البث المباشر
أصدر الاتحاد الأوروبي تقريراً يتهم، الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس"، بالتستر على إعادة "المهاجرين" قسراً وبشكل غير قانوني من اليونان إلى تركيا، معتبراً ذلك انتهاكاً لحقوقهم الأساسية.
ووجد التقرير الصادر عن هيئة مراقبة مكافحة الاحتيال التابعة للاتحاد الأوروبي، أن كبار المديرين في "فرونتكس" تورطوا في التستر على حوادث الإعادة القسرية للمهاجرين، وفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس"، الخميس.
ونُشر التقرير المكون من 120 صفحة، من قبل "بوابة حرية المعلومات" (FragDenStaat)، ومقرها ألمانيا، بالتعاون مع مجلة "دير شبيغل"، ومؤسسة "لايتهاوس ريبورتس" المتخصصة بإجراء التحقيقات الصحفية.
شاركوا معلومات متحيزة وتستروا على انتهاكات
وارتكب كبار المديرين في "فرونتكس" سوء سلوك جسيم ومخالفات أخرى، في التستر على حوادث الإعادة القسرية، وعدم التحقيق فيها أو التعامل معها بشكل صحيح، فضلاً عن مشاركة معلومات غير صحيحة أو متحيزة مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
ودقق المحققون الذين أعدوا التقرير في معلومات منشورة عبر وسائل الإعلام، وطلبوا وثائق من "فرونتكس" والمفوضية الأوروبية، وأجروا مقابلات مع 20 شاهداً قبل تأكيد الاتهامات الموجهة للجهات المعنية.
ولم ترد "فرونتكس" أو السلطات اليونانية حتى الآن على نتائج التقرير، لكنهما سبق أن نفيا ارتكاب أي مخالفات من هذا النوع في التعامل مع "المهاجرين".
"فرونتكس" تتجنب مشاهدة انتهاكات خفر السواحل اليوناني
وكشف التقرير، أن "فرونتكس" تجاهلت بلاغات عن انتهاكات مثل، رمي "المهاجرين" على متن أطواف نجاة في البحر، ومن غير وجهة محددة.
وبحسب التقرير، فإن مديري "فرونتكس" ربما كانوا قلقين من ردة فعل اليونان في حالة الإبلاغ عن هذه الحوادث، إلى درجة أن طائرة استطلاع تابعة لـ"فرونتكس" ابتعدت عن شاطئ على بحر إيجة، وردت منه عدة بلاغات، لتجنب مشاهدة انتهاكات من قبل السلطات اليونانية.
وأشار التقرير إلى حادثة سابقة، أبلغ عنها عضو في "فرونتكس" في 5 آب 2020، حين صدرت تعليمات من خفر السواحل اليوناني تأمر طائرة الاستطلاع بالابتعاد عن الشاطئ، بعد أن تم رصدهم وهم يدفعون قارباً ممتلئاً بـ"المهاجرين" إلى وسط البحر في الليل.
"انتهاك منهجي لحقوق الإنسان"
وبعد نشر التقرير، قالت كورنيليا إرنست، وهي عضو في البرلمان الأوروبي، إن "فرونتكس" متورطة بشكل منهجي بانتهاك حقوق الإنسان.
وكان فابريس ليجيري المدير التنفيذي لـ"فرونتكس"، قد استقال في وقت سابق من هذا العام، عقب عدة تقارير وتحقيقات صحفية اتهمت وكالته بالتورط في عمليات إعادة قسرية لـ"المهاجرين"، واللافت للنظر أن ليجيري حصل في كانون الثاني الماضي على جائزة من قبل الحكومة اليونانية لمساعدته في خفض أعداد "المهاجرين" الوافدين إلى اليونان.
والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل، المعروفة اختصاراً بـ"فرونتكس"، هي وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي، مكلفة بمراقبة الحدود في منطقة "شنغن" الأوروبية، بالتنسيق مع حرس الحدود والسواحل في الدول الأعضاء في "شنغن"، والبالغ عددهم 27 دولة.
وتُعتبر الإعادة القسرية للأشخاص الذين يدخلون المياه الإقليمية للاتحاد الأوروبي، من دون السماح لهم بالحصول على فرصة التقدم بطلب لجوء أو ما شابه، لتقييم أوضاعهم أولاً، انتهاكاً للقانون الدولي، وقوانين الاتحاد الأوروبي.
