تطورات طاولة المعارضة السداسية في تركيا

2023.01.25 | 06:24 دمشق

تطورات طاولة المعارضة السداسية في تركيا
+A
حجم الخط
-A

يبدو أننا نتجه تدريجيا لرؤية توجه الناخبين الأتراك إلى صناديق الاقتراع في 14 مايو 2023 حسب التصريحات التي أدلى بها الرئيس أردوغان وتنتظر الإقرار رسميا في شهر مارس أي قبل 60 يوما من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستعقد في نفس اليوم.

بينما يعرف الجميع أن أردوغان هو مرشح تحالف الجمهور منذ مدة طويلة، فإن مرشح الطاولة السداسية التي تضم 6 أحزاب معارضة لم تتفق حتى الآن على مرشح واحد، ولم يظهر بعد هل سيقدم كل حزب مرشحه أم سيتقدم مرشح مشترك لكل الأحزاب أو لبعضها.

يبرز الآن مرشحان على مستوى المعارضة الأول أكرم إمام أوغلو (عضو حزب الشعب الجمهوري ورئيسة بلدية إسطنبول عنه) الذي تدعمه ميرال أكشينار رئيسة الحزب الجيد (الحزب المعارض الثاني).  والذي يمكن القول إنه بدأ حملته الانتخابية فعليا بجولاته في مناطق الأناضول بينما هو حتى الآن رئيس لبلدية إسطنبول فقط.

ويبدو أن هناك خلافا وانقساما داخل مؤيدي بل وكوادر حزب الشعب الجمهوري بين إمام أوغلو وكليجدار أوغلو

والمرشح الثاني هو كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري (الحزب المعارض الأول). وبهذا يمكننا أن نرى المعضلة وهي شخصان مرشحان من نفس الحزب، ويعتقد أن أكرم إمام أوغلو يحظى بتأييد وقبول خارجي أكثر لفكرة أنه قد يكون أقوى في منافسة أردوغان. ويبدو أن هناك خلافا وانقساما داخل مؤيدي بل وكوادر حزب الشعب الجمهوري بين إمام أوغلو وكليجدار أوغلو حتى إن هناك تشويشا بين من يريد إمام أوغلو مرشحا للرئاسة أو رئيسا للحزب بعد كليجدار أوغلو وهذه قصة تنافس أخرى داخل الحزب المعارض الأكبر نفسه.

من جهة أخرى تبدو الأحزاب الصغيرة مثل حزب المستقبل والسعادة والديمقراطي ودفا أقرب إلى تأييد داود أوغلو. ومشكلة هذه الأحزاب أن لديها مطالب أكبر من حجمها. ولذلك هناك رأي وازن داخل الطاولة السداسية يقول فلنتفق على الخطوط العامة أما التفاصيل و"توزيع الغنائم" أي تقسيم الوزارات والمناصب وغيرها فتكون بعد أن يظهر حجم كل حزب في الانتخابات.

هناك حزب سابع لا يجلس على الطاولة لكن يعتقد أنه في حالة تفاوض جارية مع الطاولة السداسية وقد أعلن الحزب قبل أيام فيما يعتقد أنه مناورة أنه سيقوم بإعلان مرشح خاص به، ويبدو أن هذه رسالة منه إذا لم يتم الدفاع عن مطالبنا من قبلكم فنحن يمكن أن نعلن مرشحا وهذا يضر المعارضة.

هناك أحزاب صغيرة أخرى معارضة خارج هذه المعادلة ومنها حزب الرفاه الجديد وحزب الظفر العنصري وهي أحزاب سحبت من أصوات الأحزاب الكبيرة فعلى سبيل المثال تأتي أصوات حزب الرفاه الجديد من ناخبي حزب العدالة الذين يدورون في فلك الميللي غوروش وحزب السعادة، وتأتي أصوات حزب الظفر على حساب الحزب الجيد.

إذا ترشح كمال كليجدار أوغلو وإمام أوغلو في نفس الوقت على أمل أن يتم دعم الأقوى في الجولة الثانية فإن هذا يعني استقالة إمام أوغلو من البلدية ومن حزبه وخلق حالة تنافس لأسابيع سيكون من الصعب جسرها في أسبوعين لو تم التوجه لجولة ثانية.

وهذا المسار سيقدم خدمة للمنافس على الطرف الآخر الرئيس أردوغان الذي يبدو مطمئنا من فوزه أمام هذا المشهد للمعارضة.

هناك تباين حول موقع نائب الرئيس وهل سيكون نائب الرئيس بمنزلة رئيس وزراء من دون إعلان ذلك، ومن سيكون هذا الشخص هل هو من الحزب المعارض الأول أم من الحزب المعارض الثاني؟

على مدار أكثر من عام لم تستطع الطاولة السداسية الاتفاق على برنامج أو على مرشح مع أن هناك رأيا مفاده أن تأخير إعلان المرشح هو خطة مقصودة حتى لا يتم حرقه والتشهير به عبر إعلام وأدوات حزب العدالة والتنمية، ولكن الآن نحن على بعد نحو 100 يوم من الانتخابات وكلما تأخرت المعارضة فإنها تحرم نفسها من حملة انتخابية قوية.

من جهة أخرى هناك تباين حول موقع نائب الرئيس وهل سيكون نائب الرئيس بمنزلة رئيس وزراء من دون إعلان ذلك، ومن سيكون هذا الشخص هل هو من الحزب المعارض الأول أم من الحزب المعارض الثاني؟

إن وجود فكرة 6 أحزاب تتشاكس حول قرار رئيس جمهورية يجعل فكرة الاستقرار مع هذا الخيار مهددة، وهو الأمر الذي أراح به بعض أحزاب الطاولة السداسية أردوغان من قوله، حيث قام داود أوغلو وقبله رئيس حزب السعادة بالحديث عن أن مرشحهم للرئاسة لن يستطيع أن يوقع أي قرار ما لم تتم الموافقة عليه من قادة الأحزاب وهو الأمر الذي لاقى ردة فعل سلبية لدى الرأي العام التركي.