عقد مجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء، جلسته الدورية بشأن ملف الكيماوي في سوريا، حيث استمع الأعضاء إلى إحاطة من نائب الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح أديديجي إيبو، الذي أكد تهرب النظام السوري من تقديم معلومات كافية من شأنها إغلاق التحقيقات، في حين شددت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة على ضرورة محاسبة بشار الأسد على انتهاكاته ضد المدنيين.
وقال إيبو إن جهود الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لعقد الجولة الخامسة والعشرين من المشاورات بين فريق التقييم والنظام السوري لم تحرز أي تقدم بعد، بسبب امتناع مسؤولي النظام عن تقديم الوثائق المطلوبة.
وشدد إيبو على أن التعاون الكامل من قبل النظام السوري مع الأمانة الفنية هو أمر مهم لإغلاق كل القضايا العالقة.
النظام يتهرب من التحقيقات بشأن استخدام الكيماوي
وأكد إيبو أن الإعلان المقدم من النظام السوري لا يمكن اعتباره دقيقاً وكاملاً وفقاً لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، بالنظر إلى الثغرات وأوجه عدم الاتساق التي تم تحديدها والتي لا تزال من دون حل.
وأفاد المسؤول الأممي بأن الأمانة الفنية تواصل التخطيط للجولة المقبلة من عمليات التفتيش المقرر إجراؤها عام 2023، فيما يتعلق بمرفقي برزة وجمرايا التابعين لمركز الدراسات والبحوث العلمية لدى النظام السوري.
وأعرب إيبو عن أسفه لعدم تقديم النظام السوري معلومات أو تفسيرات فنية كافية من شأنها أن تمكن الأمانة الفنية من إغلاق القضية المتعلقة بالكشف عن مادة كيميائية من الجدول 2 في مرفق برزة في تشرين الثاني 2018.
وذكر أن الأمانة الفنية لم تتلق بعد رداً على طلبها للحصول على معلومات تتعلق بالحركة غير المصرح بها وبقايا أسطوانتين مدمرتين متصلتين بحادث سلاح كيميائي وقع في دوما في 7 نيسان 2018.
خطر غياب المحاسبة في سوريا
وشدد إيبو على أن غياب المحاسبة على استخدام تلك الأسلحة هو تهديد للسلم والأمن الدوليين و"يشكل خطراً علينا جميعاً".
من جهتها، أكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ليندا توماس غرينفيلد، على ضرورة محاسبة النظام السوري "الذي استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه".
وقالت غرينفيلد: "في الـ21 من آب، قبل عشر سنوات، استخدم النظام السوري غاز السارين ضد مدنيين سوريين في غوطة دمشق، هذا الهجوم الوحشي أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، وللأسف كثير منهم كانوا من الأطفال".
وأوضحت أن النظام السوري لم يكن يعتزم الامتثال لاتفاقية الأسلحة الكيميائية وأنه أخفى عن عمد أسلحة كيميائية عن أعين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. منذ انضمامه إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية في أيلول 2013، حيث أكدت آليات التحقيق التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن النظام استخدم أسلحة كيماوية ضد المدنيين في تسع هجمات لاحقة، مضيفة: "لقد كذب نظام الأسد مراراً على المجتمع الدولي والمحققين الذين يفحصون هذه الحوادث".
وعبرت السفيرة الأميركية عن أسفها لقرار كل من الصين وروسيا عدم الحديث في الاجتماع قائلة: "لقد سمعنا بعض زملائنا يقولون إن اجتماعاتنا الشهرية بشأن هذه المسألة تبدو متكررة. ولا بد لي من القول إنني أشعر بالأسف لأن اثنين من الأعضاء الدائمين أشارا إلى أنهما لن يتحدثا اليوم بشأن هذه المسألة الخطيرة".
"النظام السوري يشكل تهديداً خطيراً للأمن الدولي"
بدوره، أكد نائب المنسق السياسي البريطاني لدى الأمم المتحدة في نيويورك، توم فيبس، أن النظام السوري لا يزال يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، وذلك لعدم تنفيذ التزاماته في تدمير جميع أسلحته الكيماوية.
ولفت إلى أنه خلال العقد الماضي منذ انضمام النظام السوري إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية، أكدت الأمم المتحدة أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه في تسع مناسبات على الأقل.
وأضاف: "نحن مدينون بشكل جماعي لآلاف الضحايا بالسعي لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم".
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت أن النظام السوري هو أكثر من استخدم الأسلحة الكيماوية في القرن الحالي، متسبباً في مقتل ما لا يقل عن 1510 أشخاص، وإصابة قرابة 12 ألفاً، من جراء ما لا يقل عن 217 هجوماً كيماوياً.