أصدرت منظمة "هالو ترست" (The HALO Trust)، المتخصصة بإزالة الألغام ومخلفات الحروب، تقريراً يحذر من خطر نفايات الأسلحة في سوريا.
وقالت المنظمة، إن انفجار نفايات الأسلحة يهدد المجتمعات في شمال غربي سوريا، وفق ما ورد في تقريرها، المنشور يوم أمس الجمعة.
وأشار التقرير إلى الضرر الذي خلفه انفجار مخزن للأسلحة في منطقة بابسقا بريف إدلب، في الأول من حزيران الجاري، وهي منطقة تمتلئ بمخيمات النزوح.
وبحسب التقرير، فإن المستودع كان يحتوي على كمية غير معروفة من الأسلحة، مثل صواريخ غراد وقذائف المدفعية، التي أدت إلى عدة انفجارات متلاحقة.
انتشار الشظايا على مساحات واسعة
وخلفت انفجارات المصنع كمية كبيرة من الشظايا التي تطايرت عبر مناطق واسعة، وصلت حتى بلدات مثل سرمدا وقاح، مشكلة خطراً على حياة الناس، وفق التقرير.
وأصيب العديد من النازحين من جراء الانفجار، وتم إخلاء ما لا يقل عن 14 مخيماً، إثر تعرضهم لأضرار شديدة، بحسب المنظمة.
واعتبرت المنظمة، أن وجود مخزن ذخيرة عسكرية في منطقة مكتظة بالسكان مصدر خطر كبير، وقد هددت الشظايا بالفعل حياة وسلامة مئات الأشخاص، وهو ما أثار الحاجة إلى ضرورة مسح المنطقة للتخلص من الذخائر المتفجرة.
وكانت منظمة "هالو ترست" قد شرعت بمسح منطقة بابسقا إثر الانفجار بـ72 ساعة، لتقييم الأضرار، وتحديد المخاطر المحتملة من المواد غير المنفجرة، التي قد يتعرض لها سكان المدينة والنازحون في المخيمات.
وقدرت المنظمة الأعداد التي سوف تضطر إلى النزوح بسبب انفجار بابسقا، بنحو 35 ألف نسمة، معظمهم من الأطفال والنساء.
وطالبت المنظمة بإجراء مسح عاجل وفوري لتنظيف وإزالة الذخائر المتفجرة في شمال غربي سوريا، سواء نجمت هذه الذخائر عن مخلفات الصراع الدائر منذ أكثر من عقد، أو نجمت عن حوادث انفجار كالذي شهدته بابسقا، كونها تشكل ضرراً كبيراً على المنطقة.
وكان مكتب "برنامج الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا) قد ذكر في وقت سابق من هذا الشهر، أن نصف سكان سوريا معرضون لخطر المتفجرات؛ مشيراً إلى أن نحو 300 ألف من مختلف الذخائر المتفجرة ما تزال كامنة ولم تنفجر بعد.
أضرار انفجار بابسقا
وكانت مصادر محلية قد قالت لموقع تلفزيون سوريا، في بداية الشهر الجاري، إن انفجارات كبيرة وقعت في مقر لمدفعية "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة للجيش الوطني السوري في منطقة بابسقا، وأدت إلى نشوب حرائق واسعة.
وأسفر الانفجار عن تضرر أكثر من 17 مخيماً نتيجة تساقط الشظايا، مسببة احتراق أكثر من 19 خيمة ومسكنا مؤقتا وسقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين، بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا".
وبحسب الفريق، نجم عن الانفجار حركة نزوح للمدنيين من عدة مخيمات قدرت بنحو 3500 مدني معظمهم من النساء والأطفال انتشروا على العديد من الطرقات خوفاً من تساقط الشظايا، وطالت الأضرار 21 مخيم في بابسقا، و7 مخيمات في المناطق المجاورة لها، فضلاً عن سقوط قتيلين وجريحين.