icon
التغطية الحية

تعطل الإعمار وجمود سوق العقارات بدمشق.. أزمة تواجه العاملين بالأعمال الحرة

2024.06.27 | 09:16 دمشق

آخر تحديث: 27.06.2024 | 10:35 دمشق

دوما
حي في مدينة دوما بريف دمشق ـ رويترز
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

أثر تعطل حركة الإعمار والجمود في سوق العقارات بدمشق، سلباً على شريحة العاملين في قطاع الأعمال الحرة، مثل العاملين في البناء والطلاء والتمديدات الكهربائية والصحية وغيرها من مهن، حيث يعاني هؤلاء ضعف فرص العمل ما جعلهم يتبعون العديد من الطرق لكسب الزبون.

أجور العمالة في قطاع الأعمال الحرة حالياً، وبحسب العديد من المتعهدين الذين التقاهم موقع تلفزيون سوريا، تراوحت بين 150 – 200 ألف ليرة في اليوم الواحد للمعلم، وتنخفض إلى 50 – 75 ألف ليرة للشغيل الذي يُعتمد عليه، ثم تنخفض أكثر إلى 10 - 15 ألف ليرة للعمالة من الأطفال من دون أي خبرة.

مدخول غير ثابت

من المعروف أن هذه الشريحة من المهنيين، قد لا تعمل لأيام وأسابيع وقد يمتد ذلك لأشهر، وفي بعض الأحيان يمكنهم العمل بأكثر من ورشة في وقت واحد، لكن الأكيد بحسب المتعهدين، أن مدخول هؤلاء رغم أنه محدد تقريباً بالعرف لكنه ليس ثابتاً، أي إنه لا يمكن القول إن المعلم في مصلحة ما يحصل على يومية 200 ألف ليرة، فإن شهريته تتجاوز 5 ملايين ليرة، لأنه قد يجلس في المنزل أياماً وأسابيع دون عمل.

يشير المتعهدون إلى أن قلة الورش سواء من بناء أو إكساء أسهمت بسحق هذه الشريحة من المهنيين، حيث باتوا يخفّضون من أجرتهم اليومية في سبيل الحصول على فرصة العمل بالورشة بمنافسة واضحة.

ويقول أحد العاملين في مصلحة التمديدات الصحية لموقع تلفزيون سوريا (طلب عدم ذكر اسمه)، إنه ذهب إلى ورشة عرضها عليه أحد المتعهدين ليعرف كلفة الإنجاز، فطلب مليوني ليرة لفترة عمل قد لا تتجاوز 4 أيام، مشيراً إلى أنه طلب هذا الرقم متوقعاً من المتعهد أن يفاوضه للوصول إلى قيمة يتفق عليها الطرفان.

تفاجأ معلم التمديدات الصحية بعد أيام، بأن شخصاً آخر فاز بالورشة بقيمة 400 ألف ليرة فقط، وأشار إلى أن الرقم قليل جداً وقد لا يحصل المعلم في اليوم على أكثر من 100 ألف إلى 150 ألف ليرة لو استطاع الإنجاز بوقت قصير ولو عمل وحده دون أي عامل يساعده.

أساليب لضمان استمرار العمل

يقول معلم في التمديدات الكهربائية للموقع، إنه يحاول تقديم أرخص الأسعار على أصحاب الورش في سبيل الاستمرار بالعمل دون توقف من مبدأ "ساقية ماشية ولا نهر مقطوع"، ويتابع "أعمل أحياناً في ورش وحدي دون عمال كي أختصر من التكاليف، وأصطحب معي زوادة من المنزل كي لا أنفق على الطعام، ومع ذلك يكون المردود بالكاد يكفي ثمن وجبة غداء للمنزل".

اليوم، ورغم وجود عرف متفق عليه في كل مصلحة حول مبلغ اليومية في هذا المهنة دون الأخرى (تختلف الأجرة من مهنة لمهنة)، يبقى الرائج حالياً مبدأ "المشايلة"، وهو مبدأ بات منتشراً كثيراً يعتمد على تقدير الجهد والزمن وحجم المنافسة في الورشة وليس أساليب التقييم الموجودة في الأعراف، فعلى سبيل المثال، كان العامل في تمديدات الكهرباء يأخذ مبلغاً محدداً على ما يسمى النقطة في عرفهم وهو كل مكان فيه برايز أو كبسات، وكان البلاط والدهان ومعلم الديكورات، يأخذون أجورهم بحسب المتر.

معلم متعدد المواهب

المنافسة بين أصحاب المهن وصلت لأبعد من تخفيض الأجور في سبيل استمرارهم بالعمل دون انقطاع، حيث بات بعضهم يعمل في أكثر من مصلحة في آن واحد للحصول على عمل مستمر، "إذ يمكن أن ترى اليوم معلماً متعدد المواهب يعمل في الكهرباء والصحية والطلاء والديكورات في وقت واحد، وبصراحة هذا النوع من المعلمين يستهوي شريحة واسعة من المتعهدين الذين يريدون خفض التكاليف عليهم وخاصة في الورش بالمناطق الشعبية والعشوائيات"، وفقاً لأحد المتعهدين.

ويضيف لموقع تلفزيون سوريا "باتت الورش أشبه بالمناقصات، والخبرة باتت في المرتبة الثانية من ناحية ترتيب ميزات اختيار المعلم لورشة ما، فاليوم نبحث عن الأرخص والأسرع والأكثر راحة في التعامل"، مشيراً إلى أن "المتعهدين أحياناً باتوا يستغلون معلمي المصالح نتيجة هذا التنافس الشرس، فقد تكون المعاملة فوقية أو يتأخرون في دفع المستحقات، أو يشترطون لاحقاً إنجاز أعمال غير متفق عليها في البداية للحصول على المبلغ المتفق عليه كاملاً في النهاية".