يلجأ كثير من السوريين إلى شراء الأدوات المستعملة من المحال المنتشرة في مناطق سيطرة النظام السوري، سواء من المفروشات أو الأدوات الكهربائية وغيرها، في ظل ارتفاع أسعار الجديدة منها بشكل كبير.
وتعد هذه الأسواق خياراً اضطرارياً للسوريين في ظل الغلاء الفاحش الذي يضرب البلاد، حيث تعيش الأسواق حالة من الفوضى وسط غياب الرقابة أو وجود أي ضوابط.
ويعاني رواد هذه الأسواق من عدم قدرتهم على استبدال القطع أو وجود فواتير تضمن حقهم، حيث يضطر كثيرون لشراء أدوات مستعملة، ويُصدَمون عند استخدامها لاحقاً بكثرة الأعطال فيها، حيث يعمل الباعة على تنظيفها من الخارج وتلميعها لتبدو كالجديدة، في حين تكون ممتلئة بالأعطال.
وقال صاحب محل لبيع الأدوات المستعملة لصحيفة "تشرين" التابعة للنظام السوري، إن حركة العمل جيدة جداً، ويضم محله كل شيء بدءاً من الأدوات الصغيرة مروراً بالألبسة، وليس انتهاءً بالمفروشات والأدوات الكهربائية.
وأضاف أن السكان يشترون المستعمل لأن القديم الصنع أفضل جودة من الحديث الصنع، وكذلك أسعارها معقولة ومناسبة للجميع تقريبًا.
ما مصدر البضاعة؟
وبحسب صاحب المحل، فإن تلك الأدوات مصدرها أشخاص يبيعون أثاث منزلهم بسبب الحاجة المادية، وبعضهم الآخر بداعي السفر أو سداد ديون متراكمة عليهم.
وقال أمين سر حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة، إن أسواق بيع الأدوات المستعملة باتت كثيرة والبضاعة داخلها مجهولة المصدر، وغير معروف إن كانت بطرق شرعية أو غير شرعية، لأنها قد تكون مسروقة أو تصفية محال أو فعلاً بيعت من أصحابها الحقيقيين، وهذه المحال لا تملك سجلاً تجارياً ولا يوجد فواتير متداولة، أي أن كل شيء مخالف.
سوريون يؤكدون سرقة محتويات منازلهم وبيعها
قالت سيدة سورية من مدينة داريا بريف دمشق لموقع تلفزيون سوريا، إنه في ذروة نشاط سوق الأدوات المستعملة في مدينة صحنايا بريف دمشق الملاصقة لهم، فوجئت بعرض أثاث من منزلها ضمن هذا السوق.
وأضافت أن قوات النظام السوري وعقب سيطرتهم على داريا سرقوا محتويات المنازل ولم يتركوا شيئاً، وعمدوا إلى بيعها في أسواق المستعمل بالبلدات المحيطة بها.
وأشارت إلى أنها وجدت كثيراً من أدوات منزلها التي تعرفها حق المعرفة معروضة للبيع، ولكنها لم تتجرأ حينذاك على القول بأن هذه الأشياء ملكها وتمت سرقتها وبيعها.
ولفتت إلى أن حالها كان كحال كثيرين من أبناء مدينة داريا، الذين سرق عناصر قوات النظام ما نجا من أثاث منازلهم وأدواتهم من القصف، وعمدوا إلى بيعها في أسواق المستعمل.
وسبق أن سلط تلفزيون سوريا في تقرير له الضوء على عمليات سرقة "تعفيش" قوات النظام والميليشيات المساندة لها لمحتويات منازل مدن وبلدات سيطروا عليها على امتداد سوريا.
في السنوات الأخيرة تراجعت وتيرة "التعفيش"، بعد أن فرغت الميليشيات من تعفيش كامل المناطق التي اقتحمتها، وتراجع معها الولاء للنظام السوري، وبدأ عناصر الميليشيات البحث عن مصادر تمويل جديدة سواء بالهجرة أو محاولة الانخراط في ميليشيات تدعمها روسيا، حيث المرتبات الشهرية أعلى من الميليشيات التابعة للنظام.