ملخص:
- تقرير الوظائف الأميركي المخيب للآمال أدى إلى تفعيل "قاعدة ساهم".
- الاقتصاد الأميركي يدخل في ركود عندما يكون متوسط معدل البطالة لمدة ثلاثة أشهر أعلى بمقدار 0.5% من أدنى مستوى له في الأشهر الاثني عشر السابقة.
- الاحتياطي الفدرالي يقرر إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 20 عاماً، مع احتمال خفضها في أيلول/سبتمبر.
- المخاوف من الركود تزيد الضغوط على الاحتياطي الفدرالي لخفض أسعار الفائدة.
- الأسواق العالمية تشهد هبوطاً كبيراً في الأسهم والمعادن الثمينة والنفط والعملات الرقمية.
تشهد البورصات العالمية تراجعاً حاداً منذ الأسبوع الماضي، بعدما أدى تقرير الوظائف الأميركي المخيب للآمال إلى تفعيل "قاعدة ساهم"، وهو مؤشر موثوق عادة للركود الاقتصادي. بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ما هي "قاعدة ساهم"؟
أنشئت "قاعدة ساهم" على يد كلوديا ساهم، الخبيرة الاقتصادية السابقة في الاحتياطي الفدرالي الأميركي والبيت الأبيض. تنص هذه القاعدة على أن الاقتصاد الأميركي يدخل في حالة ركود عندما يكون متوسط معدل البطالة لمدة ثلاثة أشهر أعلى بمقدار 0,5% (50 نقطة أساس) أو أكثر من أدنى مستوى له في الأشهر الاثني عشر السابقة.
هذا المؤشر "التجريبي البحت" والذي يفتقر إلى "أساس نظري"، كما يذكّر رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في شركة "لومبارد أودييه آي إم" فلوريان إيلبو، بلغ 0,53% في تموز/يوليو 2024.
يوضح الخبير أنه منذ نشر تقرير البطالة الأميركية الجمعة والتي ارتفعت أكثر من المتوقع إلى 4,3%، وهو أعلى معدل للبطالة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2021، فإن الأسواق "تستنتج بوضوح أننا سنشهد ركوداً" وتغرق في المنطقة الحمراء.
لا ركود بحسب كلوديا ساهم
رغم هذه الأرقام، فإن كلوديا ساهم نفسها تشكك في انطباق مؤشرها هذه المرة، وقالت في مقابلة مع مجلة فورتشن الأميركية نشرت الجمعة "لا أعتقد أننا حاليا في حالة ركود". وأضافت "لا ينبغي لأحد أن يشعر بالذعر الآن، حتى لو بدا الأمر كذلك للبعض"، لأن هناك مؤشرات رئيسية للاقتصاد "لا تزال تبدو جيدة للغاية". وأشارت ساهم إلى أن دخل الأسر مستمر في النمو، في حين يظل الاستهلاك واستثمار الشركات مرنين. وتابعت "هذه المرة قد تكون مختلفة حقا".
لفتت مجموعة الأبحاث "كابيتال إيكونوميكس" إلى أن ارتفاع معدل البطالة كان حتى الآن مدفوعاً بزيادة القوى العاملة وليس انخفاض التوظيف. وقال نيل شيرينغ، كبير خبراء الاقتصاد في المجموعة، في مذكرة "هذا يمثل فرقا بالنسبة الى الدورات السابقة"، مضيفا أنه "من المرجح أن يكون إعصار بيريل قد ساهم في ضعف أرقام الرواتب في تموز/يوليو".
تأثير على أسعار الفائدة
زادت المخاوف من الركود الضغوط على الاحتياطي الفدرالي لخفض أسعار الفائدة أكثر من المتوقع، أو حتى قبل اجتماعه المقبل. وأدلى جيروم باول بتصريحاته قبل نشر أرقام البطالة. يرى فلوريان إيلبو أنه "من الواضح أن هذا أمر سيثير قلق الاحتياطي الفدرالي".
يضيف الخبير الاقتصادي "هل من الممكن أن يقوم الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل غير مبرمج؟ في الوقت الحالي، من غير المرجح أن يحدث ذلك".
ويتوقع بعض المحللين أن يخفض الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة بمقدار 0,5% في أيلول/سبتمبر، أي بمقدار أعلى من التوقعات السابقة (0,25%). يقدّر إيلبو أن الاحتياطي الفدرالي قد يقوم بمثل هذا الخفض "لإبطاء التراجع في الأسواق، إذا استمر بالفعل حتى ذلك الحين". وقال دويتشه بنك إن الأسواق باتت تتوقع خفضا إجماليا بمقدار نقطتين مئويتين على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، "وهو ما لم نشهده من قبل إلا في حالة الركود".
ويتوقع شيرينغ، الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس،أن يقر الاحتياطي الفدرالي خفضا بنسبة 0,25% في كل من اجتماعاته الثلاثة المتبقية هذا العام.
هبوط الأسهم في الأسواق العالمية
شهدت الأسواق العالمية أمس الإثنين هبوطاً كبيراً في الأسهم متأثرة بمخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي، حيث هبطت بورصات اليابان وأوروبا وشرق آسيا والخليج العربي، كما هبطت أسعار المعادن الثمينة والنفط والعملات الرقمية.
وبحسب وكالة بلومبرغ المختصة بالاقتصاد تجتاح الأسواق العالمية حالة من الخوف من إمكانية ركود الاقتصاد الأميركي، وكذلك بسبب المخاوف من اندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل. حيث سجلت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز ببورصة نيويورك هبوطا كبيرا بلغ 1200 نقطة في تداولات اليوم. كما شهدت البورصة اليابانية أكبر خسائر يومية لها منذ 1987 وسط تراجع كبير للبورصات الآسيوية. وتراجعت عملة البتكوين إلى أدنى مستوياتها في عدة أشهر بعد فقدانها أكثر من ثلث قيمتها منذ شهر آذار الماضي. وشهدت أسواق الخليج تراجعا كبيرا أيضا، كما شهد سعر الذهب هبوطا كبيرا اليوم بأكثر من 75 دولار للأونصة.