icon
التغطية الحية

"جسور للدراسات": ما خيارات الأردن لمواجهة التهديدات جنوبي سوريا؟

2022.06.09 | 09:34 دمشق

untitled-design-88-1.jpg
قال التقرير إن روسيا قد تطلب ممراً أمنياً بعُمق 10 كم وتسيير دوريات مشتركة مع الأردن - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشر مركز "جسور للدراسات" تقريراً تحدث فيه عن خيارات الأردن لمواجهة التهديدات الأمنية على حدوده مع سوريا، خاصة مع تراجع الدور الروسي جنوبي سوريا، منذ شباط الماضي.

وكان الملك الأردني، عبد الله الثاني، أكد، في 19 من أيار الماضي، على أن "الخطر الذي يتربص ببلاده تقف وراءه إيران ووكلاؤها في الجنوب السوري"، مشيراً إلى أن بلاده "أمام تصعيد محتمل على حدودها مع سوريا.

وأعرب الملك الأردني عن تخوفه من الفراغ الذي قد يتشكل إذا ما انسحبت روسيا من مناطق جنوبي سوريا، مشيراً إلى أن الوجود الروسي في الجنوب السوري "كان يشكل مصدراً للتهدئة"، مضيفاً أن هذا الفراغ "سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم".

وخلال الأسابيع الماضية، عززت الميليشيات الإيرانية قواتها في محافظتي درعا والسويداء، في كل من "لواء أبي الفضل العباس" و"حزب الله" اللبناني، وتصاعدت وتيرة محاولات تهريب المخدرات والتسلل إلى الأراضي الأردنية.

وقال تقرير "جسور للدراسات"، إنه "يلاحظ تزايد نشاط الميليشيات الإيرانية، رغم احتفاظ الشرطة العسكرية الروسية بانتشارها الرمزي في مدينة درعا ومنطقة إزرع"، مشيراً إلى أن روسيا سبق أن نشرت قوات بوصفها "ضامناً لعدم اقتراب الميليشيات الإيرانية من الحدود الأردنية والإسرائيلية".

ووفق التقرير، فإنه "في ظلّ عدم قدرة أو رغبة روسيا على معالجة التهديدات التي تستهدف الحدود الأردنية، فإن عمّان قد تتجه إلى بحث خيارات بديلة لحماية أمنها القومي"، موضحاً أن الخيارات أمام الأردن هي:

  • طلب الدعم من التحالف الدولي لحماية الحدود الأردنية. يُمكن للقواعد العسكرية الأميركية الموجودة في الأردن أن توفر استجابة لأي دعوات في هذا الصدد، عبر نشر خبراء وطائرات مسيّرة وكاميرات مراقبة للتصدي لعمليات تهريب المخدرات والمحاولات المستمرة للتسلل إلى أراضي المملكة.
  • التنسيق الاستخباري وتبادل المعلومات مع إسرائيل، بهدف توجيه ضربات صاروخية وجوية ضد مواقع الميليشيات الإيرانية، بما قد يشمل السماح بمرور الطائرات الإسرائيلية عبر أجواء شمالي الأردن، بغرض توسيع نطاق استهداف الميليشيات.
  • استعادة قنوات الاتصال مع قيادات المعارضة السورية المسلّحة والمقاتلين السابقين في الجبهة الجنوبية، من أجل تنسيق عمليات أمنية تستهدف قادة الميليشيات الإيرانية وزعماء عصابات تهريب المخدرات، التي تحظى بغطاء من قوات النظام السوري.
  • السعي لإقناع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا بإقامة مناطق عازلة على الشريط الحدودي بعمق معين داخل الأراضي السورية، لضمان إبعاد الميليشيات الإيرانية عن المناطق الحدودية، وهنا يمكن الاستفادة من قوات المعارضة السورية التي تتمركز داخل قاعدة التنف، والعمل على زيادة عددها لتصبح قادرة على تنفيذ هذا الإجراء.
  • تعزيز الاتصال والتنسيق مع الفصائل المحلية في السويداء، بهدف العمل المشترك على مواجهة الميليشيات الإيرانية التي تعمل بشكل حثيث على زيادة مساحة انتشارها في المحافظة.

وختم "جسور للدراسات" تقريره بالقول إنه "على فرض أن روسيا استجابت لضغوط الأردن حيال التهديدات الأمنية التي يواجهها جنوبي سوريا، فقد تلجأ إلى طلب إقامة ممر أمني بعُمق 10 كم أو أكثر على طول الشريط الحدودي لإبعاد الميليشيات الإيرانية ومراقبة تنفيذ ذلك عبر تسيير دوريات منسقة ومستقلة بين القوات الروسية والأردنية على طرفَي الحدود، وبشكل دوري إلى جانب إشراك قوات محلية في آلية المراقبة كاللواء الثامن وغيره".

الأردن قد يلجأ لتسليح فصائل المعارضة

وفي حديث سابق مع موقع "تلفزيون سوريا"، قال خبير الشؤون الأمنية الاستراتيجية الأردنية، عمر باشا الرداد، إن "جنوبي سوريا بات يشكل مصدر تهديد للأردن، وربما يكون دعم الفصائل السورية وارد ضمن استراتيجية وحسبة أردنية".

وأضاف الرداد أن "جوهر الاستراتيجية هو ما يجري في الجبهة الجنوبية، درعا والسويداء وصولاً للمثلث الحدودي، فهي مناطق في صلب الاستراتيجية الأمنية الأردنية"، موضحاً أن دعم الفصائل "لا يمكن استبعاده بالمنظور القريب أو الاستراتيجي إذا ما استمر تهديد تهريب المخدرات".

من جانبه، رأى الخبير العسكري الأردني واللواء المتقاعد، مأمون أبو نوار، في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن عمليات تهريب المواد المخدرة "لم تكن ظاهرة عندما كانت فصائل المعارضة تسيطر على الشريط الحدودي مع الأردن".

وأكد على أن النظام السوري والمليشيات الإيرانية "هم المسؤولون عن عمليات التهريب في الجنوب السوري، وما يقوم به النظام من عمليات تهريب ممنهج هو بمثابة حرب على الجار الأردن".

وسبق أن كشف مصدر عسكري من فصيل "مغاوير الثورة"، الذي تدعمه الولايات المتحدة، أن الأردن طلب من واشنطن تشكيل مجموعات مدعومة من قبلها وزيادة التعاون مع أخرى بهدف مواجهة التمدد الإيراني على حدودها الشمالية مع سوريا.

وأكد المصدر أن واشنطن بدأت بالفعل بعقد اجتماعات مع المخابرات الأردنية، التي تمتلك مقراً في قاعدة التنف التابعة لـ "التحالف الدولي" في المنطقة 55 على المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، للنظر بالآليات الواجب استخدامها لمواجهة التمدد الإيراني على الحدود الأردنية السورية، ومكافحة "تنظيم الدولة".