كشفت صحيفة "تليغراف" البريطانية عن حالة السجون التابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرقي سوريا التي تموّلها الحكومة البريطانية ويُطلق عليها اسم "الثقب الأسود".
ونشرت الصحيفة تقريراً استعرضت فيه أوضاع السجون التي قالت إن "قسد" تحتجز بداخلها مئات الأطفال في زنازين "لم يدخلها ضوء الشمس منذ 3 سنوات".
وقالت إن السجناء يعيشون في ظروف قاسية بين صيف سوريا الحر وشتائها القارس، مؤكدة أن بعض السجناء يعانون من جروح خطيرة لا يمكن علاجها داخل السجن.
وبحسب التقرير فإن "قسد" تحتجز 750 طفلاً، بعضهم في التاسعة من عمره، بينهم غربيون ومواطن بريطاني، من دون توجيه أي اتهامات لهم.
وأشار إلى وفاة فتى أسترالي مطلع هذا الشهر – لم يُكشف عن تفاصيل حول السبب – فيما اعتبر أن السجون التي تديرها "قسد" أصبحت "ثقباً أسود يبتلع عشرات الأطفال".
"قسد" تتكتم على مصير الأطفال المحتجزين لديها
وأضافت: "يعتقد أن الكثيرين قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة أو اختفوا دون أثر، منذ هجوم دام على سجن من قبل متشددي تنظيم الدولة في كانون الثاني"، مبيناً أن "قسد" تكتّمت على مصير الأطفال المحتجزين، ورفضت طلب المنظمات غير الحكومية لإجلائهم.
وذكّر التقرير أن "قسد" احتجزت نحو 10 آلاف رجل ضمن 12 سجناً في شمال شرق سوريا، في أعقاب المعركة الأخيرة ضدّ التنظيم المتشدّد عام 2019، بينهم 750 طفلاً تحت سن 18 عاماً احتجزوا إلى جانب بالغين، يطلقون عليهم لقب "أشبال الخلافة".
وشددت التليغراف على أن الصبية المحتجزين لم يحملوا سلاحًا قط، وبعضهم أخذوا من أمهاتهم في سن المراهقة "خشية من أن يتسببوا في إحداث اضطراب في معسكرات الاعتقال التي تحتجز فيها النساء".
وأشارت إلى أن خبراء الأمم المتحدة حذّروا الحكومة البريطانية من أن تمويل نظام سجون يحتجز فيه آلاف الأشخاص بشكل تعسفي إلى أجل غير مسمى، ودون توجيه تهم إليهم، قد ينتهك القانون الدولي.
بريطانيا تموّل توسعة سجون "قسد"
وكانت بريطانيا قد أعلنت في سابقاً أنها تموّل عمليات "تجديد وتوسيع" سجون تابعة لـ "قسد" في شمال شرقي سوريا "كجزء من جهود التحالف الدولي لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
وسبق أن أعلنت بريطانيا عن تمويلها توسعة كبيرة جداً لسجن الصناعة في الحسكة، الذي يضم أسرى مقاتلي تنظيم "الدولة"، وذلك لكونها "مزدحمة ومتداعية"، وبهدف السماح لـ "قسد" بسيطرة ومراقبة أفضل على المنشآت داخلياً.
وتحتجز "قوات سوريا الديمقراطية"، بدعمٍ مِن التحالف الدولي، الآلاف من عناصر "تنظيم الدولة" مِن مختلف الجنسيات داخل سجونها المنتشرة شمال شرقي سوريا، من الذين أٌسروا أو استسلموا خلال المعارك الأخيرة شرق دير الزور، فضلاً عن احتجازها عوائل عناصر التنظيم في بعض المخيمات.