ملخص:
- الخطوط الفرنسية "إير فرانس" تعلّق رحلاتها فوق البحر الأحمر بعد رصد "جسم مضيء" في أجواء السودان، مؤكدة أن القرار احترازي لضمان سلامة الركاب.
- الشركة تراقب الأوضاع الجيوسياسية، مع بقاء المجال الجوي مفتوحاً.
- تتزامن الخطوة مع تصاعد هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر.
- تقرير أممي كشف أن الحوثيين أصبحوا قوة إقليمية بفضل الدعم العسكري الإيراني.
أعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس"، أمس الأحد، تعليق رحلاتها فوق منطقة البحر الأحمر حتى إشعار آخر، بعد رصد "جسم مضيء" على ارتفاع عالٍ فوق السودان.
وأوضحت الشركة أن هذا القرار الاحترازي يأتي حرصاً على سلامة الركاب والأطقم، مشيرة إلى تغيير مسارات بعض الرحلات وعودة طائرات إلى المطارات التي انطلقت منها.
وأوضحت الشركة وفقاً لوكالة "فرانس برس"، أن سلامة عملائها وأطقمها "ضرورة مطلقة"، مشيرة إلى أنها تراقب باستمرار تطور الوضع الجيوسياسي في المناطق التي تخدمها طائراتها وتحلّق فوقها "من أجل ضمان أعلى مستوى من السلامة والأمن للرحلات الجوية".
وقال مصدر في مجال الطيران، إنّ "إير فرانس هي شركة الطيران الوحيدة التي اتخذت هذا الإجراء الاحترازي"، مضيفا أن المجال الجوي فوق المنطقة لم يتم إغلاقه.
تأثير الحوثيون على الملاحة في البحر الأحمر
تتزامن هذه التطورات مع تصاعد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران في البحر الأحمر، منذ تشرين الثاني 2023، على السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع حركة حماس في غزة.
لكن كثيراَ من هجمات الجماعة المقرّبة من إيران، استهدفت سفناً لا علاقة لها بإسرائيل، ما يعطّل حركة الملاحة البحرية الحيوية للتجارة العالمية، وفقاً للوكالة.
وأشار تقرير أممي إلى أنّ "الحوثيين باتوا قوة عسكرية إقليمية مدعومة بقدرات إيرانية، تتجاوز إمكانياتهم المحلية"، مشيراً إلى نقل "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني للتقنيات العسكرية إلى الحوثيين.
وبحسب التقرير، فإنّ الدعم الإيراني شمل تدريباً متقدماً ومواد عسكرية، لافتاً إلى أن الحوثيين نفذوا أكثر من 130 هجوماً في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أثّر بشكل كبير على حركة السفن التجارية والدولية.
عملية "اسبيدس" الأوروبية لحماية التجارة البحرية
منذ مطلع العام الجاري، أطلق الاتحاد الأوروبي عمليات بحرية باسم "أسبيدس" لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، في ظل تزايد هجمات الحوثيين على السفن التجارية.
وتهدف العملية إلى تأمين حرية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية، بما يشمل مضيقي باب المندب وهرمز والمياه المحيطة.
وفي البيان، قال جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، إن انطلاق العملية يعكس استجابة الاتحاد الأوروبي السريعة لتهديدات الحوثيين وضرورة تأمين البحر الأحمر باعتباره ممراً بحرياً استراتيجياً. وقال بوريل إن العملية ستسهم في حماية المصالح التجارية والأمنية للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي.