أصدرت قبيلة البقّارة (البكّارة) في سوريا، وثيقة عشائرية مفصلة تنظم قواعد ومقادير الديات وفقًا للعرف القبلي، وهي خطوة تعد الأولى من نوعها في المنطقة.
الوثيقة الصادرة عن شيخ القبيلة حاجم البشير تضمنت 18 بندا محددا، تضبط وتحدّد أحكام القبيلة مع الجرائم والنزاعات بطريقة "تضمن العدالة وتحافظ على النسيج الاجتماعي".
وجاءت الوثيقة، بعد اجتماع لقبيلة البكّارة بكل عشائرها وأفخاذها في ديوان القبيلة بقرية حوايج الذيب في ريف دير الزور.
الوثيقة، التي تم تداولها على نطاق واسع، تناولت تفاصيل دقيقة تشمل قيمة الديات في حالات القتل العمد والخطأ، وحوادث السير، وحتى في حالات الإصابات والجروح المختلفة.
وجاء فيها: "أصبح من الضرورة بمكان أن تبادر العشائر ممثلة بشيوخها ووجهائها وأصحاب الحل والعقد كي تتفق على ميثاق لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية والتي من شأنها ترسيخ مفهوم العفو والتسامح بين الناس".
وحددت الوثيقة قيمة الدية بحسب الحادثة:
- القتل العمد: ديته 350 غراماً من الذهب
- القتل الغيلة: ديته 525 غراماً من الذهب.
- التمثيل بالجثة: ديته 700 غرام من الذهب.
- القتل بعد الصلح: ديته 700 غرام من الذهب.
-
القضاء والقدر: ديته 30 غراماً من الذهب.
-
القتل بطلق ناري طائش كما يحدث في المناسبات: ديته 175 غراماً من الذهب.
-
قتل الزوجة لغير الشرف ديتها تعطى مناصفة بين الأهل والزوج.
-
الدية في حال القضاء والقدر تعطى للورثة مع تسمية الدخيل في جميع أنواع القتل العمد.
-
العاهة الدائمة تقدر حسب خبرة الأطباء وأنواع الضرر: العين والرجل واليد والأنف واللسان ديتها نصف دية الرجل، أما عاهة العينين واليدين والرجلين فديتها دية رجل كامل، والاعتداء على الأذن حسب الضرر، والأصابع الإبهام والشاهد عشر الدية، والأسنان العلوية والسفلية نصف عشر الدية.
-
الإصابات: مصاريف العلاج والمشافي تكون على المعتدي وفي حال الوفاة أو الشلل الدائم يتم دفع الدية الكاملة مع تكاليف الطب والعلاج.
كذلك، حدّدت الوثيقة مبادئ التعامل مع النساء والأطفال والعجزة، مؤكدة على ضرورة حمايتهم وتوفير الأمان لهم في إطار القانون العشائري.
وأحالت الوثيقة السارق وقاطع الطريق إلى "لجنة شرعية تحكم فيه بما أنزل الله"، وأكدت على قدسية العرض والشرف وأن "الحيار مخالف للشرع ومفسدة للزواج".
"خطوة لتجنب النزاعات"
تشير الوثيقة إلى توافق القبيلة على عقوبات محددة للجرائم المختلفة، وتفصل في كيفية جمع الديات وتوزيعها، وذلك في محاولة لتوحيد الرؤى وتجنب النزاعات الطويلة التي قد تؤدي إلى فتنة بين أفراد القبيلة.
يُعد هذا النظام العشائري بمنزلة قانون موازٍ يعمل بجانب القانون الرسمي، ويساهم في تسريع عملية الصلح والتحكيم في القضايا العشائرية.
يذكر أن قبيلة البكارة تعتبر من القبائل الرئيسية في المنطقة ولها تأثير كبير في الشؤون الاجتماعية والثقافية في سوريا والبلدان المجاورة، إلا أن أبناء القبيلة تشتتوا في مناطق السيطرة السورية، فحاجم البشير الذي وقع على الوثيقة هو شيخ القبيلة في مناطق "سيطرة قوات سوريا الديمقراطية-قسد"، أما في مناطق سيطرة النظام السوري فشيخها نواف البشير، في حين تتعدد المشيخة في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، ففي مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" أسست القبيلة مجلس شورى لها.