تحديث:
قالت شبكات إخبارية محلية، إن طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، استهدفت بالرشاشات مجموعة تابعة لما يعرف باسم "جيش العشائر" في بلدة ذيبان شرقي دير الزور.
وشهدت أجواء دير الزور تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي، في ظل استمرار المواجهات التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
ملخص:
- شن "جيش العشائر" هجوماً واسعاً على نقاط "قسد" شرقي دير الزور، مسيطراً على عدة مواقع.
- أسفرت المواجهات عن سقوط ضحايا مدنيين، بما في ذلك مقتل شاب وإصابة طفل وامرأة.
- استقدمت "قسد" تعزيزات عسكرية كبيرة لمواجهة الهجوم، مع فرار بعض عناصرها، واتهمت حسام لوقا بقيادة الهجمات.
- مصادر محلية: انحساب قوات العشائر بعد قتل وأسر عدد من عناصر "قسد".
شن ما يعرف باسم "جيش العشائر" هجوماً واسعاً على نقاط "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شرقي دير الزور، مسيطراً على عدة مواقع، حيث تبادل الطرفان القصف ما أدى لسقوط ضحايا بين المدنيين، وأكدت "قسد" أنها ستواجه هذه الهجمات بكل قوتها.
وأعلنت "قسد" في بيان أن الهجمات جاءت بناء على أمر وتعليمات من حسام لوقا رئيس جهاز المخابرات العامة.
كيف بدأ الهجوم؟
بدأ "جيش العشائر" هجومه بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية انطلاقاً من مناطق سيطرة النظام السوري غربي نهر الفرات، مستهدفاً مقار "قسد" في بلدة ذبيان شرقي دير الزور، لترد الأخيرة بقصف قذائف الهاون.
وهاجم "جيش العشائر" بعدها نقطة عسكرية لـ"قسد" على ضفة نهر الفرات في بلدة أبو حمام شرقي دير الزور، كما استهدف نقاطاً أخرى لها قرب بلدة الطيانة وفي مدينة البصيرة وبلدة الصبحة.
كذلك شن هجوماً على نقطة عسكرية لـ"قسد" في مدرسة الضياف التي تتخذها مقراً لها في بلدة أبو حردوب شرق دير الزور.
وعلى إثر هذه المواجهات، فرض "جيش العشائر" سيطرته على نقاط "قسد" القريبة من نهر الفرات في بلدات أبو حمام والكشكية شرق دير الزور، ومقار في بلدة غرانيج وذبيان.
ونشرت شبكات إخبارية محلية مقطعاً مصوراً قالت إنه لسيطرة مقاتلي "العشائر" على حاجز "الصنور" في بلدة أبو حمام.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يظهر مجموعة من "جيش العشائر" وهي تفرض سيطرتها على نقطة محطة مياه بلدة أبو حمام التابعة لـ"قسد".
وأعلن قائد قوات العشائر إبراهيم الهفل في تسجيل صوتي متداول مهاجمة قواته جميع النقاط الأمنية لـ "قسد" في بلدة الباغوز قرب الحدود العراقية.
وبسبب هذا الهجوم المباغت، استقدمت "قسد" تعزيزات عسكرية كبيرة من مقارها في منطقة المعامل ومن الشدادي جنوبي الحسكة وأيضاً من الرقة نحو ريف دير الزور الشرقي، في حين فرّ عناصرها تحت ضربات "جيش العشائر" في بعض النقاط، حسبما أكدت شبكات إخبارية محلية.
وأكدت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا انحساب "قوات العشائر" إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بعد قتل وأسر عدد من عناصر "قسد" والاستيلاء على أسلحة.
ضحايا مدنيون
أسفرت المواجهات التي استخدم فيها الطرفان القذائف والأسلحة الرشاشة، عن مقتل الشاب المدني، عماد جلال الحطاب، برصاصة طائشة داخل منزله على أطراف بلدة ذبيان شرقي دير الزور.
