مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل مفاجئ وزيادة ساعات التقنين، اتجه سكّان العاصمة دمشق إلى البحث عن ملاذات يتنعّمون فيها ببعض الكهرباء والهواء المنعش، لكنهم صُدموا بارتفاع أسعار المنتزهات الشعبية إلى حد بات الجلوس فيها لعدة ساعات قد يكلف أجرة أسبوع عمل على الأقل من راتب موظف حكومي، والذي بلغ متوسط راتبه بعد الزيادة الأخيرة 350 ألف ليرة.
تفاوتت أجور الكراسي من متنزّه إلى آخر في دمشق، ولعل أقرب أماكن التنزه في العاصمة هي الربوة، والتي بدأ سعر الجلوس على كرسي في منتزهاتها من 8 آلاف ليرة سوريّة إلى 10 آلاف ليرة، وتراوحت أجور فتح الطاولة (مياه ومحارم مع خدمة) بين 15و20 ألف ليرة، مع وجود بعض المنتزهات بخدمة متدنية ودون إطلالة على الطبيعة، تقدّم الكراسي بأجرة 5 آلاف ليرة فقط.
في بعض المتنزّهات بالربوة، بحسب عائلة زارتها خلال عطلة الأسبوع الفائت، فقد تضمنت الفاتورة بعض التفاصيل المأجورة مثل تسخين إبريق المتة، أو تشغيل الفحم، علماً أن المتنزّه يقتطع أجرة فتح الطاولة بنحو 15 ألف ليرة، لكنّه تبيّن أن معظم الخدمات غير متضمنة.
وأشارت عائلات زارت متنزهات الربوة، إلى أنّ أسعار الطعام والشراب فيها مرتفعة جداً وقد تقارب أسعار المطاعم، وحتى ألعاب الأطفال تراوحت بين 4 و5 آلاف ليرة للعبة، ما يعني إنفاق عشرات آلاف الليرات في حال لدى العائلة 3-4 أطفال، أراد الواحد منهم أن يلعب لعبتين على الأقل.
"متنزّهات جرمانا.. الأرخص"
بعيداً عن دمشق والربوة، ذاع صيت متنزّهات جرمانا في ريف دمشق مؤخراً، وصارت مقصداً لسكان العاصمة الذين يريدون الابتعاد عن زحمة المدينة، "فعلى الرغم من أن الربوة مكان ذو طبيعة جميلة إلاّ أن الضوضاء هناك لا تطاق وأصوات السيارات مزعجة، ولا يشعر المرء بأي من راحة البال التي يبحث عنها شخص يريد الاستجمام، لكنها ربما مقصد لمن لا يمتلكون سيارة يمكن الابتعاد بها خارج العاصمة"، بحسب "أبو ساري" من سكان مساكن برزة بدمشق.
ويضيف "أبو ساري" وهو رب أسرة من 5 أشخاص، إنه توجه، هذا العام، إلى متنزه على أطراف جرمانا بقرب طريق المطار، بناء على توصية بعض من أقربائه، ولاحظ الفرق الكبير من ناحية الخدمة والهدوء والأسعار حتى، مشيراً إلى أن ألعاب الأطفال كانت مجانية، والكرسي بـ6 آلاف ليرة، بينما لا توجد أجرة فتح طاولة كما هو الحال في الربوة.
يضاف إلى كل طاولة أجرة خدمة في متنزهات جرمانا تبعاً للخدمة التي يطلبها الشخص، وبإمكانه عدم طلب أي خدمة تذكر إذا كان يصطحب معه الغاز والفحم والنراجيل (الأراكيل) وما إلى ذلك.
وفي جولة لـ موقع تلفزيون سوريا على متنزهات جرمانا، تراوحت أجرة الكرسي بين 6 و8 آلاف ليرة، وأجرة الخدمة مع فتح الطاولة تراوحت بين 10 و15 ألف، وألعاب الأطفال بعضها مجاني في بعض المنتزهات، وبعضها مأجور بما لا يتجاوز الـ3 آلاف ليرة للعبة.
"متنزّهات طريق المطار.. الأغلى"
على طريق المطار المعروف بهوائه الطلق وقربه من غوطة دمشق الشرقية، عادت تقريباً جميع المتنّزهات للعمل باكراً هذا العام، وهي في الغالب مقصد للذين يملكون سيارات كونها بعيدة عن العاصمة، لكن الأسعار هناك كانت أغلى من الربوة وجرمانا.
بدأت إيجارات الكراسي في متنزهات طريق المطار بحسب جولة الموقع من 10 إلى 15 ألف ليرة، وأجرة كرسي الطفل كما هي أجرة كرسي الكبير، وتختلف أجرة الكرسي بحسب مكانه حيث ترتفع أجرته إلى 15 ألف ليرة عند حجزع قرب بحرة أو شلال، كما يشار إلى أن أسعار المواد الغذائية والمشروبات هناك مرتفعة جداً.
وتعتبر أسعار كراسي المتنزّهات هذا العام مرتفعة بنحو 100% عن العام الفائت، حيث كان أقصاها 5 آلاف ليرة سورية وأقلّها 3500 ليرة، وفي العام الفائت، اتجه معظم سكان العاصمة للتنزه في الحدائق العامة ومنصفات ودوارات الشوارع والساحات هرباً من الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أجرة دخول المتنزهات الشعبية.
في هذا العام، ولو أخذنا وسطي سعر الكرسي 8 آلاف ليرة، ووسطي فتح الطاولة أو خدمتها 10 آلاف ليرة، ستكون كلفة جلوس عائلة من 5 أشخاص 50 ألف ليرة، في حال لم يطلبوا أي شي، ودون إضافة تكاليف المواصلات أو ثمن الموالح والتسالي والشاي والقهوة وبعض من الفواكه والفحم والمعسل.