سجلت محافظة الحسكة حالات نفوق في قطعان المواشي والثروة السمكية، بسبب ارتفاع نسبة التلوث الناجم عن التسرب النفطي من حقل تشرين باتجاه بحيرة السد الجنوبي.
واتهمت مصادر هندسية فضلت عدم الكشف عن هويتها، المجموعات التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تدير حقل تشرين بإهمال صيانة الحقل وعدم تطبيق إجراءات السلامة، ما تسبب بتفاقم أزمة التسرب النفطي المستمرة منذ سنوات، وفق ما نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام، اليوم الثلاثاء.
وبيّنت المصادر، أن التلوث ناجم عن توجيه "قسد" للمياه الجوفية المرافقة لعملية استخراج النفط نحو الأودية السيلية والأراضي الزراعية القريبة من حقل تشرين، ما تسبب بتلوث التربة بالمواد النفطية حتى إنها باتت غير صالحة للاستثمار الزراعي وتسببت بخسائر كبيرة في المحاصيل.
وارتفعت حصيلة النفوق بين قطعان المواشي مؤخراً، بسبب شرب هذه القطعان للمياه الملوثة والسامة من الأودية السيلية في محيط حقل تشرين النفطي، في حين شهدت ضفاف بحيرة السد الجنوبي طواف أعداد كبيرة من الأسماك النافقة.
أضرار كارثية تلحق بالبشر
ونشر موقع "نورث برس" في نيسان الماضي، تقريراً تحدث فيه عن انتشار حوادث ولادة أطفال مشوهين في ريف مدينة ديريك في الحسكة، ربطه اختصاصيون بالتلوث الناتج عن الحراقات النفطية المنتشرة في المنطقة.
وقال الطبيب فيصل أحمد الاختصاصي في طب الأطفال، إنّ التّشوهات الجنينية تزايدت بشكل ملحوظ كـ "ضمور الدّماغ، ونقص الأكسجة، وتشوه الأطراف، وغيرها".
وأكد الطّبيب أنّ معدل مرضى الرّبو ارتفع بنسبة خمسة أضعاف، فضلاً عن التهاب الأنف التّحسسي، بسبب تلوث البيئة، الأمر الذي يتطلب جهوداً كبيراً لتغيير الواقع الصّحي للمنطقة.