تداول ناشطون محليون في ريف حلب، اليوم الخميس، صورة تظهر ما قالوا إنه المعبر الذي حضّرت "هيئة تحرير الشام"، قبل أيام، لافتتاحه مع مناطق سيطرة قوات النظام قرب بلدة العيس جنوب غرب حلب.
وقال الناشطون، إن عناصر "تحرير الشام" يعملون الآن على تسوية الطرقات بالجرّافات تمهيداً لافتتاحه قريباً، رغم رفض أهالي ريفي حلب الغربي والجنوبي، واعتراض "فيلق الشام" التابع للجيش السوري الحر الذي يسيطر على نقاط في المنطقة.
وأشار الناشطون، أن قرار "تحرير الشام" فتح معبر في منطقة العيس، جاء لتعويض خسارتها بفقدان معبر مورك الذي سيطرت عليها "جبهة تحرير سوريا" (المشكّلة من اندماج حركتي "أحرار الشام" و"نور الدين الزنكي") شمال حماة، فصلاً عن رفض "الزنكي" فتح معبر الراشدين مع النظام غربي حلب.
وسبق أن اجتمعت الفعاليات المدنية ووجهاء منطقة العيس لتدارس فكرة إنشاء معبر مع النظام، وخلص الاجتماع على رفض فتح المعبر إلا بشروط أبرزها "ضمان عودة الأهالي لبيوتهم آمنين، وزراعة أراضيهم، وعدم تعرضهم للقنص والقصف من نقاط قوات النظام المحيطة".
واشترط المجتمعون أيضاً، الإفراج عن المعتقلين لدى قوات النظام من بلدة العيس، وتخصيص نسبة من موارد المعبر لـ أسر الضحايا والمعتقلين والجرحى، بهدف إعادة إعمار البلدة وتأمين الخدمات الأساسية للسكان"، مع التأكيد على رفض تواجد قوات النظام في بلدة الحاضر القريبة.
وبحسب ناشطين مقرّبين من "هيئة تحرير الشام" -، فإنه في حال افتتاح المعبر لن يكون هناك عودة للأهالي، ولا زراعة الأراضي واستثمارها، فضلاً عن عدم وجود ضمان بقصف المنطقة واستهدافها، كما أن موارد المعبر ستوزّعه "تحرير الشام" بين صندوق قاطع البادية، والصندق المركزي التابع لها فقط.
وتشكّل المعابر الحدودية - والداخلية منها - السبب الرئيسي لتصارع الفصائل في السيطرة عليها، أو إنشائها، لما تدره من أرباح كبيرة على الفصيل المُسيطر، من خلال الرسوم والإتاوات التي تُفرض على كل البضائع والسيارات المارة عبر المعبر، بينما تنعكس سلباً على المدنيين الذين لا يحصلون على أي خدمات من عائدات تلك المعابر.
يشار إلى أن رتلاً عسكريا للجيش التركي تمركز في منطقة "العيس"، مطلع شهر شباط الماضي، وأنشأ نقطة مراقبة فيها (تنفيذاً لاتفاق "تخفيف التصعيد" أبرز مخرجات محادثات "أستانة" التي ترعاها تركيا إلى جانب روسيا وإيران)، بعد تعرّض الرتل الذي رافقته "هيئة تحرير الشام"، لقصف مدفعي من قوات النظام المحيطة مرتين.
ورغم وجود نقطة مراقبة للجيش التركي في منطقة العيس (التي انسحبت "تحرير الشام" منها "نسبياً" نتيجة معاركها مع "تحرير سوريا"، وانتشر في مواقعها "فيلق الشام" الذي اعتزل القتال بين الفصيلين)، ما زالت تتعرض بشكل مستمر، لقصف مدفعي وصاروخي مصدره مواقع قوات النظام القريبة، ما يسفر عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.