البث المباشر
يضطر فهد عامر، وهو مدرس في العقد الرابع من العمر لقطع مسافة 10 كم يومياً من منزله في منطقة المزة إلى مركز تصحيح أوراق امتحانات الشهادة الثانوية في حي ركن الدين في العاصمة دمشق، إذ يجب عليه الحضور ضمن المركز من الساعة السابعة والنصف وحتى الثالثة عصراً.
تعويضات متدنية للمصححين
وكانت وزارة التربية التابعة لحكومة النظام السوري خصصت بالتزامن مع الامتحانات مراكز لتصحيح الأوراق الامتحانية، ومنها مركز التصحيح في حي ركن الدين بدمشق، حيث يصحح فهد وغيره من المدرسين مقابل بدلات تعويض متدنية.
في المقابل، أعرب مدرسون مشاركون في عمليات تصحيح الأوراق الامتحانية في دمشق وريفها، عن استيائهم من تدني نسبة التعويض المالي لعملية التصحيح، والتي لا تتناسب مع ارتفاع أجور المواصلات وكلفة المشروبات التي يدفعون ثمنها في أثناء التصحيح، فضلاً عن التعب والجهد المبذول في تصحيح الأوراق الامتحانية.
ويقول عامر لموقع تلفزيون سوريا "نقضي سبع ساعات ونصف الساعة في تصحيح الأوراق مقابل بدل 600 ليرة لكل ساعة تصحيح، أي ما مجموعه 4500 ليرة لكل يوم تصحيح". ويضيف، أن هذا التعويض لا يغطي جزءاً من مصروفه اليومي من جراء التنقل من منزله إلى مركز التصحيح.
ويوضح المدرس الأربعيني أنه يضطر يومياً لدفع أكثر من ثلاثة آلاف ليرة أجور مواصلات، فضلاً عن مصروف المشروبات (شاي وقهوة) في أثناء عملية التصحيح.
لا تقتصر معاناة عامر عليه وحده، إذ يعاني معظم مصححي الأوراق الامتحانية من تدني نسبة تعويضهم المالي وسط تجاهل وزارة التربية لمطالبهم بزيادة التعويض بما يتناسب مع الجهد المبذول لكن من دون نتيجة حتى اليوم.
كيف يُحدد تعويض تصحيح الأوراق الامتحانية؟
ويُمنح تعويض التصحيح والتدقيق وجمع الدرجات وتدقيق جمع أوراق إجابات الطلاب في الامتحانات العامة على أساس ورقة الامتحان، ويحدد تعويض تصحيح الورقة الواحدة بـ 400 ليرة لكل ساعة امتحانية من امتحان مواد شهادة التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية في الدورة الأولى، و600 ليرة في الدورة الثانية، وفقاً للمرسوم 341 الصادر في العام الفائت 2022.
بينما حُدد تعويض تصحيح ورقة امتحان الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي والشهادة الثانوية الشرعية والشهادة المهنية الصناعية والشهادة المهنية النسوية والشهادة المهنية التجارية بـ 600 ليرة لكل ساعة امتحانية من مواد للدورة الأولى، و 800 ليرة للدورة الثانية.
ويوزع التعويض بالتساوي عند اشتراك أكثر من مصحح أو مدقق في تصحيح الورقة الامتحانية الواحدة.
لكن، ليس فقط تدني التعويض ما يشكل هاجساً للمدرسين، إنما التهديد بالفصل من العمل لكل مدرس يتخلف عن عملية التصحيح، إذ عممت وزارة التربية على مديرياتها في المحافظات بضرورة إجبار المدرسين على الالتزام بالدوام خلال فترة تصحيح الأوراق الامتحانية للشهادتين الإعدادية والثانوية تحت التهديد بالفصل من الوظيفة.
وكان مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج قد أعلن في تصريحات صحفية، عن افتتاح مراكز تصحيح في أربع مدارس ضمن دمشق لتصحيح الأوراق الامتحانية لطلاب ريف دمشق.
كما بيَّن مدير الامتحانات في وزارة التربية يونس فاتي في تصريحات صحفية، وجود مراكز تصحيح للتعليم الأساسي في كل المحافظات، بينما مراكز تصحيح الشهادة الثانوية موجودة في 9 محافظات فقط بالتوازي مع تبادل الأوراق الامتحانية بين تلك المحافظات.
