icon
التغطية الحية

تلفزيون سوريا يطلق برنامج "بعيون غربية" والبداية مع صاحب كتاب "في عرين الأسد"

2023.01.08 | 16:58 دمشق

44قث
برنامج بعيون غربية
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

 عرضت شاشة تلفزيون سوريا، مساء أمس السبت، أولى حلقات البرنامج الحواري "بعيون غربية"، الذي يستضيف باحثين ومفكّرين غربيين كتبوا عن سوريا، لمناقشتهم حول ما تناولوه في مؤلفاتهم، وتقديم وجهة نظرهم في كل ما يتعلّق بالحالة السورية، قبل الثورة وخلالها، للمشاهد العربي.

وتناولت الحلقة الأولى من البرنامج الذي تقدّمه وتشارك في إعداده الإعلامية السورية ديمة ونّوس، الحديث عن طباع بشار الأسد وأسلوبه في التعامل مع الناس، من خلال استضافة الباحث والإعلامي الأميركي المختص بالشأن السوري والمصالح الأميركية في المشرق العربي، أندرو تابلر.

وتابلر هو مؤلف الكتاب الشهير "في عرين الأسد.. شهادة عيان لمعركة واشنطن مع سوريا" (2011)، الذي يسرد فيه تفاصيل سبع سنوات قضاها في سوريا قبل اندلاع الثورة، وتمكن خلالها من اللقاء برئيس النظام السوري بشار الأسد أكثر من مرة، نظراً لارتباط عمله الوثيق بالمؤسسات والجمعيات التي تديرها زوجته، أسماء الأسد.

وتنبّع أهمية شهادة تابلر من التجربة التي عاش تفاصيلها في سوريا كأحد الأفراد الأجانب القريبين نسبياً من دائرة الأسد الضيقة ومؤسساته الخاصة التي يديرها من خلال زوجته، فتمكن بذلك من تكوين صورة واضحة عن طبائع بشار الأسد وتصرفاته وتعاطيه مع محيطه ومع الناس، وخاصة الصحفيين. كما تحدث عن التباين في السياسة الأميركية تجاه الملف السوري من قبل الإدارة، وعن المعارضة التي لم تمنح فرصة حقيقية لتشكّل بديلاً لبشار الأسد.

"بشار الاسد مزيّف"

استهل تابلر حديثه بالإجابة عن هدفه من كتاب "في عرين الأسد" فقال إن "تأليف الكتاب كان طريقة تمكنت من خلالها التعامل مع الوقت الذي قضيته في سوريا، بحيث أستطيع شرح مع حدث هناك لنفسي وللآخرين".

وأضاف: "الفكرة كانت مختلفة حول بشار في الوقت الذي عشت فيه هناك، في سوريا، حين كانت دول الغرب منخرطة في تمتين العلاقة معه لأنه كان يُنظَر إليه -وخاصة بعد أحداث الـ11 من سبتمبر- كرئيس علماني ومُصلح يشكّل بديلاً مناسباً عن المتطرفين والمتشددين في الشرق الأوسط، إلا أنه كان مزيّفاً وكان يتعامل مع الغرب بصورة أخرى مختلفة عمّا كان متصوراً".

سلوك بشار وأسماء ومؤشرات الثورة السورية

ثم راح تابلر يشرح الحالة السورية وموقف بشار ممّا يسمى "الإصلاح" والتطوير، فقال: "بشار الأسد لم يكن قادراً على الإصلاح الجذري حتى فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية التي استهلكت منه وقتاً طويلاً ليتمكن من تنفيذها على الرغم من بساطتها قياساً ببقية دول العالم، كافتتاح البنوك وشركات التأمين... وخدمات أخرى".

وتابع: "من خلال عملي الوثيق بالجمعيات الخيرية التابعة لأسماء الأسد، تبيّن لي أن سوريا خلال السنوات الـ10 التي تلت أحداث حماة (الثمانينيات)  كانت الأكثر فاشية في العالم والعالم العربي... واستمرت على هذا النحو".

وسلّط الضوء على الأوضاع الاقتصادية المنهارة التي عانى منها الشباب السوري نتيجة افتقاده للوظائف وفرص العمل، لافتاً إلى أن رئيس النظام وزوجته على اطلاع كامل بما يعاني منه السوريون ولكنهما لم يبديا أي استعداد لتغيير ذلك الواقع، وهذا كان من بين الأسباب التي دفعت إلى اندلاع الثورة، بحسب تابلر.

وتناول في جانب مهم من حديثه، التحولات التي مرّت بها أسماء الأسد منذ مجيئها إلى سوريا وزواجها من رئيس النظام، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الثورة وهيمنتها شبه الكاملة على كبرى المؤسسات الاقتصادية في البلاد وخاصة بعد إزاحة رامي مخلوف عن الساحة.

وركّز في حديثه عن حقبة ما بعد الثورة على سلوك بشار الأسد الوحشي والدموي، واستغلاله أبناء طائفته وزجّهم في حرب السوريين، وإثارة النعرة الطائفية داخلهم، بالإضافة إلى الفوضى التي خلقها في البلاد والتي من بينها دوره في تكريس ودعم الجماعات المسلحة المتشددة والتنظيمات (الإرهابية) أيضاً في سوريا.

تفاصيل كثيرة أخرى تطرق إليها صاحب كتاب "في عرين الأسد"، وسيتابع الحديث عنها ضمن لقاء الجزء الثاني من الحلقة الأسبوع المقبل.