نتيجة زيادة ساعات تقنين الكهرباء وعقب التعتيم العام الذي شهدته سوريا أخيراً، اتجهت بعض الأسر التي لديها مال كاف، إلى شراء البرادات أو الفريزات بنظام "الإنفيرتر" التي يمكنها أن تعمل على أجهزة تحويل الطاقة من البطارية إلى تيار 220 فولت، وذلك للحفاظ على المؤونة والطعام من التلف تلافياً للخسائر التي طالت جميع السوريين خلال الأيام الماضية.
والإنفيرتر Inverter جهاز إلكتروني مهمته تحويل التيار الكهربائي من تيار مستمر القادم من الألواح الشمسية أو من البطاريات الكهربائية إلى تيار متردد بقيمة جهد 220 فولتاً وبتردد 50Hz أو 60Hz لتشغيل أجهزة كهربائية، وله مسميات أخرى مثل: العاكس أو محول التيار.
ووصل سعر البراد 17 قدم "الحافظ" إلى 2.7 مليون ليرة (675 دولار أميركي)، في حين وصل سعر الفريزة الصغيرة 4 دروج إلى 1.6 مليون ليرة (400 دولار أميركي) والكبيرة الأفقية إلى 2.5 مليون، والبراد المكتبي الصغير إلى 1.5 مليون، وجميعها تعمل بنظام "الإنفيرتر" وموفّرة للطاقة الكهربائية، حيث يضمن هذا النظام خفض استهلاك الطاقة عند إقلاع وعمل الأجهزة الكهربائية، ما يساعد أيضاً بخفض فواتير الكهرباء التي ارتفعت أخيراً.
وتعتبر شركة "الحافظ" من أغلى الشركات التي تبيع منتجات محلية التصنيع، حيث تنخفض الأسعار لنحو النصف في شركات أخرى مثل "النسر الذهبي" وبالمواصفات نفسها.
وأكد المسؤول عن المبيعات ضمن إحدى صالات "الحافظ" بدمشق، أن الطلب ازداد أخيراً على الفريزة الصغيرة التي تعمل بنظام "الإنفيرتر" إثر تردي الوضع الكهربائي، حيث وجدت بعض الأسر فيها حلاً للحفاظ على المواد الغذائية والمؤونة ضمنها كونها تحفظ ما بداخلها حتى 24 ساعة من دون كهرباء، وتشغيلها على البطارية من خلال الإنفيرتر لساعتين باليوم قد يكون كافياً بالإضافة إلى ساعتين إلى 3 من الكهرباء الحكومية.
وتتجه صالات بيع الأدوات الكهربائية بشكل عام وفق مسؤول المبيعات، إلى عرض الأدوات التي تعمل على الإنفيرتر سواء للمكيفات أو البرادات وحتى الغسالات، وذلك بما يتناسب مع الوضع الكهربائي السيئ في سوريا.
تعديل الأجهزة المنزلية وأسعار البطاريات في سوريا
وأكد عمران وهو صاحب محل صيانة برادات، أن الطلب ازداد أخيراً إلى الاستعاضة عن محركات البردات القديمة بمحركات إنفيرتر، مشيراً إلى أن كلفة عملية الاستعاضة قد تتراوح ما بين 500 ألف ليرة و 800 ألف ليرة بحسب نوع البراد وحجمه ونوع المحرك المطلوب تركيبه من ناحية الجودة.
وشرح عمران الفرق بين نظام "الإنفيرتر" والنظام العادي سواء للثلاجات أو المكيفات وغيرها من معدات كهربائية، بأن المحركات تعمل عند الإقلاع بأمبير منخفض ويبقى استهلاكها منخفضاً بمعدل 1 – 2 أمبير بالساعة، ولذلك يمكن للبطارية 100 أمبير تشغيله بوجود إنفيرتر يحول منها الطاقة من 12 فولت إلى 220، في حين أن المحركات العادية لديها نظام إقلاع يتطلب سحب الكثير من الكهرباء ثم يستقر الاستهلاك، وعملية الإقلاع هذه تحتاج إلى الكثير من الطاقة لا تستطيع لا البطاريات ولا الإنفيرترات تخديمها إلا إن كانت باستطاعات كبيرة مثل تلك التي يتم تركيبها مع أنظمة الطاقة الشمسية.
ونتيجة سوء الوضع الاقتصادي، قد يتجه بعضهم لشراء براد صغير أو فريزة صغيرة مستعملة وتركيب محرك إنفيرتر عليها، وتراوحت أسعار البرادات والفريزرات المكتبية بين 500 ألف ليرة و1 مليون ليرة.
لكن، رغم أن هذا الأمر قد يعد حلاً لتشغيل البراد فإن البطارية قد لا تسطيع تخديم الاستهلاك أكثر من ساعتين إلى 3 في الشحنة الكاملة للبطارية 100 أمبير كونها تقوم بتخديم الإنارة والراوتر والمراوح وقد يتقلص عمر البطارية إلى النصف بهذه العملية، ما يتطلب أحياناً إما تشغيله ساعة واحدة خلال كل فترة انقطاع للتيار والإبقاء لاحقاً على الاستهلاك في الإنارة فقط، أو زيادة حجم البطارية إلى 200 أمبير.
ويتراوح سعر البطارية 100 أمبير الإنبوبية بين 700 – 900 ألف ليرة بحسب النوع، والـ200 أمبير بين 1.2 مليون و1.5 مليون ليرة، في حين يبلغ متوسط سعر الإنفيرتر نحو مليون ليرة.
منظومة الطاقة الشمسية للمنزل بـ 7 ملايين ليرة سورية
وبالتوازي، ازداد الطلب على تركيب منظومات الطاقة الشمسية، لكن التوجه أيضاً كان نحو أرخص الحلول، بتركيب لوح واحد باستطاعة كافية لشحن بطارية 100 أمبير خلال فترة النهار، مع إنفيرتر يتم استخدامه لتشغيل البراد والإنارة، وتصل كلفة تركيب هذه المنظومة إلى نحو 3 ملايين ليرة في أقل تقدير، ويرتفع السعر تبعاً للجودة المستخدمة في الألواح والبطاريات والإنفيرتر إضافة إلى استطاعتهم.
وتبدأ كلفة تركيب منظومة طاقة شمسية لتشغيل البراد عبرها أو المكيف مع الإنارة، من 7 ملايين ليرة سورية وترتفع بارتفاع الجودة والاستطاعة.
ورغم تصريحات المسؤولين حول عودة استقرار الوضع الكهربائي خلال ساعات فقط عقب خروج محطات التحويل عن الخدمة يوم الجمعة، فإن التقنين لا يزال في أقصى حدوده عند 20 ساعة في اليوم بدمشق، بوقت يعاني فيه السوريون من شح في كل أنواع المحروقات التي من المفترض أن تشهد انفراجاً منذ يوم الأربعاء الماضي بحسب تصريحات حكومية بالتزامن مع وصول ناقلتين للنفط، إلا أن الوضع لم يتحسن حتى تاريخ اللحظة ولا تزال المعاناة قائمة.
وانعكست معاناة تأمين المحروقات على الصناعيين والحرفيين والتجار كما المواطنين في منازلهم، كونهم باتوا غير قادرين على تشغيل المولدات لتأمين الكهرباء في وقت وصل فيه لتر البنزين أو المازوت في السوق السوداء حتى 7 آلاف ليرة للتر، وهذا عامل إضافي أيضاً ساهم في التوجه لتركيب منظومات الطاقة الشمسية وشراء البرادات والفريزرات التي تعمل على الإنفيرتر أو تغيير محركات ما لديهم.