انتقد "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" استمرار الدعم الدولي لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعزز انتهاكاتها الخطيرة لحقوق الإنسان في شمال شرقي سوريا.
وفي بيان له، قال المرصد إن "قسد ما تزال تتلقى دعماً سياسياً وعسكرياً ومالياً سخياً من دول كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد، دون قيود تتعلق باحترامها لحقوق السكان في المناطق التي تسيطر عليها، خصوصاً وضع السجون التي تحتجز فيها الآلاف بظروف غير إنسانية، على خلفية ادعاءات لم يتم التثبت منها على نحو مستقل".
وأوضح البيان أن "قسد تحتجز منذ سنوات أكثر من 4 آلاف شخص، بينهم نحو 750 طفلاً، في ظروف إنسانية غاية في السوء، ودون محاكمة أو إجراءات قانونية سليمة، بزعم صلتهم، أو صلة آبائهم، بتنظيم الدولة"، مؤكداً على أن "آلاف المحتجزين يعيشون ظروفاً قاسية".
وأشار "المرصد الأورومتوسطي" إلى أن "الأطفال الذين تحتجزهم قسد على وجه التحديد، يواجهون ظروفاً مروعة، تهدد صحتهم الجسدية والعقلية بشكل خطير"، مضيفاً أنهم "بينما يقبعون في السجون في ظروف أشبه بالإخفاء القسري، فإنهم يُحرمون من الزيارات والرعاية الصحية وضوء النهار، فيما ترفض قسد الإفراج عن المصابين والمرضى منهم بدعاوى أمنية".
واشنطن تدعم "قسد" دون اعتبار لسجلها الحقوقي المشين
وعن الدعم الأميركي لـ "قسد"، قال البيان إن الولايات المتحدة "دعمت قسد بمئات ملايين الدولارات، وكميات كبيرة من الأسلحة ضمن إطار الحرب على تنظيم الدولة، كما تتعهد باستمرار الحفاظ على الشراكة معها دون اعتبار لسجلها الحقوقي المشين"، مشيراً إلى أنه "في موازنتها للعام 2023، خصصت وزارة الدفاع الأميركية 450 مليون دولار لبرنامج تدريب وتجهيز قوات الأمن العراقية، والبيشمركة الكردية، وقوات سوريا الديمقراطية".
وفي آذار الماضي، وثق "المرصد الأورومتوسطي" وفاة محتجزين اثنين خلال أقل من شهر واحد في سجون "قسد"، بسبب ما يُعتقد أنها "ممارسات تعذيب قاسية"، موضحاً أن حالات التعذيب داخل هذه السجون "ليست ممارسة معزولة أو سلوكاً فردياً، ولكنها على ما يبدو سياسة ممنهجة لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالمحتجزين، وترهيب الناشطين والمعارضين السياسيين".
أموال الدول الداعمة تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان
وقال مسؤول العمليات في المرصد، أنس جرجاوي، إنه "يجب أن تدرك الدول الداعمة لقسد أن الأموال التي تقدمها تساهم بشكل مباشر في تنفيذ انتهاكات مروّعة لحقوق الإنسان، وتُستخدم لتعزيز منظومة الاضطهاد التي تمارسها قسد في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا".
ودعا "المرصد الأورومتوسطي" الدول الداعمة لـ "قسد"، ولا سيما الولايات المتحدة، إلى "وقف دعمها غير المشروط للميليشيا المسلحة، والضغط عليها للإفراج فوراً عن مئات الأطفال المحتجزين لديها دون محاكمة أو أسباب قانونية وجيهة، وتحسين الوضع الإنساني في جميع مراكز الاحتجاز بما يضمن توفير الاحتياجات الأساسية للمحتجزين وفي مقدمتها الرعاية الطبية".
وحث المرصد جميع الدول على استعادة مواطنيها المحتجزين في سجون "قسد"، و"إخضاعهم لتقييم قانوني عادل لتحديد مصيرهم، وعدم تجاهل الأوضاع الصعبة وغير الإنسانية التي يعيشونها داخل السجون".