انطلقت أعمال الاجتماع الوزاري لـ"التحالف الدولي لمحاربة داعش"، في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الخميس بحضور 30 وزير خارجية، وأكد وزيرا الخارجية الأميركي والسعودي، على ضرورة استعادة الدول لمواطنيها المنتمين لتنظيم الدولة من مخيم الهول، لمنع عودته من جديد.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الإبقاء على مسلحي "داعش" الأجانب في المخيمات يهدد بعودة التنظيم، داعياً الدول المعنية لاستعادة مواطنيها من مسلحي داعش الأجانب، كونها "خطوة مهمة جدا من أجل تفكيك مخيم الهول في سوريا".
وجدد الوزير الأميركي التزام الولايات المتحدة بدحر تنظيم "داعش" والتخلص من آفة الإرهاب، منوهاً في الوقت ذاته إلى ارتفاع هجمات التنظيم في أفغانستان، وبعض المناطق الأفريقية.
من جانبه قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إنه من "المؤسف وغير المقبول على الإطلاق" أن تتنصل الدول الغنية من مسؤوليتها المتعلقة باستعادة مواطنيها الذين تم احتجازهم خلال المعركة ضد "داعش". حسب رويترز
وأضاف: "لذلك أقول لتلك الدول عليكم التحرك وتحمل مسؤولياتكم. كونكم جزءا من تحالف يعني العمل معا".
وأكد وزير الخارجية السعودي أن "المملكة ستواصل جهود دعم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة والقضاء عليه وعلى جميع أنشطته وامتداداته وتجفيف مصادر تمويله، مضيفا أن المملكة ستبذل كل جهد لملاحقة التنظيم أينما كان".
وأضاف: "نؤمن بأن السبيل إلى الأمن والاستقرار يتطلب استمرار الجهود الجماعية لمحاربة الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف" مؤكداً على حرص السعودية على استقرار الدول التي استغل التنظيم أراضيها لتنفيذ مخططاته، ومنها سوريا والعراق، مشيداً بجهود العراق الحاسمة للقضاء على التنظيم.
ورحب الوزير السعودي بالتوجه لإنشاء مجموعة تركيز معنية بمكافحة التنظيم في أفغانستان، حيث قال: "يجب علينا جميعاً العمل على قطع الطريق أمام أي فرصة يمكن للتنظيم استغلالها لاستمالة وتجنيد أتباع جدد".
تحسين البنية التحتية في سوريا والعراق
في ذات السياق أكدت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية هالة غريط خلال حديث أجرته مع صحيفة "العربي الجديد" مواصلة أميركا التركيز على "ضمان استقرار المنطقة وإعادة البناء بعد الحروب والنزاعات، بما يشمل العمل المستمر لتحسين البنية التحتية المدمرة، ودعم التنمية المستدامة، وتعزيز الأمن الاجتماعي، الى جانب مكافحة تنظيم داعش".
وقالت غريط إن "محاربة التنظيم المتطرف ما تزال تحتل مركز الصدارة في جهودنا. نحن نعمل بجد لمنع عودة "داعش" ولضمان عدم تجنيدهم لأعضاء جدد. هذا يتضمن العمل مع شركاء محليين والمجتمعات المحلية لتعزيز الأمن والاستقرار".
وشددت على "تطوير مجتمعات مقاومة قادرة على مقاومة التأثير الدائم لداعش"، زاعمةً أن الوجود الأميركي شمال شرقي سوريا يهدف بالتعاون مع القوات المحلية، إلى الهزيمة الدائمة للتنظيم، وأن هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الشراكة والتعاون الدوليين، من خلال التحالف الدولي.
وأشارت إلى ضرورة تحسين البنية التحتية، بما في ذلك الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، وتعزيز الاقتصادات المحلية، وتقديم الدعم للمجتمعات المتضررة وتوفير الأمن الغذائي، وتحسين وصول الأشخاص إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية، والمساعدة في إعادة بناء المنازل والمدارس وغيرها من البنية التحتية الأساسية.
وتابعت: هذه المساعدات سهلت من "العودة الآمنة والطوعية والكريمة للأشخاص إلى مناطقهم الأصلية، والبدء في إعادة بناء حياتهم"، ويجب تكثيف هذه الجهود الإنسانية والخدمية في المستقبل، مع التركيز على تحسين البنية التحتية وتعزيز الاقتصادات المحلية وتقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، إضافة إلى مواصلة الضغط على "داعش" لضمان عدم عودتهم.
601 مليون دولار لدعم الاستقرار في سوريا والعراق
وكشفت غريط أنه تم تحديد حاجات التحالف للاستقرار بقيمة 601 مليون دولار للعراق وسوريا هذا العام، مقسمة بالتساوي تقريباً بين البلدين، لكن هناك حاجة لملايين الدولارات الأخرى في التمويل الإنساني لتلبية الاحتياجات الأساسية في مخيم الهول وتحقيق الحلول الدائمة لسكان المخيم.
وتابعت: "في العام الماضي، جمع التحالف 445 مليون دولار لدعم احتياجات الاستقرار للعراق وسوريا"، و"بهذا التمويل، شهدنا تنفيذ وبدء مشاريع مهمة في مجال البنية التحتية والصحة والتعليم وغيرها في البلدين".
وأضافت: "بينما حققنا النجاح في مواجهة داعش في ساحة المعركة، فإننا نعمل على معالجة الشكاوى المحلية والقضاء على شبكات داعش للتجنيد والدعم، بما في ذلك تحسين الأمن والخدمات الإنسانية في مخيم الهول".
وأشارت إلى أن أيديولوجية "داعش" ما تزال تشكل تهديداً، على الرغم من تحرير الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، ولهذا السبب، نواصل العمل للقضاء على هذا التهديد على مستوى العالم، ونسعى لجمع المزيد من المساهمات لتحقيق استقرار أكبر في المنطقة.