icon
التغطية الحية

"جيل تحت التراب".. زيارة إلى مقابر قوات النظام في طرطوس

2021.11.07 | 11:18 دمشق

thumbnail_image001.png
إسطنبول - ناصر عدنان
+A
حجم الخط
-A

تمكن تلفزيون سوريا من التجول بسرية تامة في مقبرتين داخل مدينة طرطوس، دُفِنَ فيهما، قتلى قوات النظام وميليشياته الموالية، منذ آذار 2011 حتى نهاية تشرين الأول 2021، إذ أتاحت الزيارة الميدانية وصور الأقمار الصناعية، التأكد من اتساع حجم "المقبرة الجديدة" بزيادة مضاعفة عمّا كانت عليه قبل عشر سنوات، مع ازدياد أعداد المنضمين من محافظة طرطوس إلى النظام وعودتهم إلى عائلاتهم بتوابيت.

مقبرتان.. والثالثة تلوح بالأفق

مقبرة طرطوس الجديدة قرب جسر الشيخ سعد، ومقبرة طرطوس الملاصقة لـ"مكتب شهداء طرطوس"، هما المقبرتان اللتان احتضنتا معظم قتلى قوات النظام في العقد الأخير، فبعد أن غصّت المقبرة القديمة بالجثامين، ولم يعد هناك إمكانية لدفن المزيد، اتجهت جهات أمنية لدى النظام لتوسعة المقبرة الجديدة، واعتمدتها بشكل رئيس لدفن جلّ القتلى التابعين لقوات الأسد، بحيث بنت عائلات القتلى قبور أبنائها على شكل أضرحة، بــ"مكرمات" من وزارة الدفاع في حكومة النظام.

ترجّح معلومات خاصة من داخل طرطوس، أن توزيع القتلى على المقابر كان سياسة ممنهجة من الأجهزة الأمنية، حتى لا تتسنى للعائلات رؤية خسائرها بنظرة واحدة فيشتدّ غضبها، خاصة أن مصدراً من المحافظة أكد أن بعض القتلى دُفِنوا في مقبرة ثالثة قرب حديقة الطلائع داخل طرطوس، وتحديداً في "مقبرة طرطوس الثانية" المقابلة للكورنيش البحري.

"مظلات لذوي الشهداء".. يا لعار المكافأة

يرصد فريق التصوير السري، تخصيص إدارة المقبرتين، لمظلة متهالكة مع بضعة مقاعد حجرية لعائلات القتلى، ليستريحوا فيها أثناء تشييع أبنائهم أو حتى حين زيارتهم فيما بعد، وهذه إحدى المرافق التي عدّها النظام "مكرمة" لهم، لا سيما أنه استبق هذه "الهدية"، ببناء نصبٍ تذكاري لتخليد أسماء مقاتليه، بحيث اضطر أكثر من مرة لتوسيع النصب، أو الاستعانة بجدارن أعرض، تتسع لكل صور الراحلين وأسمائهم.

 

مدينة أرامل

أثناء انتقالك من مقبرة إلى أخرى، تشاهد جداريات عريضة عند تقاطعات الطرق الرئيسة والساحات العامة، لأسماء القتلى وخسائر النظام البشرية، من أبناء طرطوس وريفها، ممن اكتفى النظام في سنواته الأخيرة بتكريم عائلاتهم بأعطيات نقدية وعينية شحيحة وستصادف أيضاً صوراً صادمة لأمهاتٍ يحملن صورتين أو ثلاثة أو حتى أربعة لأبنائهن الذين قضوا في أثناء قتالهم مع النظام.

جيل تحت التراب

كل ما سبق كان عن طرطوس وحدها، فماذا عن جبلة والقرداحة واللاذقية وسهل الغاب وريف حمص؟ جميع هذه المناطق باتت تحتضن مقابر وجداريات مشابهة، وفقاً للوقائع ولنعوات التشييع المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي، الخاصة بـ"شهداء الجيش العربي السوري والقوات الرديفة".