"نواف الحمد" عنصر سابق في صفوف لواء فاطميون انشق من منطقة التبني غرب دير الزور وتوجه عبر نهر الفرات نحو مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شرق الفرات نتيجة الضغوط التي يتعرض لها عناصر الميليشيات بشكل خاص وقوات النظام بشكل عام.
يقول "الحمد" وهو اسم مستعار إن أكبر الضغوط التي دفعته للانشقاق هو لوم الأصدقاء والأقارب والأهل له بعد الالتحاق بصفوف لواء فاطميون من أجل المال وفي الدرجة الثانية الهجمات التي يتعرضون لها من قبل مجهولين يعتقد بأنهم خلايا لتنظيم الدولة.
حال نواف يمثل كثيراً من عناصر قوات النظام وعناصر الميليشيات الإيرانية التي تسيطر على منطقة غرب الفرات والتي سجلت عشرات حالات الانشقاق والتوجه نحو مناطق سيطرة قوات قسد ونشطت في الآونة الأخيرة.
كيف يهرب عناصر قوات النظام
تشمل عملية الانشقاق مدينة دير الزور والقرى التابعة لها التي تخضع لسيطرة قوات النظام ويضطر العناصر الفارون والمنشقون التنسيق مع "قسد" على الضفة الأخرى من نهر الفرات للتوجه لها.
وقد أكد القيادي في مجلس دير الزور العسكري التابع لـ "قسد" هادي الحسين "أن جميع عمليات الانشقاق عن صفوف قوات النظام تجري بالتنسيق مع "قسد" عبر مجلس دير الزور العسكري بهدف تأمين الطرق والحماية للعناصر المنشقين عند عبورهم نهر الفرات.
وعن كيفية الانشقاق أضاف "هادي الحسين" أن عناصر قوات النظام والمتطوعين في صفوف الميليشيات الإيرانية يقومون بالانشقاق والفرار من صفوف قوات النظام بعد منحهم إجازات للتوجه لمنازلهم ويتم التنسيق مع "قسد" ويعبرون النهر من الضفة الغربية إلى الشرقية.
وأشار إلى أن بعض العناصر يجلبون عوائلهم معهم وبعضهم الآخر يأتي بنفسه ومن ثم يتم التنسيق مع عائلته لتأتي إلى مناطق سيطرة "قسد" بوقت لاحق لعدم قدرته حينئذ على جلب عائلته برفقته.
أعداد المنشقين وطرق الإعلان عنهم
نشطت في الأشهر الماضية عملية الانشقاق عن صفوف الميليشيات الإيرانية وقوات النظام في مدينة دير الزور وريفها إثر ازدياد الهجمات التي يتعرضون لها غرب الفرات من جهة، والضغوط الاجتماعية والنفسية التي يتعرض لها العناصر من جهة أخرى مما يدفعهم للانشقاق.
وعن أعداد العناصر المنشقين قال مصدر خاص في الأرشيف العسكري لمجلس دير الزور التابع لـ "قسد" في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا، إن الأعداد المسجلة لديهم بلغت خلال الثلاثة أشهر الفائتة 65 عنصراً بينهم ضباط انشقوا عن قوات النظام ويقيمون الآن في مناطق سيطرة "قسد".
وأضاف المصدر أن "قسد" تقوم بتدوين أسماء وملاحظات للعناصر المنشقين الذين قاموا بالتنسيق معها بشكل مسبق ومنحهم بطاقات وافد إلى مناطقها لتسهيل عملية تنقلهم وسكنهم في مناطق سيطرتها.
وختم المصدر حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا "قسد لا تقوم بالإعلان عن أعداد المنشقين ضمن بيانات رسمية وتكشف عن هوياتهم خوفاً على أقاربهم وذويهم الذين ما زالوا يقيمون ضمن مناطق سيطرة قوات النظام ولم يتمكنوا من الخروج.
إجراءات اتخذتها قوات النظام والميليشيات الإيرانية
أقدمت قوات النظام والميليشيات الإيرانية المساندة لها على نشر حواجز طيارة وثابتة بالإضافة إلى دوريات جوالة على الخطوط البرية القريبة من مناطق سيطرة "قسد"، وعلى ضفاف نهر الفرات للحد من عمليات انشقاق عناصرهم أو هربهم.
وأكدت مصادر أهلية لـ موقع تلفزيون سوريا أن الميليشيات الإيرانية وقوات النظام بدأت بالتدقيق بشكل كبير على الأهالي القاصدين لنهر الفرات بشكل عام وصيادي الأسماك بشكل خاص للحد من عمليات الانشقاق الأخيرة.
وأضافت المصادر الأهلية أن أعداد الحواجز والدوريات في ريفي دير الزور الشرقي والغربي تضاعفت بشكل كبير في الأشهر الماضية في ظل استمرار عمليات الانشقاق.
وقد شنت قوات النظام منذ مطلع الشهر الجاري عدة حملات دهم وتفتيش في مدينة البوكمال والميادين شرق دير الزور وبلدتي التبني والمسرب غرب دير الزور استهدفت منازل عناصر فُقد الاتصال به، ويُعتقد بأنهم انشقوا وتوجّهوا نحو مناطق أخرى.