اعتقلت "قوات الأمن الداخلي" (الأسايش) التابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" عدداً من النساء في مخيم الهول شمال شرقي سوريا، وذلك بعد يومين من موجة احتجاجات رافضة لفصلهن عن أطفالهن.
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن "قوات الأسايش شنت حملة مداهمات في القسمين الثالث والخامس المعروف بقسم المهاجرات، يوم الثلاثاء، بعد يومين من اعتصام بعض الأهالي احتجاجاً على استبعاد قسد لأبنائهن من المخيم".
وتنقل قسد بشكل متكرر الأطفال ممن يتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً من المخيم إلى مراكز خاصة بتأهيل أطفال تنظيم "الدولة" (داعش) في مدينتي الحسكة وريف القامشلي.
واعتقلت "قسد" قرابة عشر نساء بينهن نساء قاطنات في المخيم يعملن في منظمات دولية، وفق المصدر الذي أشار إلى موظفي المنظمات الدولية لم يتمكنوا من الدخول إلى مراكزهم في قسم "المهاجرات" من جراء التوتر.
كذلك أكّد المصدر أن "قسد" نصبت حواجز على الطرق الواصلة إلى بلدة الهول، كما سيّرت دوريات داخل المخيم "لمنع تجدد الاعتصامات وداهمت عشرات الخيم بحثاً عن أطفال بلغوا 12 عاماً".
وذكر مصدر أمني لموقع تلفزيون سوريا أن نساء مقاتلي التنظيم المحتجزين في قسم "المهاجرات" يعمدون إلى إخفاء أطفالهن، ممن يبلغون سن الـ 12 عاماً، خوفاً من استبعادهم عن أمهاتهم إلى مراكز تأهيل الأطفال.
وأوضح المصدر أن الغاية من عملية نقل القصر يأتي إثر تخوف "قسد" من تأثرهم بفكر التنظيم الذي لا يزال يملك خلايا نشطة في كافة أقسام المخيم.
"جيل متطرف"
وقال خالد ريمو، الرئيس المشارك لمكتب شؤون العدل والإصلاح في "الإدارة الذاتية" لوكالة أسوشيتد بريس في أيار الفائت: "إذا بقي هؤلاء الصبية في المخيم، فسيظهر جيل جديد من المتطرفين قد يكون أكثر تطرفاً من سلفه".
وأوضحت جيهان حنان، مديرة المخيم، للوكالة ذاتها أنه "فور بلوغ هؤلاء الأطفال سن 12 عاماً يمكن أن يصبحوا خطيرين، ويمكن أن يقتلوا ويضربوا الآخرين ... لذلك اخترنا وضعهم في مراكز إعادة تأهيل لإبعادهم عن الفكر المتطرف".
من جانبها ذكرت المديرة المساعدة في قسم الأزمات والنزاعات في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ليتا تايلر، لوكالة أسوشيتد بريس في وقت سابق، أنه مع كون نقل هؤلاء الصبية إلى مراكز منفصلة عن المخيم قد يكون مدفوعاً بحسن النية، لكن هذا ليس إعادة تأهيل، "هذا احتجاز إلى أجل غير مسمى دون توجيه تهم بحق هؤلاء الأطفال، الذين يعتبرون ضحايا لداعش".
وأضافت أن الإبعاد عن الأسرة قد يكون مناسباً إذا كانت الأم أو أحد الأقارب يسيئ للطفل، وإلا يمكن أن يؤدي الإبعاد إلى مزيد من الصدمة لهم.
وتابعت آنذاك: "بالنسبة للعديد من هؤلاء الصبية، الذين عاشوا في ظل أهوال لا يمكن تصورها مع داعش وفي المخيمات التي احتجزوا فيها منذ سقوط التنظيم، تكون الأم وأفراد الأسرة الآخرون هم مصدر الاستقرار الوحيد".
ويضم مركز "أوركيش وهوري" لإعادة التأهيل في الحسكة عشرات الفتيان والصبية من مخيم الهول، تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاماً، من نحو 15 جنسية مختلفة، منها فرنسا وألمانيا.
ويضم مخيم الهول نحو 50 ألف شخص من السوريين والعراقيين، وأكثر من 10 آلاف أجنبي ينحدرون من قرابة 60 دولة أخرى.