول قضية فساد اكتشفت كانت لمعتمد متعامل مع عمال التعبئة في معمل عدرا حيث يزيد هؤلاء تعبئة الأسطوانات 4 كغ زيادة عن الوزن المسموح به ومن ثم يفرغ المعتمد الوزن الزائد في كل أسطوانة إلى أسطوانات أخرى.
أما الحالة الثانية التي جرى اكتشافها عن طريق سيارة عبئت أسطواناتها بالغاز لمصلحة مدينة القطيفة، وبعد توقيفها عند البانوراما وبالتدقيق تبين أن كل الأسطوانات مقطوعة البطاقة وأن الرخصة لوالد مسؤول عن أمن وسلامة المعمل، حيث تبين بعد التحقيقات وجود شبكة كاملة يديرها تبدأ من العامل إلى الموظف وصولاً إلى الناقل والمعتمد.
وأوضح المصدر أن التحقيقات انتهت مع المجموعة الأولى وأحيلوا إلى القضاء، ووصل عددهم إلى 120 شخصاً، في حين أن التحقيقات ما زالت جارية مع 100 موظف وعامل آخرين.
أزمة الغاز في سوريا
وتشهد مناطق سيطرة النظام منذ 2019 أزمة حادة في توفير مادة الغاز، وعلى إثرها طبقت حكومة النظام آلية توزيع الغاز عبر (البطاقة الذكية) في 2020، التي فتحت الباب أمام السوق السوداء لبيعه بأسعار مضاعفة مستغلين عدم توفر أسطوانات الغاز عبر "البطاقة الذكية" وصعوبة آلية الحصول عليها.
ويشتكي المواطنون في مناطق سيطرة النظام من تأخر رسائل الحصول على المشتقات النفطية والمواد الأساسية عبر "البطاقة الذكية" باستمرار والذي يطول أحياناً لأكثر من 3 أشهر، ما يضطرهم للحصول على هذه المشتقات عبر السوق السوداء حيث تباع أسطوانة الغاز هناك بأكثر من 175 ألف ليرة سورية.
يشار إلى أن حكومة النظام السوري تقوم باستمرار بتعديل آليات بيع المواد الأساسية عبر البطاقة الذكية، وتعلن كل فترة عن تجارب جديدة لعمليات البيع إلا أنها تفشل باستمرار في حل هذه المشكلات، في ظل شح المواد وارتفاع أسعارها، وتأخر توزيعها لأشهر عديدة.