icon
التغطية الحية

تقرير: خطر الجفاف يهدد المياه الجوفية شمال شرقي سوريا

2022.04.20 | 16:30 دمشق

f22003032.jpg
تمتد أزمة المياه في شمال شرقي سوريا إلى أبعاد متعددة كانحسار الأمطار وانخفاض منسوب نهر الفرات - إنترنت
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أظهر تقرير نشرته مبادرة "ريتش" الدولية (مقرها الرئيسي في جنيف) أن منسوب المياه الجوفية آخذ بالانخفاض إلى مستويات قياسية في شمال شرقي سوريا، وذلك بسبب السحب المفرط لري المحاصيل الزراعية، وانخفاض معدل هطول الأمطار هذا العام.

وقالت التقرير إن أزمة المياه في شمال شرقي سوريا تمتد إلى أبعاد متعددة كانحسار الأمطار، وانخفاض منسوب نهر الفرات، وضعف التغذية طويلة الأجل في مستويات المياه الجوفية، ما أدى إلى تدهور خطير في الوضع الإنساني.

وأضاف التقرير أن مستويات هطول الأمطار ظلت أقل بكثير من المستويات المتوسطة في الموسم الزراعي الحالي، ولذلك، حذر المرصد الأوروبي للجفاف في آذار 2022 من مخاطر متوسطة إلى عالية لتأثير الجفاف على الزراعة في سوريا.

وبدأ الجفاف في أواخر عام 2020 مع تأخر هطول الأمطار وانخفاض مستواها، وتفاقمت لاحقاً بسبب موجات الحر، والتوقف المبكر للأمطار في ربيع عام 2021. ثم بدأت مستويات المياه في نهر الفرات في الانخفاض بسرعة اعتباراً من أوائل عام 2021.

وأبلغت ريتش ومنظمات أخرى عن ذلك في فصلي الصيف والخريف من عام 2021، مشيرة إلى الانخفاض الحاد في الوصول إلى المياه النظيفة والكهرباء والتأثير على الزراعة.

وبالنظر إلى مدة الجفاف هذا العام، فمن المحتمل ألا يقتصر الأمر على التربة والمياه السطحية (الأنهار والبحيرات)، بل سيمتد الأثر إلى المياه الجوفية، وهذا يمثل مشكلة خاصة لأن سوريا شهدت عقوداً من الإفراط في استغلال المياه الجوفية، مما أدى إلى انخفاض حاد في مستويات المياه، وفقاً للتقرير.

ارتفاع منسوب مياه نهر الفرات

وفي سياق متصل، تحسن منسوب مياه نهر الفرات منذ بداية عام 2022، حيث ارتفعت مستويات المياه في بحيرة سد الفرات في آذار الماضي بنحو متر عن مستويات عام 2021، وعلى الرغم من ذلك ما تزال أقل بمقدار مترين مما كانت عليه في عام 2020.

ورغم تحسن منسوب مياه نهر الفرات، أكد التقرير أن وضع المياه في شمال شرقي سوريا سيئ مع تغير المناخ وتراجع معدل تدفق مياه نهر الفرات والذي يعد أكبر مصدر منفرد للمياه العذبة في سوريا فضلاً عن كونه مصدراً مهماً للكهرباء، ما يجعله على صلة وثيقة برفاهية الناس في شمال شرقي سوريا، بحسب التقرير.

وفي شباط الفائت، نشرت منظمة "باكس للسلام" الهولندية تقريراً موسعاً تحدثت فيه عن الآثار التي يسببها الجفاف وقلة الأمطار، بالإضافة إلى الصراع، على المجتمعات الريفية في شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أن "الضغوط المتزايدة على الموارد الطبيعية في سوريا تؤثر في سبل العيش".

وقال التقرير إن صيف عام 2021 شهد مستويات قياسية منخفضة من هطول الأمطار، وتراجعا حادا في تدفق المياه إلى نهر الفرات والأنهار الأخرى في شمال شرقي سوريا، مضيفاً أن "النتائج تحدد بوضوح مخاطر التشرذم بين أفقر المجتمعات، حيث يصبح الوصول إلى المياه أكثر صعوبة، وفشل الحصاد الزراعي يخلق مزيدا من المخاوف الاجتماعية والاقتصادية".