نشر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أمس الإثنين، تقريراً تعكس البيانات والأرقام الأخيرة فيه، الوضع الإنساني المتدهور في شمال غربي سوريا.
وبحسب التقرير فإنّ عدد النازحين السوريين داخلياً وصل إلى مستويات غير مسبوقة، مع استمرار الاحتياجات الإنسانية في الارتفاع، ما يشير إلى أنّ "الأزمة السوريّة" ما تزال تشكّل تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية.
وتُشير البيانات إلى أن هناك 3.55 ملايين نازح داخلياً في شمال غربي سوريا، منهم 2.4 مليون في شمالي حلب و1.15 مليون في منطقة إدلب، يعيش نحو 1.53 مليون نازح في 1,539 مخيماً وموقعاً غير رسمي.
ورصدت بيانات "أوتشا" تحركات نزوح وعودة خلال الربع الأول من العام الجاري 2024، حيث تم تسجيل 22.1 ألف حركة، مع استمرار منطقة إدلب وشمالي حلب في استقطاب أكبر عدد من هذه التحركات.
- الاحتياجات الإنسانية
مع وصول نسبة النساء والأطفال من بين المحتاجين في شمال غربي سوريا إلى 79%، يصبح من الضروري التركيز على تقديم الدعم لهذه الفئات الأكثر ضعفاً.
كذلك أشارت "أوتشا" إلى المحتاجين في منطقة رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة، والذي يبلغ إجمالي عددهم 175 ألفاً و945 شخصاً، ما يستدعي تكثيف الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية.
كذلك تُظهر البيانات أن هناك 4.8 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات غير غذائية، و3.6 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك 69% من العائلات السوريّة بحاجة إلى وسائل تدفئة، و81% بحاجة إلى بطانيات شتوية، ما يعكس التحديات التي يواجهها السكّان مع اقتراب فصل الشتاء.
الاستجابة الإنسانية عبر الحدود
منذ بداية العام 2024 وحتى 12 تموز الجاري، عبرت 407 شاحنات محمّلة بالمساعدات الإنسانية من تركيا إلى شمال غربي سوريا عبر نقاط العبور الحدودية.
وتشمل هذه المساعدات: الأغذية والأدوية والمستلزمات التعليمية وغيرها من الضروريات الأساسية، وقد أسهمت -وفق "أوتشا"- في تخفيف بعض من معاناة السكّان.
- الصندوق الإنساني عبر الحدود السورية (SCHF)
في العام الجاري 2024، بلغت قيمة الأنشطة الإنسانية الجارية التي يدعمها الصندوق الإنساني عبر الحدود السورية (SCHF)، 24.9 مليون دولار، مع إجمالي مساهمات مدفوعة تبلغ 11.7 مليون دولار.
وهذه الأرقام -وفق "أوتشا"- تُظهر التزام المجتمع الدولي بدعم الشعب السوري، لكنّ الاحتياجات المتزايدة تتطلب مزيدا من الجهود والتبرعات.