كشف تقرير سري للمكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال عن علم وكالة "فرونتكس" التابعة للاتحاد الأوروبي بالانتهاكات التي كانت تطول طالبي اللجوء على على الحدود اليونانية التركية.
وأضاف التقرير الذي اطلعت عليه مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن "تحقيقات جديدة تكشف بأن الإدارة السابقة لوكالة مراقبة الحدود "فرونتكس" كانت على علم بعمليات الصد غير القانونية والتعامل بوحشية في بعض الأحيان بحق المهاجرين على الحدود اليونانية التركية".
كما كشفت المعلومات الجديدة أن "فرونتكس" خالفت القوانين الدولية واتفاقية جنيف التي تُلزم الدول الأوروبية بمنح طالبي اللجوء فرصة لدراسة ملفاتهم.
وجاء في التقرير الذي ترجمه موقع "مهاجر نيوز" أن وكالة "حرس الحدود الأوروبية" متهمة أيضاً من قبل المنظمات الإنسانية، بمشاركة خفر السواحل الليبي بارتكاب انتهاكات ضد المهاجرين في وسط البحر المتوسط، حيث جاء في تقرير المجلة الألمانية "بدلا من منع عمليات الترحيل، قام الرئيس السابق فابريس ليجيري ومعاونوه بالتستّر عليها. لقد كذبوا على البرلمان الأوروبي وأخفوا حقيقة أن الوكالة دعمت بعض عمليات الترحيل بأموال دافعي الضرائب الأوروبيين". وكانت استنتاجات المحققين قد تسببت في استقالة ليجيري في نهاية نيسان الماضي.
— Giorgos Christides (@g_christides) July 28, 2022
منع طائرات الاستطلاع من التحليق فوق بحر إيجه "كي لا تكون شاهدة"
ذكر التقرير السري أن التحقيق كشف عن قيام خفر السواحل اليوناني في الخامس من آب 2020 بسحب زورق مطّاطي في بحر إيجه وعلى متنه 30 مهاجرا باتجاه تركيا حيث صورت طائرة تابعة لـ"فرونتكس" المشهد، في أثناء قيامها بدورية في المكان، إلا أن الوكالة الأوروبية أوقفت تسيير دوريات للطائرات فوق بحر إيجه، بحجة الحاجة إليها في مكان آخر، إلا أن انسحاب طائرات الاستطلاع بحسب التقرير جاء "كي لا تكون شاهدة".
وكشف تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال أيضاً بأنّ ستة قوارب يونانية على الأقل، تساهم وكالة "فرونتكس" في تمويلها، كانت متورّطة في أكثر من 12 عملية إبعاد بين نيسان وكانون الأول 2020، الأمر الذي نفاه المدير السابق للوكالة.
الخارجية الألمانية تعترف بوجود خروقات غير قانونية بحق طالبي اللجوء
خلال زيارتها إلى مكاتب "فرونتكس" في أثينا قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك: "حتى إن لم يكن بإمكاني التحقق بالتفصيل من كل حالة، إلا أنه كانت هناك حالات إبعاد غير متوافقة مع القانون الأوروبي".
وأضافت أنه "جرى اتخاذ إجراءات فورية … تحدثنا عنها جميعا اليوم، كي يكون المزيد من مراقبي حقوق الإنسان في المكان".
من جهتها قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أنيتا هيبر، إنه تم اتخاذ "سلسلة إجراءات" لتسوية مسألة إدارة الوكالة، التي تترأسها منذ بداية تموز اللاتفية إيجا كالناجا.
وأضافت: "في ما يتعلق بالعمل مع السلطات اليونانية، هناك تقدّم على الأرض"، مشيرة أيضاً إلى "اقتراح قانون جديد يضمن نظام مراقبة قوي" لطريقة التعامل مع المهاجرين القادمين إلى اليونان.
اليونان تنفي قيامها بانتهاكات بحق طالبي اللجوء
يوم الخميس الماضي قال وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراشي إنه لم يقرأ سوى "ملخص" التقرير الصادر عن المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال، الذي "لا يلوم اليونان بشكل مباشر"، بحسب تعبيره. مؤكداً بالوقت ذاته: "لدينا الحق في حماية حدودنا".
"درون" تركية تكشف إجبار اليونان مهاجرين للعودة إلى تركيا
يوم 17 من الشهر الجاري أظهر مقطع مصور نشرته وزارة الدفاع التركية، زورقا تابعا للقوات اليونانية وهو يجبر قاربين يقلان طالبي لجوء على العودة إلى المياه الإقليمية التركية في بحر إيجة.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأناضول إن "طائرة بلا طيار تابعة للقوات البحرية التركية رصدت زورقا لقوات خفر السواحل اليونانية يحمل رقم "LS-930" في أثناء قيامه بإجبار قاربي نجاة يحملان مهاجرين على العودة إلى المياه الإقليمية التركية".
واتهم البيان الزورق اليوناني بانتهاك المياه الإقليمية التركية خلال عملية إرغام المهاجرين على العودة، مؤكداً أن العملية وقعت على مسافة 1.5 كم من الشواطئ التركية في بحر إيجة.
وأشار إلى أن قوات خفر السواحل التركية بُلّغت على الفور بالانتهاك اليوناني، وأنقذت طالبي اللجوء.
وفي شباط الماضي عثرت السلطات التركية على جثث 19 طالب لجوء قضوا من شدّة البرد بالقرب من الحدود اليونانية بعدما أجبرتهم الشرطة اليونانية على خلع ملابسهم والعودة إلى الأراضي التركية.
ويتّهم كثير من المنظمات غير الحكومية اليونان بسوء معاملة طالبي اللجوء في المخيّمات وبتنظيم عمليات ترحيل غير قانونية للاجئين.