قال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز إن حقل غاز "صقاريا" المكتشف حديثاً في البحر الأسود سيوفر نحو ثلث الاحتياجات المحلية للبلاد، متوقعاً أن يصل إنتاجه إلى 15 مليار متر مكعب سنوياً، أي ما يساوي ربع إنتاج الاتحاد الأوروبي اليوم.
وأضاف دونماز في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ"، يوم الاثنين، أن "تركيا ستكون قادرة على البدء بطاقة إنتاجية سنوية أولية تبلغ 3.5 مليارات متر مكعب من الغاز عام 2023، مضيفاً أن المستهدف، هو زيادة هذا الرقم إلى نحو 15 مليار متر مكعب سنوياً بغضون 4 سنوات من الإنتاج.
ولفت إلى أنه ليس لدى الحكومة التركية خطط لدعوة شركات النفط العالمية لتشغيل حقل صقاريا، فمؤسسة البترول التركية لديها القدرة التقنية اللازمة للقيام بذلك بمفردها.
وكشف أن بلاده تجري دراسات زلزالية قبل البدء باستكشاف بئر أخرى في منطقة محتملة غرب حقل صقاريا خلال النصف الأول من العام المقبل.
وستستهدف مؤسسة البترول التركية تكويناً جيولوجياً مشابهاً تم العثور عليه على عمق نحو 4500 متر (15 ألف قدم) تحت قاع البحر في الاكتشاف الأصلي.
كم تبلغ احتياطيات الغاز؟
وتخطط مؤسسة البترول التركية، لحفر 40 بئراً على أربع مراحل في حقل صقاريا، والذي تشير التقديرات إلى أنه يحتوي احتياطيات غاز قابلة للاستخراج تبلغ نحو 540 مليار متر مكعب.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أشاد بهذا الاكتشاف وهو الأكبر على الإطلاق في البحر الأسود باعتباره دفعة لاقتصاد تركيا البالغ حجمه 765 مليار دولار.
ووعد أردوغان ببدء الإنتاج من الحقل عام 2023، الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس تركيا الحديثة.
وتهدف تركيا إلى خفض فاتورة الطاقة السنوية بنحو 44 مليار دولار عن طريق تقليل اعتمادها على الواردات، والتي تمثل حالياً جميع استهلاك البلاد من الغاز تقريباً.
وأفصح دونماز أنه من المتوقع ارتفاع الطلب المحلي على الغاز بمقدار الربع، ليصل إلى 60 مليار متر مكعب هذا العام، بسبب انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية وسط الطقس الجاف وارتفاع أسعار الفحم.
وأعلن الوزير التركي عن نشاطٍ مماثلٍ جارٍ أيضاً في المنطقة الاقتصادية الخاصة بتركيا في البحر الأبيض المتوسط، رغم وجود بعض الخلافات السياسية، حيث قامت تركيا بالتنقيب عن الغاز في المياه التي تطالب دول أوروبية مثل اليونان وقبرص بأحقيتها فيها، كما وقعت أنقرة اتفاق حدود بحرية مع ليبيا في عام 2019.