icon
التغطية الحية

تقسيط "سفرة رمضان" وسط غياب العديد من السلع عن موائد السوريين

2022.04.01 | 06:46 دمشق

money-5.jpg
تعيش أسواق دمشق اليوم حالة من ارتفاع الأسعار المستمر مع قدوم شهر رمضان - AFP
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

"تخيل أخد قرض لحتى اشتري أكل"، بهذه العبارة علَّق مصطفى، 56 عاماً، وهو موظف حكومي على إعلان المؤسسة "السورية للتجارة" التابعة للنظام عن فتح قرض للعاملين من دون فائدة لشراء احتياجاتهم في شهر رمضان.

أعلنت "المؤسسة السورية للتجارة" الأسبوع الماضي عن فتح باب التقسيط للمواد الغذائية للعاملين في الجهات العامة بسقف 500 ألف ليرة سورية للعامل من دون فائدة، ولمدة 12 شهراً لتسديد الأقساط.

اشترطت المؤسسة للحصول على القرض تعبئة استمارة طلب التقسيط من الصالات التابعة لـ "السورية للتجارة"، وتوقيعها من المحاسب في مكان عمل الموظف، إضافةً إلى بيان براتبه وصورة عن هويته ومن ثم توقيع مدير فرع المؤسسة المسؤول.

ووفق برنامج الأغذية العالمي، فإن نحو 12.4 مليون شخص، أي ما يقرب 60 % من السوريين، يعانون من انعدام الأمن الغذائي ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية.

سفرة رمضان بالتقسيط

وقال مصطفى لموقع "تلفزيون سوريا" "أفضّل البقاء دون طعام على أن أخذ هذا القرض"، مشككاً في إمكانية إقدام أي من الموظفين على الشراء من خلاله.

وأوضح الرجل الخمسيني في حديثه أن "روتين الحصول على القرض يجعلك تلغي الفكرة"، متسائلاً ماذا تفعل 500 ألف إذا كان سعر  كيلو البندورة 4500 ليرة، والبامية 30 ألفاً.

وأوضح مصطفى أن مصاريف عائلته، المكونة من 7 أفراد، في الشهر الواحد تقترب من مليون ليرة، وستزداد حتماً في شهر رمضان.

وأثار قرار فتح باب تقسيط احتياجات رمضان للموظفين فقط سخرية العديد من سكان دمشق.

خالد، وهو أب لأسرة مكونة من 6 أفراد ويعمل في قطاع خاص، قال لموقع "تلفزيون سوريا: إن "500 ألف ليرة لا تكفي لعشرة أيام في ظل ارتفاع الأسعار الحالي، وكان الأجدى بالنظام أن يعطي موظفيه منحة مالية وليس قرضاً".

وتعيش أسواق دمشق اليوم حالة من ارتفاع الأسعار المستمر مع قدوم شهر رمضان، بينما فقد الكثير من السوريين قدرتهم الشرائية، وأصبحوا غير قادرين على تأمين مستلزمات رمضان.

غياب سلع رمضانية رئيسية

تقول خديجة، وهي أم لعائلة مكونة من ستة أفراد، إنه "في رمضان نحتاج يومياً ما يقارب الكيلو من التمر، وغيره من باقي السلع كالتمر الهندي والجلاب، وهذه وحدها من دون بقية السلع الضرورية تحتاج إلى ميزانية، إذ يبلغ سعر الكيلو من التمر الجيد نحو 20 ألف ليرة".

وتضيف "أنا لست موظفة، وليس لدي قرض حكومي، وأعمل بمهنة الخياطة التي تضررت كثيراً بفعل انقطاع الكهرباء المستمر، لذلك يبدو أننا سوف نتخلى حتى عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان وهي أكل ثلاثة حبات من التمر قبل الإفطار".

ومع قدوم شهر رمضان، ارتفعت أسعار التمور في أسواق العاصمة دمشق بنسبة تصل إلى 50 % مقارنةً بالعام الماضي.

أما حنان، وهي سيدة خمسينية، فما يقلقها هو غياب مادة الطحين عن الأسواق، متساءلة "كيف سنصنع المعجنات في رمضان، وكيف سنعمل حلويات رمضان التي كنا نصنعها فيما سبق؟".

وتضيف بحسرة إن "رمضان هذا العام سيكون "دايت" من دون سمنة ولا زيت"، مشيرة إلى أن "إفطار عائلتها سيكون بما يمكن شراؤه من السلع ولو بالحد الأدنى، أما اللحوم فقد نسيناها منذ أشهر طويلة، فسعرها لا يتوافق مع دخلنا".

ويأتي شهر رمضان هذا العام على السوريين في ظل وضع اقتصادي ومعيشي متردٍ، جعل الكثير منهم يتخلى عن تحضيرات وما اعتادوا عليه، وعن العديد من الأجواء المتبعة خلال الشهر الكريم.