ملخص:
- إعلانات صالون حلاقة في جبلة، سوريا تعرض على النساء بيع شعرهن مقابل مبالغ تصل إلى 4 ملايين ليرة سورية.
- الحد الأدنى للأجور في سوريا نحو 185 ألف ليرة، مما يجعل مبلغ 4 ملايين ليرة يعادل 21 ضعف الحد الأدنى.
- الحساب الخاص بالصالون يزعم أن النساء يأتين من محافظات أخرى لبيع شعرهن بأسعار أعلى.
- ظروف معيشية صعبة تجبر النساء على بيع شعرهن لتأمين لقمة العيش.
- بيع الشعر أصبح ظاهرة رائجة بين النساء اللواتي يواجهن ظروفاً اقتصادية سيئة.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات نشرها صالون حلاقة في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية، يعرض فيها على النساء بيع شعرهن بمقابل مبالغ مالية تصل إلى 4 ملايين ليرة سورية.
ويبلغ الحد الأدنى للأجور في سوريا وفقاً لآخر مرسوم أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد في شهر آب الماضي نحو 185 ألف ليرة سورية، مما يعني أن المرأة التي تقبل ببيع شعرها مقابل 4 ملايين ليرة فإنها تحصل على 21 ضعفاً عن الحد الأدنى للأجر في سوريا.
ويزعم الحساب الخاص بالصالون أن النساء يقصدن محله من محافظات سورية مثل دمشق وحمص ليتمكنوا من بيع شعرهن بأعلى سعر.
ويضيف أن خصلة الشعر التي يشتريها يجب أن يكون طولها 60 سم على الأقل، مضيفاً أن فتاة باعت خصلة شعرها قبل أيام بمبلغ 4 ملايين ونصف لصالح محله.
ظروف معيشية صعبة تدفع النساء لبيع شعرهن
وأدّى انهيار الأوضاع الاقتصادية وتردي الظروف المعيشية لدى المواطنين السوريين المقيمين في مناطق سيطرة النظام، إلى ظهور حالات لم تكن مألوفة داخل المجتمع السوري، إلا أن فقر حال شريحة واسعة من أبنائه أجبرهم على اتّباع الكثير من الأساليب لضمان لقمة العيش.
من بين تلك الحالات تبرز ظاهرة بيع الشعر لدى بعض النساء السوريات، وذلك من خلال عرض شعرهن أو شعر بناتهن للبيع عبر منشور على موقع فيس بوك، مرفقين صوراً تظهر "ضفائرهن" بهدف توضيح شكل الشعر وطوله ولونه للزبائن، وفق ما ورد في موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري.
وينقل المصدر عن أحد أصحاب صالونات الحلاقة بدمشق قوله إن فكرة قص الشعر وبيعه لصالونات الحلاقة "باتت رائجة في الفترة الأخيرة من قبل الفتيات خاصة ممن يواجهن ظروفاً اقتصادية سيئة"، مثلهم مثل العديد من الأسر ممن باتوا غير قادرين على سد احتياجاتهم، ولذلك لا يجدن سوى أن يقصصن شعرهن ويبعنه لصالونات الحلاقة بعد الاتفاق معهن.
ويبيّن صاحب الصالون للمصدر، بأن الحلاقين لا يرغبون جميعهم بشراء الشعر ولكن هناك من لديه رغبة وخبرة بذلك. فهم يعرفون طبيعة الشعر ولونه وفيما إذا كان مصبوغاً أو بلونه الطبيعي، أو إذا كان تالفاً أو ضعيفاً وغير ذلك. "وهناك بعض النساء اللواتي يطلبن من الحلاق قص شعرهن وتصميم باروكة كي تبقى ذكرى لهن أو لبناتهن"، بحسب قوله.
وعن آلية التعامل مع الشعر المباع، يقول صاحب الصالون: "تأتينا الزبونة وتخبرنا برغبتها في بيع شعرها؛ وبدورنا نقوم بفحصه والتأكد من سلامته وخلوه من أي حشرة وإذا كان ضعيفاً أم لا. وكلما طال الشعر وزادت كثافته ارتفع سعره".