قال مصدر في الجمعية الحرفية لـ "اللحامين" بدمشق إن هناك ارتفاعاً كبيراً في أسعار اللحوم الحمراء بأنواعها، في الوقت الذي فقدت فيه معظم موائد السوريين بمناطق سيطرة النظام السوري اللحوم والبيض ومشتقات الألبان في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
وأضاف المصدر، أن أسعار لحوم الأغنام في الأسواق بين 60 و 70 ألف ليرة، وبلغ سعر لحم العجل بين 50 و 60 ألف ليرة، موضحاً أن سعر الخروف الواقف وصل إلى 20 ألفاً بينما بلغ سعر كيلو لحم العجل من أرض المسلخ نحو 51 ألفاً يضاف إليها تكاليف النقل والمحروقات لتشغيل مولدات الكهرباء في ظل التقنين الطويل، بحسب صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري.
زيادة عمليات التهريب
وأعاد المصدر السبب وراء ارتفاع الأسعار إلى جانب ارتفاع أسعار الأعلاف إلى ازدياد عمليات التهريب إلى خارج البلاد عبر المنطقة الشرقية، موضحاً أنه يتم يومياً تجميع المواشي من أسواق نجها والرحيبة والشجرة عبر سيارات شاحنة، بمعدل 4 سيارات كل يومين تقريباً.
وأضاف أنه يتم بيع الكيلو في الخارج بين 4.5 و 5 دولارات، مستشهداً بالشاحنة التي ضبطتها منذ فترة دوريات حماية المستهلك وقد كانت معدة للتهريب.
من جانبه، قال وزير الزراعة في حكومة النظام السوري حسان قطنا، لا يمكن نفي وجود عمليات تهريب من بعض ضعاف النفوس، مشيراً إلى ضبط الجهات المختصة مثل هذه الحالات، مؤكداً اتخاذ إجراءات حكومية لمنع التهريب والحد منه.
وأشار الوزير إلى وجود عوامل أخرى تلعب دوراً في ارتفاع الأسعار كالتغيرات المناخية وشح الأعلاف الناتج وضعف المراعي الطبيعية الذي أدى إلى قيام بعض المربين ببيع قطعانهم، إضافة إلى حدوث نسبة ذبح لأعداد لا بأس بها.
ارتفاع الأسعار طبيعي
وأردف أنه بشكل طبيعي في بداية فصل الشتاء ترتفع الأسعار مع بداية المراعي الطبيعة وتوافر الأعلاف وتمنع المربين عن البيع ولذا يحدث شح بالبيع مع البدء بتربية المواليد الجديدة، حيث يؤجل المربي البيع إلى ما بعد الربيع وهذا طبيعي ويحدث دائماً ولكن نتيجة للشح وضعف القدرة الشرائية أصبحنا نحس بأي نقصاً يحصل وبأي ارتفاع على الأسعار.
ولفت قطنا إلى أن المؤسسة العامة للأعلاف باعت 431 ألف طن من الأعلاف المدعوم بـ30 إلى 40 في المئة من قيمتها في السوق الرائجة خلال العام الفائت، ما ساعد الثروة الحيوانية على تأمين احتياجاتها بجزء يسير.
وبيّن الوزير قطنا أن السعر العالمي للأعلاف وتراجع قيمة الليرة السورية أثرا بشكل كبير في ارتفاع قيمة الأعلاف، موضحاً أن احتياج قطاع الدواجن من الذرة يتجاوز 1.2 مليون طن سنوياً، تم تأمين 500 ألف طن محلياً وسيتحتم استيراد نحو 600 ألف طن بالقطع الأجنبي كما أنه سينعكس السعر العالمي للأعلاف على ارتفاع الكلفة، إضافة إلى الحاجة لاستيراد كامل الاحتياج من الصويا.
وأشار إلى أن الفلاحين ومربي الدواجن لا يربحون في ظل ارتفاع التكاليف، وإن لم يبيعوا بخسارة فيتم البيع برأس المال، وهو ما أدى إلى خروج كثير من المربين عن العمل لعدم كفاية رأس المال المتبقي بعد البيع للبدء بدورة تربية جديدة.
وعن إمكانية استيراد اللحوم الحمراء والبيضاء للحد من ارتفاع الأسعار وتأمين احتياج السوق المحلية، أكد الوزير أن طرح الاستيراد غير مطروح، وقال: لن نسمح باستيراد الفروج المجمد فقطاع الثروة الحيوانية يعمل به 30 في المئة من القوى العاملة الزراعية في المناطق الريفية ومشغل لقطاع مهم عبر مختلف مراحل الإنتاج من بيع الأعلاف وصولاً إلى التربية والذبح، والاستيراد للفروج سيقضي على شريحة مهمة جداً تعمل في هذا المجال، مضيفاً: من الأفضل استيراد الأعلاف وتحقيق قيمة مضاعفة عبر الإنتاج وتشغيل القوى العاملة.