كما أصيب طفل في بلدة غرانيج شرق دير الزور إثر استهداف "قسد" مناطق تواجد المدنيين، وأصيبت امرأة من جراء سقوط قذيفة هاون على بلدة الحوايج.
ووصل عدد من الإصابات بصفوف المدنيين إلى مشفى الهدى في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي، والمشفى يطلب التبرع بالدم.
وشهدت بلدات وقرى جمة وذيبان والحوايج شرق دير الزور حركة نزوح للأهالي خوفاً من المواجهات الدائرة بين الطرفين.
"قسد": قواتنا تتصدى لهجمات قوات النظام
وعلى إثر الهجوم الحاصل، أصدرت "قسد" بياناً نشرته على معرفاتها الرسمية، قالت فيه إن مجموعات من قوات النظام وأخرى من "الدفاع الوطني" شنت هجوماً برياً بغطاء من المدفعية وقذائف الهاون، ضد مناطق سيطرتها على ضفاف نهر الفرات شرقي دير الزور، وذلك في ساعات متأخرة من مساء أمس وصباح اليوم الأربعاء.
وأضافت: "نشبت اشتباكات عنيفة بين قوات مجلس دير الزور وهجين العسكريين من جهة، والمجموعات المهاجمة من جهة أخرى، في محيط قرى ذيبان واللطوة وأبو حمام".
وتحدثت "قسد" عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 5 آخرين في بلدة ذبيان وحي اللطوة، وكذلك إصابة آخرين في مدينة الشحيل، قائلةً إنهم سقطوا بقصف النظام العشوائي.
وأعلنت "قسد" في بيان ثانٍ، استمرار حملة التمشيط في قرى الذيبان واللطوة وأبو حمام بعد الهجمات التي جاءت بناء على أمر وتعليمات من "المدعو حسام لوقا رئيس ما يسمى جهاز المخابرات العامة".
وأعلنت "الإدارة الذاتية" حظر تجوال كلي في كل من المنطقة الجنوبية والمنطقة الشرقية اعتباراً من تاريخ اليوم وحتى إشعار آخر، "نتيجة للظروف الامنية ومحاولة بعض المجموعات المسلحة الموالية للجهات المعادية زعزعة الأمن"، بحسب ما ورد في بيان.
من هو "جيش العشائر"؟
في أواخر العام 2023، أعلن شيخ قبيلة العكيدات في سوريا، إبراهيم الهفل، عن تشكيل "قيادة موحدة" تضم كتائب وألوية من مقاتلي العشائر في منطقة شرقي سوريا، بهدف قتال "قوات سوريا الديمقراطية".
وقال "الهفل" حينذاك في تسجيل صوتي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ الألوية تهدف إلى قتال "مرتزقة قسد ضمن معارك كرّ وفرّ".
ولفت إلى أن ضربات الألوية والكتائب ستكون "نوعية"، تحت مسمى "قوات العشائر" التي "لا تنتمي إلى أي جهة أو حزب معين، وتهدف إلى تحرير الأرض من الغرباء كوادر قنديل الذين يسرقون خيرات البلاد".
ما أسباب الاشتباكات بين قوات العشائر و"قسد"؟
وبدأت القصة عندما اعتقلت "قسد" في حملة أمنيّة، في 27 من آب 2023، أحمد الخبيل (أبو خولة)، إضافةً إلى عدد من قادة "مجلس دير الزور العسكري"، كما حاصرت مقار المجلس في الحسكة ودير الزور، لتندلع الاشتباكات بعدها بين "قسد" والعشائر العربية، التي أكدت أن حراكها لا يتعلق باعتقال "الخبيل"، إنما بممارسات "قسد" وتعرض أبناء المنطقة للظلم تحت إدارة هذه القوات.
وبعد 10 أيام، أعلنت "قسد" انتهاء العمليات العسكرية في ريف دير الزور الشرقي، وسيطرتها على معظم البلدات والقرى التي خرجت عن سيطرتها، وذلك عقب اشتباكات دامية أدت إلى نزوح 6500 عائلة، وأسفرت عن 96 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، بحسب الأمم المتحدة.