icon
التغطية الحية

"جسور للدراسات": ثبات خريطة السيطرة في سوريا منذ شباط 2020

2021.12.24 | 10:59 دمشق

16007720311406857220.jpeg
دوريتان أميركية وروسية في شمال شرقي سوريا (إنترنت)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال تقرير نشره مركز "جسور للدراسات" اليوم الجمعة، إن خريطة النفوذ العسكري في سوريا لم تُظهِر حتى نهاية عام 2021 أي تغير في حدود السيطرة وخطوط التماس بين القوى المحلية على الأرض، منذ نهاية شباط 2020.
وأضاف التقرير أن اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وروسيا في (5 آذار  2020) خلق أطول فترة شهدت فيها الخريطة السورية استقراراً نسبياً بين الفاعلين المحليين، هذا الاستقرار الذي وصل مع نهاية كانون الأول 2021 إلى (22 شهراً) بقيت فيها ألوان الخريطة ثابتة، وتمثل مناطق سيطرة كل من المعارضة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والنظام السوري.

نسب سيطرة النفوذ العسكري في سوريا

وفقاً لخريطة السيطرة العسكرية التي أصدرها "مركز جسور للدراسات" بالتعاون مع "منصة إنفورماجين لتحليل البيانات"، فإنّ نسب سيطرة القوى على الأرض هي على النحو الآتي:

  • حافظت فصائل المعارضة على نسبة سيطرتها وهي: (10.98%) من الجغرافيا السورية، وتتوزع مناطق سيطرة المعارضة في إدلب وشمالي حلب، وفي منطقة تل أبيض ورأس العين في الرقة والحسكة، وفي منطقة "الزكف" و"التنف" (المنطقة 55) في جنوب شرقي سوريا.
  • حافظ النظام السوري على نسبة سيطرته وهي: (63.38%) من الجغرافيا السورية، وهي سيطرة شِبه تامة على محافظات الساحل والوسط وجنوبي سوريا، وسيطرة على أجزاء من المحافظات الشرقية ومحافظة حلب. وتحوَّلت سيطرته على محافظة درعا إلى سيطرة شاملة بعد عملية تصعيد بدأها النظام على درعا في تموز 2021 وانتهت باتفاق السيطرة الشاملة على المحافظة في 1 أيلول 2021، بينما بقيت سيطرة النظام على محافظة السويداء سيطرة هشَّة مقتصرة على الفروع الأمنية ومؤسسات الدولة دون دخول قواته العسكرية إليها.
  • حافظت "قسد" على نسبة سيطرتها وهي: (25.64%) من الجغرافيا السورية، وهي نفس النسبة المسجلة منذ تشرين الثاني 2019، وتشمل أجزاء واسعة من محافظة دير الزور والرقة والحسكة، وأجزاء من محافظة حلب. وأصبح من الممكن تقسيم مناطق سيطرة "قسد" وفق انتشار القواعد العسكرية للتحالف الدولي أو للقوات الروسية، فقواعد القوات الروسية تنتشر بشكل أساسي في المناطق التي انسحبت منها قوات التحالف، إضافة لقاعدتها الرئيسية في مطار القامشلي.
2022 map-01.jpg
خريطة السيطرة العسكرية في سوريا نهاية 2021 وبداية 2022

تنظيم "الدولة" غائب عسكرياً وموجود بخلاياه النشطة

وأشار التقرير إلى أن تنظيم "الدولة" لم يعد يسيطر عسكرياً على الأرض السورية منذ شباط 2019، لكن انتهاء السيطرة العسكرية للتنظيم لا تنفي عودة خلايا التنظيم للنشاط ضد قوات النظام والقوات الروسية والإيرانية الموالية له، وخاصة في البادية السورية، فقد تمَّ رصد نشاط التنظيم بعمليات عسكرية في منطقة "السعن" و"جبل البشري" و"خناصر" ومنطقة "السخنة" وفي محيط مدينة "تدمر"، وفي الريف الجنوبي لمحافظة "دير الزور"، إضافة لبعض العمليات في مناطق سيطرة "قسد" شرق الفرات.

أسباب ثبات نسب السيطرة في سوريا

وأوضح التقرير أن عدم التغير في نسب السيطرة يرجع إلى التزام النظام وفصائل المعارضة بوقف إطلاق النار في إطار مذكرة موسكو التي تم توقيعها بين تركيا وروسيا في 5 آذار 2020، بالرغم من الخروقات الواسعة التي شهدتها خطوط التماسّ في "إدلب" وفي جبهات "تل رفعت" في ريف حلب الشمالي، وكذلك التوتر المستمر في جبهات "عين عيسى" في الرقة.
وأضاف أن منطقة "إدلب" وبالتحديد جنوب الطريق الدولي "M4" شهدت تصعيداً روسياً منذ آذار 2021 حتى نهاية نيسان 2021، ومنذ ذلك الوقت لم تشهد منطقة إدلب تصعيداً قوياً كالسابق، خاصة في محاولات التسلل والاشتباكات البرية المباشرة، مع تواصل القصف المدفعي وغارات الطيران الحربي والطيران المسيَّر في المنطقة، في حين شهدت جبهات شمال شرقي سوريا في منتصف آب 2021 وتحديداً في منطقة "عين عيسى" تصعيداً كبيراً من فصائل المعارضة المدعومة من تركيا ضد مجموعات "قسد".
وتوقعت الدراسة الصادرة عن مركز "جسور للدراسات" أن تحافظ القوى المحلية على نسب سيطرتها ضمن الجغرافيا السورية بسبب الضغط الدولي باتجاه تثبيت حالة الاستقرار، وعدم رغبة الأطراف الإقليمية أو عدم توافُقها على إجراء أي تعديل على خريطة السيطرة، بانتظار تحرُّكات في العملية السياسية المتعثرة حتى الآن.